أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الذات في ديوان أنا والشمس وبكين مصطفى القرنة














المزيد.....

الذات في ديوان أنا والشمس وبكين مصطفى القرنة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6544 - 2020 / 4 / 23 - 23:21
المحور: الادب والفن
    


الذات في ديوان
أنا والشمس وبكين
مصطفى القرنة
عندما نعجب بالآخرين من الضروري أن نتحدث عنهم بلغتنا نحن وكما نريد، فالذات ضرورية في هذه الحال، وإلا سنذيب/نمحي لغتنا وذاتنا إذا تحدثنا بلغتهم، أو تحدثنا عنهم كم يريدون، وهذه الاشكالية وقع بها بعض المثقفين العرب في منتصف القرن الماضي، عندما طالبوا باستبدال الحروف العربية بالحروف الاتينية، وقد أثبتت الواقع أن الأمم الحية تعتمد على ذاتها وعلى ثقافتها ولغتها، وتعتز بكيانها بصرف النظر عن الطريقة والشكل الذي ينظر إليها.
في هذا الديوان يتحدث الشاعر "مصطفى القرنة" عن اعجابه بالصين وبالمدن وبالطبيعة الصينية، وهذه مسألة طبيعية، الإعجاب بالجمال، بالحضارة، بالثقافة، بالحياة، ولكن، اللافت أن الشاعر قدم هذا الاعجاب مظهرا جماليته بغته هو، بالغة وبثقافته العربية، وليس باللغة الصينية، فنجد جمال الصين وطبيعتها بلغة شاعرية عربية، فنرى الصين وجمالها بعيون، بلغة "مصطفى القرنة"، جاء ي قصيدة "وداعا يا مدينتي الجميلة":
"كأنك لست لهذا المساء
يا بكين
تارة تتلفعين بالضباب
وتارة يلفك الغياب
عليك إذن أن تبتسمي
كامرأة قوية
تأخذ زينتها
عند كل ضاحية وبيت
وتبتسمين دائما
تلبسين ثوبا جديدا
وتركين كالأطفال
ويصبح كل شيء موسيقى
منبثقة تساعدك في الحياة
عندما يبدأ الربيع بالوصول
ستلبسين الأخضر
وتسرحين شعرك
وتحرريه
من قبعة الشتاء البغيضة
وتزورين الأصدقاء
هكذا إذن
تبدأ القصة بفصل وتنتهي بفصل" ص48و49، المدينة لفظ مؤنث والمرأة لفظ مؤنث، والمرأة/الأنثى أحد عناصر الفرح، التخفيف التي يلجأ إليها الشاعر، من ها نجد مجموعة من الألفاظ الناعمة: "تبتسمي، كامرأة، زينتها، ضاحية، تبتسمين، تلبسين، ثوبا، جديدا، كالأطفال، موسيقى، منبثقة، الحياة، الربيع، ستلبسين، الأخضر، وتسرحين، شعرك، وتحرريه، وازورين، الأصدقاء" هذه لغة (عادية) يتداولها الشعراء في اشعارهم، فأين الصين وطبيعتها فيما سبق؟.
"تتلفعين بالضباب، يلفك الغياب" فهذا التعبير متعلق ببكين، وإذا عدنا إلى المقطع الأول من القصيدة نجد فيه:
"هل نعود
وأغلقت بابي ورائي
وداعا لكل الحكايات
لكل الأماكن والبنايات
وداعا يا صديقتي بكين
سأكون كما عرفتني دائما
أنظر للشمس ولا ألتفت للريح
يشدني غسق جميل
لن أغلق الستار" ص47، فالشمس لفظ متداول ومتعلق بشرق آسيا، حتى أن بعض الكتاب ككتاب "بلاد الشمس المشرقة" الذي اعده "مختار الجوهري" يتحدث فيه عن اليابان، فالشمس والشروق أصبح تعبير، يشير إلى شرق آسيا تحديدا، وهنا يكون الشاعر قد تحدث عن أثر الطبيعة الصينية عليه.
يقدمنا "مصطفى القرنة" أكثر من لغته هو، من ثقافته، فنجد لغته الشعرية حاضرة في القصيدة:
"تأخذ زينتها
عند كل ضاحية وبيت" ص48، فنجد التناص مع الحديث النبوي لشريف
"خذوا زينتكم عند كل مسجد"، وبهذا يكون الشاعر قد زاوج بين أثر المكان عليه، وبين لغة الشعر، ولغته هو، لغة "مصطفى القرنة".
إذا كان الشاعر قد تحدث (بوعي) فيما سبق، فنجده أيضا في اللاوعي يتحدث بلغته وثقافته رغم جمال وروعة المكان/الصين، جاء في قصيدة "أيها النهر":
