رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6552 - 2020 / 5 / 2 - 18:01
المحور:
الادب والفن
إسماعيل حاج محمد
وحروف المد
حروف المد تستخدم لإبداء العظمة، ولإيصال فكرة أهمية الكلمات، كما أن (الغنائية) في المد تجذب انتباه المتلقي، وأن تأتي الومضة بعدد كبير من الحروف، فهذا يشير إلى أن الشاعر يريدنا أن نتوقف عند كل ما جاء فيها، وبما أننا نتحدث عن ومضة مختزلة ومكثفة وتقدم فكرة، فأن حروف المد تجعلنا نتوقف عند كل كلمة فيها، جاء في الومضة
"يا نجمة الليل المعلق في السما
هزي جذع الفجر من عمق السنا
ولتقرئي لي الشعر بيتا مثلما
مال النخيل حيال حسنك فانحى"
حروف النداء "يا" يستوقف القارئ، وبما أن النداء موجه لشيء بعيد "نجمة" وجميل، فإن هذا أيضا يلفت انباه القارئ/المتلقي، وبما أن نهاية صدر البيت "السما" جاءت أيضا ممدودة فأن هذا يخدم علاقة حروف (النداء) وتوحدها في الربط بين "النجمة والسما".
ولكن بداية عجز البيت جاءت بفعل صادم "هزي" وكأن الشاعر بعد أن (وقفنا) عند نداء "النجم والسما" وأصبحنا ننظر إلى أعلى، استخدم لفظ/كلمة "هزي" لتحثنا على الحركة، فبدت الكلمات وكأنها هي من تحركنا، كالموسيقى التي تجعلنا نتحرك لا إراديا عند سماعها.
ونجد المد في "ولتقرئي لي" وفعل القراءة المجرد يستوقف القارئ،/المتلقي، لما فيه من معنى، وبما أنه جاء بحروف المدي "الياء" وتنهي الصدر "مثلما" بحرف مد الألف، فأن الحروف بلفاظها المجرد تستوقفنا، ويعود الشاعر إلى حث المتلقي على (الحركة) فيفاجئه بفعل "مال" والذي يستدعي انتباه القارئ/المتلقي، فبعد التوقف هناك شيء "مال" وهذا يستدعي من القارئ/المتلقي أن يتحرك لوقف/لمشاهدة هذا الميل، الذي تطور وتصاعد إلى "انحنى".
واللفت في هذه الومضة نها جمعت فكرة ولادة المسيح كما جاءت في الإنجيل والقرآن معا، فالإنجيل يحدثنا عن "المجوس الذي قدموا إلى بيت لحم بعد أن شاهدوا نجم السماء، وهذا يتماثل مع البيت الأول الذي جعل القارئ/المتلقي ينظر إلى "النجم، السما" وينساق وراءه كما انساق المجوس وراء النجم، وأيضا يستخدم عين التعبير الذي جاء في سورة مريم "هزي إليك بجذع النخلة" وهذا الجميع بين الأثنين "الإنجيل والقرآن" يتماثل مع البيتين عدد أبيات الومضة.
والومضة منشورة على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