أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعرة نهلة كنعان- عرموش في - عتبات الحنين -















المزيد.....

الشاعرة نهلة كنعان- عرموش في - عتبات الحنين -


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة نهاية كنعان- عرموش في " عتبات الحنين "
كانت الصديقة الشاعرة ابنة طمرة الجليلية نهاية كنعان- عرموش، أهدتني ديوانها الشعري "عتبات الحنين" الصادر قبل فترة وجيزة، عن دار صامد للطباعة والنشر والتوزيع في لبنان، وهو ديوانها الرابع بعد " أريج الرذاذ والحبق "و " وضفيرتان "، و " وخيط عسل ".
جاء الديوان في 180 صفحة من الحجم المتوسط، بتصميم جميل، وطباعة أنيقة، ولوحة الغلاف بريشة الرسام العالمي العربي الفلسطيني وليد أبو شقرة. أما الاهداء فإلى " الذين افتقدهم بحبي حتى يمدّوني بمدد يطيل عمري وانتظاري ويشغف شوقي ويزيد إصراري، بأن أكون برفقتهم في دار الدنيا ودار القرار، إلى روح الشيخ ناظم الحقاني وجميع الأولياء الصالحين في معارج النور ".
وكتب الدكتور سمير محمد أيوب استهلالية وتقديم للديوان، فحلّق في عالم نهاية الشعري، وغاص في عمق نصوصها، واستنتج أن عتبات الحنين " مجموعة قصائد مشحونة بمعجم لغوي يعبر عن مفارقات واقع مهزوم مأزوم، يفضي إلى غضب مقاوم، تمثل الادب الملتزم مضمونًا وافصاحا بامتياز وفق غائية ترتقي إلى الوطن وحلم أهله. وهي منحازة لوعيها، تتنقل بين حنين إلى الماضي، والحنين لأمل حائر منطلق نحو مستقبل في نهاية النفق ".
نهاية كنعان-عرموش صوت شعري عذب ورقيق له حضوره وصداه في الساحة الأدبية المحلية وبين الأوساط والمحافل الثقافية في بلادنا، عرفناها منذ أكثر من ربع قرن من خلال ما كانت تنشره من قصائد وخواطر وصور قلمية وقصص قصيرة على صفحات جريدة " الاتحاد " العريقة وسواها من الدوريات والملاحق الأدبية والثقافية. وعلى امتداد هذه السنوات اشتغلت على موهبتها، وعملت على صقل شخصيتها، وتطوير أدواتها، وإثراء تجربتها حتى وصلت ما وصلت إليه وبلغته من مستوى رفيع في هذا الديوان الماتع، الذي يشتمل على قصائد في غاية الصدق والسبك والجمال الفني والتعبيري، تستهله بقصيدة فيها لوعة وحزن وشجن وشوق وذكريات صاخبة ، كتبتها لروح والدها، تقول في مطلعها:
ما بينَ الحُبّ والمّطر
ذكرياتٌ صاخبةٌ
تَنْهل على صدريَ بالأناهيدِ
تُثقِلُ الدمع بالتفاتةِ
نحو الصّدى لرأيٍ سديدِ
يا مالكَ العمرِ
صدَأتْ طُرقاتي
مِنْ غيابِ خّطواتِك
بالشوقِ الأكيدِ
ومن يقرأ الديوان يلمس أن نهاية كنعان- عرموش ليست شاعرة تتألق في شعرها الصناعة الفنية أو تزخر بموهبة الشعر فحسب، إنما هي شاعرة كصفاء الماء، مرهفة الإحساس، حريرية الحروف، تحمل في نصوصها مع القيمة الجمالية قيمًا فكرية وإنسانية ودينية كبيره، وفنها يمتزج بإنسانيتها ووطنيتها الصادقة وإيمانها العقيدي، ونصوصها مستمدة ومستلهمة من ينابيع شاعريتها الملهمة وفكرها الواعي وعقلها الناضج، ونلمح النزعة الإنسانية تُلوّن قصيدتها التي تجيء منسابة واضحة بعيدًا عن التقريرية والمباشرة، دون ترهل وضبابية وافتعال وحشو مفرط، بل بشفافية وتلقائية، وجمالية صورها الشعرية تعكس شغفًا بلغة السحر والبيان، وأسلوبها البوحي التعبيري يبلغ غاية الاتقان في الإيحاء. إنها تكتب قصيدتها بإحساسها العالي ونبضها الوجداني وروحها الشاعرية المرهفة وخيالها الخصب، وترسم كلماتها المتناسقة عبر لوحة فنية إبداعية متعددة الألوان والصور التي يستذوقها القارئ، بكل طلاوتها ورونقها ونكهتها الخاصة وصورها الفاتنة.
نهاية كنعان- عرموش تنساب في قصائد " عتبات الحنين " انسيابًا ثريًا متدفقًا سلسًا، بمضامينها وعناوينها وثيماتها، وتقدم لنا نصوصًا من الشعر الوجداني الحنيني والوطني العشقي، يجمع مواطن الجمال، ويجمع ايضًا بين العاطفة والحنين للماضي والمستقبل المنظور، والوطن، والحالة السياسية والاجتماعية، وتصوير الهم والوجع اليومي والتمسك بالثرى وتراب الوطن. وإننا نجد أنفسنا أمام شاعرة اتخذت الحرف الأنيق معبدًا ترتل فيه ترانيم العشق واناشيد الحب والحنين لوطنها الغالي المقدس، وتعلن فيه وفاءها له، والفخر بأبنائه الصامدين فوق أرضه رغم الليل الطويل والآفاق المظلمة.