"إلى أين تضمي
أيها النهر
صوب الجنوب
تلقي السلام على الساهرين
وينتظرون
ظهور القمر
على الذاهبين
على العائدين
على الناظرين
نزول المطر
يا نهر يا أغنية الحياة
إذا ما حضر
تقدم
فأنت صديق السفر
وتمضي سريعا إلى المستقر
رجعنا إلى المؤتمر
رجعنا إلى المؤتمر" ص63و64،
رغم أن القصيدة تتحدث عن نهر في مكان جغرافي بعدا جدا، الصين، إلا أننا نجد حضور نهر الأردن، (الشريعة) هي الحاضرة في القصيدة،
فهناك مجموعة تعابير وألفاظ تشير إلى نهر الأردن وليس إلى النهر في الصين: "صوب الجنوب، تلقي السلام، وينتظرون ظهور القمر/ (رمز) الأمل بالمستقبل، الذاهبين، العائدين، الناظرين، نزول المطر (رمز) الأمل بالعودة، يا أغنية الحياة، (لفلسطين وللفلسطينيين وللعرب)، فلا نجد أثر من الواقع الصين فيمات سبق، وهذا يشير إلى أن "مصطفى القرنة" يتحدث هنا بعقله الباطن، بحالة اللاوعي، لهذا نجد حضور نهر الأردن، النهر الذي يشير إلى انتهاك كرامة أمة، وضياع أهم أرض في المنطقة، فلسطين، وتشريد شعب كامل من أرضه، لهذا نجد ألفاظ: "الذاهبين، العائدين، الناظرين" فكلها ألفاظ متعلقة بالفلسطينيين الذين عبروا النهر.
لكن في خاتمة القصيدة نجد الشاعر يستفيق من (ماضيه/غفوته) ويتحدث عن الحاضر فنجده يستعيد الوعي من خلال:
"رجعنا إلى المؤتمر
رجعنا إلى المؤتمر" والتكرار هنا ـ وبصورة غير مباشرة ـ يؤكد على أن الشاعر عرف أنه ذهب بعيدا عن النهر في الصين، لهذا ودون وعي، كرر "رجعنا إلى المؤتمر" ولفظ الرجوع/(العودة) هو حلم كل فلسطيني وعربي، فجاءت لتؤكد على أن الشاعر حتى في حالة الوعي/والإدراك يتحكم فيه العقل الباطن.
وقبل أن نغادر القصيدة نتوقف عند: "وتمضي سريعا إلى المستقر" الذي يشير إلى ثقافة الشاعر الدينية، فهنا تناص مع الآية القرآنية: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم"، سورة يسن" فنجد الشاعر متأثر بالحاضر/بالصين وبالتعابير المتعلق بها "الشمس"، وهذا ما جعل العقل الباطن يستخدم (لغة/ثقافة) منسجمة مع طبيعة المكان، الصين/الشمس.
الديوان من منشرات شركة دار البيروني للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، الطبعة الأولى 2012.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفايا عويجان الألفاظ والمضمون
- محمد كنعان والومضة
- مالك البطلي والومضة
- مكانة فلسطين في كتاب -رجال من فلسطين- عجاج نويهض
- الكلمة والحرف في -شهية فعل الأمر- ل فراس حج محمد
- البياض في قصيدة -البحر- منذر خلف
- التجديد في كتاب -ر- سعيد أبو ريحان
- مازن دويكات وتقديم الألم
- دمُهُ ليس ازرق أمينة العدوان
- الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري
- البطل المأزوم في مجموعة الوادي أيضا أمين دراوشة
- مجموعة ليلة العيد سعادة أبو عراق
- كميل أبو حنيش والرثاء --نيسانُ عادَ و لم تعودي--
- همسات الشلال عيسى الناعوري
- السطو على الرواية في -آيات رحمانية- خالد عطية العشوش
- الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري
- اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف
- ليالي مصرية، الطاغوت والرجال فخري فايد
- منذر خلف الحاج محمد سؤال أسير
- الرجال والرفض رواية المقاومة الإيطالية إيليو فيتوريني


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الذات في ديوان أنا والشمس وبكين مصطفى القرنة