أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...















المزيد.....

الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6511 - 2020 / 3 / 11 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ لا يختلف إثنين بأن الزمن الخسيس الذي يصبح فيه الخائن أو المنحل أخلاقياً نموذجاً عاماً وبطلاً استثنائياً ، أن يتوقع من في هذا المجتمع أن تبقى الثقة صلبة ، فبفقدانها ستتكسر الأفكار والضمير والتراث معاً ، لهذا أغلب الدول التى لعبت وتلعب دور الإمبراطوريات صنعت لها رمز سوبرماني من خلال الروايات أو السينما ، ولأن تعزيز الثقة مسألة تعتبر بنيوية وأصيلة في إستمرار الدولة القوية ، لأن باختصار بتكسيرها تنكسر نفس الإنسان ولأن ايضاً كل شيء آخر يمكن له أن يعود إلى الحياة مرة أخرى باستثناء الثقة المكسرة ، لا يمكن تجميعها ، وبالتالي بدأت فعلياً حكاية صنع الرمز السوبرماني مع إرتفاع شأن الخلافة العباسية ، وفي هذا العصر النوعي والذي عرف في مدارس الاستشراقات بليالي العربية والحكايات الشعبية التى اختلطت مع حكايات قصر الحاكم وزوجته ، وبالتالي كما يبدو لي شخصياً ، بأن الزوجة استطاعت أن تملئ فراغ ولادته الراحلة بالقصص قبل النوم لكي يتسنى له الخلود بين ذراعيها ، إذن اعتمدت البحثيات الاستشراقية على ثلاثة حكايات شاع أخبارها في أرباع ارجاء المعمورة ، ابتداءً من رحلات سندباد البحرية ومروراً بعلاء الدين والمصباح واخيراً بعلي باب والأربعون حرامي ، لكن جهاز العسس للدولة العباسية أعتمد شخصية سندباد كرمز سوبرماني لدولته والتى أصبحت بالشخصية التى تخوض المصاعب والأهوال والنجاة من الموت المؤكد .

عند افتتاح الوطن الجديد ، جاءت المخابرات الأمريكية بشخصية راعي البقر ( الكاوبوي) وتحول إلى رمز سوبرماني وأظهرته عبر الأفلام على أنه الرجل الشجاع الذي يواجه الأخطار والشدائد وتحول من فيلم لآخر بين الأمريكان وشعوب العالم إلى بطل الأبطال ، بل لم تتوقف القصة عند هذا الحد ، أفرزت الكاوبَوُيِة نمط من الموسيقى والغناء الخاص بها وانتشرت بين جمهور عريض وتحولا إلى تراث ضارب في العمق على الاخص في جنوب الولايات المتحدة ، ومع التطور الذي حدث على المنظومة الأمريكية وبالتقارب بين السي آي إيه (CIA ) والبنتاغون اثناء حرب فيتنام ، اجتمعا الطرفين على ضرورة صنع شخصية جديد تعلب دور ( السبورمانية الامريكية ) التى تتناسب مع المتغيرات التكنولوجية ، كان الروائي الأمريكي ديفيد موريل كتب عام 1975م رواية ( الدم الأول ) وبالفعل لعب الدور الجديد المبدع سيلفستر ستالون بتقنية عالية وباذخة الدلالات ، تماماً وبعيداً عن مبدأ التفرد والاستفراد ، باشرت الإمبراطورية البريطانية بصنع سوبرمانها ايضاً ، فقد وجد العميل ( 700 ) جمس بوند نفسه بالرمز الذي كتب شخصيته الروائي ورجل الاستخبارات السابق إيان فليمنغ في عام 1953م ، وتحول جميس بوند شخصية دلة على قوة جهاز الاستخباراتي البريطاني الذي يلقب ب( Mi6 ) ، ولأسباب ايضاً متشابها ، خاصة بهذه الأزمنة التى تشهد حروب استخباراتية ويعلو فيها إبراز العنتريات والمطامع بالتمدد ، نجحت تركيا في إخراج سوبرمانها على خشبة المسرح التلفزيون ، فكان مراد علمدار الشخصية التى كسحت المنطقة العربية والآسيوية ، بالفعل استطاع جهاز الاستخبارات التركي ( MiT ) صناعة شخصية سوبرمانية تلامس مشاعر الأتراك والعرب والآسيويين التى تستطيع خوض المصاعب من أجل الدفاع عن الدولة وحماية المجتمع وتفكيك الدولة العميقة والمحافظ على المجتمع من الاختراقات الاستخباراتية باعتبار تركيا ساحة دولية للاستخبارات العالمية ، وبالطبع لا يخلو العربي الحديث من هذه السوبرمانية ايضاً ، وفي وسع المرء التأمل للمشاهد بالحد الأدنى من الحيادية وخاصة للتنافس المحتدم حول صنع مثل هذه الشخصيات ، في عبارة أخرى ، لقد استطاعت المخابرات المصرية صنع شخصية رأفت الهجان التى لاقت تعطش عربي عريض وتحولت إلى أسطورة عربية قومية التى هزة جدران الموساد الإسرائيلي وتحول الهجان إلى بطل قومي بإمتياز لكن المؤسسة المصرية توقفت لأسباب تتعلق بالمشروع الوطني بشكل عام وبالتالي انسحابها من التنافسي جعلها أشبه بالقبضة التى سُحبت قبل استكمال تسديدها .

