أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - في سيرة الشاعر الراحل صلاح عبد الحميد أبو صالح














المزيد.....

في سيرة الشاعر الراحل صلاح عبد الحميد أبو صالح


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 15:35
المحور: سيرة ذاتية
    


غيب الموت الصديق الشاعر السخنيني صلاح عبد الحميد أبو صالح، إثر مرض عضال لم يمهله طويلًا، تاركًا وراءه سيرة إنسانية طيبة، وإرثًا شعريًا سيخلد اسمه.
صلاح عبد الحميد من مواليد العام 1960 أنهى دراسته الابتدائية في بلده سخنين، التحق بجامعة حيفا، وحصل على اللقب الأول في اللغة العربية، ثم عمل مدرسًا ونائبًا لمدير إحدى المدارس في بلده سخنين.
عشق الكلمة منذ نعومة اظفاره، كتب الشعر ونشر قصائده في العديد من المنتديات المحلية والعربية، واشترك في العديد من الأمسيات الشعرية في البلاد. وشارك في ديوان العرب " مئة قصيدة لمئة شاعر "الصادرة عن دار الملتقى الثقافي العربي – اسطنبول.
صدر ديوانه الشعري الأول " عيون الزهر " في ايار العام 2017، وديوانه الثاني " حقول العمر " العام 2019.
امتاز صلاح عبد الحميد بنظرته الإنسانية الثاقبة، وعبّر بريشته وقلمه عن الحب الذي سكن أعماق قلبه، وكتب أجمل القصائد والأشعار الوجدانية والعاطفية في الحب والغزل والوطن والحنين، وفي أغراض شعرية أخرى. وفي كل كتاباته يفيض بالإحساس الصادق المرهف، والوطنية الملتزمة، مازجًا بين اللغة الوصفية والشعرية. واتصفت قصائده بالرقة والسلاسة والانسيابية والصدق الجمالي الفني والتعبيري.
من نصوصه اخترت هذه القصيدة بعنوان " عناق حلم " من ديوانه "عيون زهر ".. حيث يقول :
ويظلُّ وجهُكِ مُشرِقُا في مُقْلَتي
كالصبحِ يُهدي باقةً من نورِه
ليكونَ يومي مثلما أحبَبْتُهُ
في كل ثانيةٍ بهِ تتبخترينَ
وتمرحينَ بأضلُعي
***
تعالَي نغنَي أغاني الحياة
نعانِقُ حُلمًا بأنّا معًا
بعيدًا بعيدًا نُسافِرُ حتى
يكونَ الطريقُ بلا مُنْتهاه
تعالَي نُغَنّي كأسرابِ طيرٍ
إذا حلَّ آذارُ يُهدي ورودًا
يُراقصُ معَها اندِفاقَ المياه
***
تعالِي فكم قلتُ إنّي أحبُّ
وإنّي أموتُ وأحيا وأحيا
ففيكِ الضياعُ وفيكِ الهدايَةُ
فيكِ النهايةُ فيكِ البدايةُ
فيكِ احتراقي كأنّكِ جمرٌ
تثورُ وتزدادُ فِيَّ لظاه
***
تعاليَ وطفَي بحضنِكِ شوقي
أضيء بلُؤلُؤِ عينيكِ عمري
فعمري أعَدْتِ إليهِ صِباه
دعينا نغنّي إذا ما أتيتِ
دعينا نغنّي أغاني الحياة
***
ويظلُّ ثغرُكِ مَوْرِدي
وأظل عطشانًا .. أنا لا أرتوي
يا موسمَ الأفراحِ يُزهِرُ
إنّما
في شّوْقيَ المجنونِ لّمَا يبتَدِ

أما القصيدة المؤثرة فهي التي كتبها على سرير المرض وهو في أيامه الأخيرة، ونشرها على صفحته الشخصية في الفيسبوك، ويقول فيها :
شهرَيْن أسبَحُ ضدّ تيّارِ السَّقَم
شهرينِ يمرحُ في الكبِد
ألَمٌ كَنارٍ من جَحيمٍ ليْسَ يُطفيهِ الأطِبَّةُ
والأحِبّةُ .. لا أحد
لا نائِمًا .. لا صاحِيًا
أنا بَيْنَ بَيْن
أغفو فيوقِظُني حُلُم
أصحو فيُسكِرُني الألَم
أنا بَيْنَ بَيْن
وَشَهِيّتي فَقَدَتْ شَهِيَّتَها
للطَّعمِ ، للألوانِ ، للأشْكالِ
للفَرَحِ المُخبّأ في رِواياتِ الطّفولة ..
للحُبِّ .. للمَطَرِ الّذي يَهوي .. يُقبّلُ وَجْنَةَ الأرضِ الجَميلةِ
للقَناديلِ المُضاءَة ...
قدَمايَ مُتعَبَتانِ رَغْمَ تَوَسُّلي
أنْ تَحمِلاني بِضعَ خُطْواتٍ .. ولكنْ لا مُجيب
وتوسُّلي قد عادَ لي ..
من يَسْمَعُك
غيرُ الصّدى المُرتَدِّ حتّى يَسْتَجيب ؟!
وأنا .. كأنّي ها هنا .. حطّتْ رِحالي في مَحَطَّتِيَ الأخيرة
قَلَمي معي
قَدَري معي
ألَمي معي
لأخُطَّ آخِرَ أسْطُري
وأنامَ في وَجَعِ القصيدَة
سافر صلاح عبد الحميد إلى عالمه الآخر، تاركًا أوراقه وأشعاره، ومخلفًا فراغًا في المشهد الشعري النظيف، فقد كان من الشعراء الصادقين المتواضعين، صاحب يراع نقي وجميل، فله الرحمة والسكينة.
وداعًا صديقي صلاح ، وستبقى مخلدًا في ذاكرة كل من عرفك، وأحبَّ أشعاركَ وطيبتكَ ونبلُكَ وتواضعكَ ورهافة احساسكَ.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الأسير الفلسطيني
- مع ديوان - سراج مطر - للشاعرة السورية سوسن خضر
- في أدب الرسائل
- متى يرحل هذا الفيروس الوبائي عنا ..؟!
- الأديبتان الفلسطينيتان سلمى الجيوسي وابتسام بركات تحصدان جائ ...
- عزلة قسرية ونفق معتم ..!!
- كمال ناصر ذاكرة وطن
- في ذكرى شاعر المخيم وعاشق حيفا أحمد دحبور
- في يوم ميلاد غسان
- الأرض في الشعر الفلسطيني
- عن الشعر وكورونا
- جانحة كورونا
- فخر لنا بأطبائنا العرب
- ضُمة حبق للشاعرة نداء خوري في يوم ميلادها
- يا يوم الأرض
- ستون عامًا مرّوا
- مهزلة سياسية
- في ذكرى فارس الشعر الشعبي أبو الأمين الرناوي
- كورونا
- كلمات لروح أمي في عيدها


المزيد.....




- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...
- إنقاذ 6 واستمرار البحث عن 15 من طاقم سفينة أغرقها الحوثيون ف ...
- واشنطن تطالب هارفارد بسجلات المشاركين في احتجاجات غزة
- أمريكا: الحوثيون اختطفوا ناجين من طاقم السفينة -إترنيتي سي- ...
- حماس تصر على مطالبها ونتنياهو يريد صفقة -لكن ليس بأي ثمن-
- كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟
- البرازيل تستدعي القائم بالأعمال الأميركي بعد إعلان ترامب دعم ...
- تعرّف على الجانب الأجمل من إيطاليا الذي يجهله السياح


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - في سيرة الشاعر الراحل صلاح عبد الحميد أبو صالح