وبالرومانسية المتعانقة مع الطبيعة وكائناتها المتوحدة تتجلى رؤى نهاية ونظرتها إلى الحياة والوجود، ونشعر بالقلق الوجودي الطافح الذي يطفو على سطح كلماتها، المشبع بفكر وفلسفة واعية بمنطق الأشياء، وبواقعية تؤمن بالإرادة والقدرة على التعبير، وبذاتها الشعرية الوثابة المفعمة بالعنفوان، تتوهج فنيًا وجماليًا بلغتها الموحية الشفافة الشجية المترعة بالنداوة، والموسيقى الصافية الهادئة، ولنسمعها تقول في قصيدتها " غائبة " :
غائبةٌ في سهادي
بينَ ملامحِكَ
أضيعُ وأضيعُ
وأنيني معَكَ
أحبُّك ولا أريدُ الا أمسحَ أدمعَكِ
يا بحري
ما أعمقَكَ
لؤلؤة أن أغوصَ
في حسرة مرادي
يا قيودي ..
ما أطيبَ معشرِكَ
يا حفنةَ دمعِي ..
يا مطرِي الشادي بعبقِي
والوطن في قصائد الديوان هو الحُبّ والجمال، والحُبّ هو الوطن، وما الفاصلة بينهما سوى حُبّ جدلي عميق كامن في الوجدان، فهي " تكتب تاريخًا يضم قارورة عطر، عصارتها وطن مذاب بدمها، بالحبر الباقي في أقلامنا "، وهو الوطن " الشامخ المعشش في ضياعنا، أينما رحلنا، وأينما غبنا "، و "نحن غاباته المتشابكة في رحمه "، وهي " المتناسقة في آفاقه، المحلقة بعطرها في أجوائه "، تصنع " توازنًا وأحلامًا نقيّة ".
وفي الديوان الكثير من الومضات الشعرية المكثفة الهامسة الطافحة بالرقة، التي تحاكي خلجات النفس، بالمقابل مع قصائد أكثر طولًا، منها على سبيل المثال لا الحصر :" أنا شمس، قدْ تمرُّ، حنين، عشقي، جناحي، حفنة دمعي، مُثْقَلونَ، نعم، مطر، عمري، أحلام " وغيرها.
ونلحظ في نصوص ديوان نهاية النفس الشعري والتجلي والسمو التخيلي الشفاف، وبراعة التصوير، والتعبير الحسي من خلال السهولة والانسيابية في الالفاظ والمعاني البعيدة عن التعقيد والصعوبة والوعورة، وتجيء قصائدها كالشهد والبلسم، متشحة ومصبوغة وزاخرة بالصور الفنية الموحية العميقة بمغزاها وأبعادها وجماليتها، ولا أدل على ذلك من قصيدتها " تراني "، حيث تقول :
أبحثُ عنكَ
في دواخلي
وقد ضيَّعتُكَ
بين أروقة عُهودي
التي لا تُطالُ
فاقتحمتَ
تربَّعتَ وافترشتَ روحي
وأقبلتَ
وامتلكتَ
أأنتَ المشتاقُ مثليَ
وتعلمُ بجنونِ عشقي
الذي به أدمنتُ؟!
ديوان "عتبات الحنين" لنهاية كنعان- عرموش يشي بشاعرية مرهفة، متدفقة وجياشة بالمشاعر والأحاسيس الإنسانية والوطنية، وخيالٍ مجنحٍ بمنطق الإبداع القائم على التكثيف والإيحاءات والمفارقات والمعنى البديع، لا تترك أي حالة شعورية دون أن تسطرها وتصوغ لحظتها بالسبك المتين والتعبير الجمالي الحسي الحي، بصور كلامية خلّابة، وأوصاف وتشبيهات واستعارات بلاغية، وتصوير يثير الوجدان ويحرك العواطف، وهذا هو الشعر..!
باختصار شديد، نهاية كنعان- عرموش في ديوانها ، شاعرة أنيقة بحروفها ومفرداتها وجملتها، جزلة العبارة، ولقصيدتها رونق لا يخفى، ولعلني أتفق مع الدكتور سمير محمد أيوب بأن الديوان يستحق أن يقرأ بتبصر، وحقًا أنني تبصرته واستمتعت بقراءته.
أبارك للصديقة الشاعرة نهاية كنعان- عرموش بصدور ديوانها الجديد " عتبات الحنين "، متمنيًا لها النجاح والتألق وبلوغ ما تصبو إليه، ولها خالص التحيات.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى ميلاد توفيق زيّاد
- - صقور ونمور - إصدار جديد لعمر سعدي
- الدراما العربية في رمضان
- أفنان غطاس بكر .. عكا للجميع ..!
- باقٍ في حيفا
- صفعة ناصعة من تاريخ الشيوعيين في أم الفحم .. أول أيار العام ...
- مرحبا أيار
- نزار قباني شاعر الحُبّ والمرأة والسياسة
- إصدار عدد نيسان من مجلة - الإصلاح - الثقافية
- نحن وجانحة كورونا
- أمل مرقس و - قلب الذئب -
- لا فرق بين غانتس ونتنياهو
- محمد كناعنة شاعرًا
- حكومة طوارئ
- عشر سنوات على رحيل الدكتور أحمد سعد
- في سيرة الشاعر الراحل صلاح عبد الحميد أبو صالح
- يوم الأسير الفلسطيني
- مع ديوان - سراج مطر - للشاعرة السورية سوسن خضر
- في أدب الرسائل
- متى يرحل هذا الفيروس الوبائي عنا ..؟!


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعرة نهلة كنعان- عرموش في - عتبات الحنين -