للسينما فخافة إعمار استثنائية وبالرغم أنها تبقى مع ذلك أدنى إلى فقاعات العمالقة الآنية والآتية من جوف الأسطورة ، لكن اختيار الشخصية للعب دور البطل مسألة جوهرية في إنجاح العمل وبالتالي يعني باختصار الوصول للغاية الكبرى ، وهذا شهده المراقب في معظم أعمال الممثل الأسود موركان فريمان ، في فيلم The shank لعب شخصية السجين ( أليس ) الذي أمضى عمره خلف القضبان وبعد نيله العفو لأسباب لا يعترف بها ابداً ، اكتشف أثناء عمله في إحدى المصانع بأنه غير قادر على التبول دون الأخذ الأذن من رب العمل ، الذي دفعه لترك عبارة خالدة بين المساجين ، ( أريد العودة إلى السجن لأن هناك كل شيء مفهوم ) بالطبع هذه الثقافة لا تحصل سوى في دول تكسرت الثقة وأنتجت مواطنين فاشلين في حدود دول فاشلة .

وهكذا لم يكن مدهشاً ، لهذا في المقام الاول ، تتطلب من انيجلينا جولي الإلتحاق بقوة مع من سبقها بالسينما الامريكية من باب الإيمان وليست الضرورة ، ففي مشهد روعة وأكثر المشاهد حزناً وقسوةً عرفتها الشاشة الكبيرة ، وبالرغم من إيماني الشخصي للتعبير الإيطالي الذي يقول بأن المترجم خائن ، لأن باختصار لا يوجد نص يمكن ترجمته من لغة إلى أخرى ، دون أن يخسر مقدار من جوهره ، لهذا تعمدت أنجيلينا جولي ، في فيلم Male ficent للكاتبة ليندا وولفوتون ،بإظهار قدراتها الميلودرامية والتى استعانت بها من الأدب المفارقات لكن بمبالغات مطلوبة لتعظيم المشهد ، وبالتالي كأنها كانت تقول للمشاهد من غير ناطق الإنجليزية ، لا داعي لتتبع الترجمة ، فالمشهد المشجاة وحده كفيل بإيصال إليك النص ، وهذا يحتاج من الممثل إخراج أقصى ما يمتلك من ملّكة وقدرة لإقناع والتأثير بالمتفرج ، بالطبع ، نحن نتكلم عن شخصية ليست بالعدمية ، بل الممثلة جولي سجلت بدفاتر العائلة الصغيرة اعترافات ، كانت انحيلبنا في عمر الرابعة عشر عندما سألتها والدتها عن المهنة التى تحلم بها في المستقبل ، كانت الإجابة بأنها ترغب بأن تصبح متعهدة لدفن القبور الموتى ، بل ايضاً كانت منذ صغرها تعشق تربية الثعابين والسحالي ، وبالرغم من مدنية المجتمع المعروف بتربية القطط والكلاب المروضة إلا أنها كانت شخصية مختلفة عن مجتمعها ، بل في مرحلة الابتدائية شكلت مع مجموعة بقيادتها عصابة تكفلت في تعذيب الصنفين من الجنس البشري ، تقبيل البنات حتى البكاء وضرب الفتيان باللكمات ومنعهم دخول المدرسة .

وبين من لديه الرغبة باحياء الرمز وآخر يدعو إلى استكمال الدفن ، يتساءل المرء وهو تساؤلاً حزيناً أقرب بالوقوف على البقايا الشهوة إياها ، أين سوبرمان العرب يا عرب . السلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس كورونا الأهم حتى إشعارٍ آخر ...
- مؤتمر الخامسة لحركة فتح علامة افتراق بين الماضي والمستقبل ..
- مصر الناهضة / أمام تحدي التكامل بين الجغرافيا والاقتصاد والت ...
- الأرض لم تعد قادرة على بلع عبث الإنسان ...
- العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ث ...
- حالة الترهل التى تعيشها حركة فتح ...
- نتائج الانتخابات الإيرانية ، الإقصاء أكثر مع ارتفاع إيقاع ال ...
- بعد ما شبعهم الشعب شتماً ، عادوا السياسين إلى سياسة التسول . ...
- الشيطان الاكبر ونبته الشيطاني ...
- اندفاعات يمينية تقلل من فرصة ترميم سفينة نوح ...
- التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...
- حروب بيولوجية وأخرى انترنتية / النقل والتلاعب أمرين واردين . ...
- قوة القوي وعجز العاجز ...
- أيا كانت التكلفة ...
- لإسرائيل الكلمة العليا في العمق الأفريقي ، سنوات من العمل ال ...
- بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...
- الفارق بين من يستجدي تصريح يتيم وآخر يستجدونه لمشاركته باحتف ...
- قناة الجزيرة والأمير محمد بن سلمان ...
- تكّلِفة الرد وتكلفة السكوت ...
- تواصل الحركة الصهيونية تفكيكاتها ، التحالف الجديد للصهيونية ...


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الثقة وحدها تبّني الإنسان والدولة ...