أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري















المزيد.....

الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6533 - 2020 / 4 / 9 - 23:53
المحور: الادب والفن
    


الأغاني والشعر في ديوان
"أراك ـ حيفا"
أحمد شكري
اهمية الأدب تكمن في الطريقة/الشكل الذي يقدم به، وهذا يتطلب من الكاتب/الشاعر استخدام قدرته الابداعية على إيجاد اسلوب يمرر فيه مادته الأدبية والأفكار التي يطرحها، وبما أن المنطقة العربية (موبوءة) بالقمع والاضطهاد، ويكثر فيها (المتوحشين)، يقع على كاهل الأديب العربي مهام ومسؤوليات كبيرة، فعليه (قتل) ولجم انفعاله، وتجاوز الآمه، وتحدث (بأدب) عن مأساته وهمومه، فأي إنسان هذا الذي يستطيع أن يكون (هادئ) في زمن الخراب والموت؟، أنه نبي هذا العصر، الشاعر "أحمد شكري" يطرح أفكار مؤلمه وقاسية، لكنه يقدمها بشكل سلس وناعم، فعقله الباطن المترع بالألم، يجعله يميل نحو الغناء والألفاظ السهلة والبسيطة، فالعديد من قصائد الديوان نجد فيها شيء مما سمعناها من مارسيل خليفة، فعلى سبيل المثل، جاء في قصيدة "تحية إلى فلسطين":
" تحية من سلام
وسحاب وحجر
يا وطن الألوهة
والأنوثة ... يا وطني" ص7، في هذا المقطع نجد تقرب مع ما جاء في قصيدة درويش "تصبحون على وطن":
"تصبحون على وطن
من سحابٍ ومن شجر"
فنجد "سحاب وحجر/شجر ووطن" وكلها جاءت في قصيدة درويش المغناة، وإذا أخذنا التقارب بين "تصبحون" وتحية من سلام" نجدهما يخدمان عين الفكرة، فالشاعر يميل نحو البياض والفرح: "تحية، سلام، سحاب، وطن، الألوهة، والأنوثة" فهذه الألفاظ بشكلها المجرد تخدم فكر الأمل/البياض، والشاعر يحرص على (الصفاء الروحي) فأقرن بين والوطن والألوهة، وفي ذات الوقت يحرص على علاقة الحب فأقرن الوطن بالأنوثة" فهو يدعو إلى حب/علاقة روحي نقية وصافية من أي شوائب، وكأنه بهذا الطرح يدعو ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى التقدم من الوطن بهذه الروح، وأن يتخلى/يترك الذي انزلقوا في الخطيئة، ويتقدموا من الألوهة بقلب صافي "أنثوي" ليتكون توبتهم صادقة.
فالفاتحة كافية ليتقدم المتلقي من عالم الشاعر (الهادئ)، الذي يُظهر (الهدوء)، لكنه يحمل بين ثناياه العواصف والرعود، فلفظ "الحجر" كاف ليأخذنا إلى الواقع العنيف والقاس.
وفي قصيدة "ربات الهوية" يقول:
" كوردة تنبت بين شقوق صخرة
تحمي نفسها بالأشواك
من عابر غريب
وتعطر الهواء
برذاذ ماء القلب ـ فلسطيني" ص16، فهنا نجد تقارب مع قصيدة "أجمل حب":
"كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غربين يوما،
وكانت السماء الربيع تألف نجما ونجما"
الدرويشة والمغناة من مارسيل خليفة، فنجد "وردة/عشب، شقوق/مفاصل، صخرة/صخرة، غريب/غريبين، تعطر الهواء/السماء الربيع" وهذا يقدم المتلقي من الأغنية والقصيدة، مما يخفف عليه من قسوة ألفاظ "شقوق، صخرة، بالأشواك، غريب"، ونجد تخفيف آخر من خلال حالة انبعاث/ "تنبت" الوردة، وهذا الاشارة للخضرة والنماء تسهم في أخذ المتلقي إلى صراع الطبيعة وتعاقب الفصول، وهذا يأخذنا إلى الملحمة الفينيقية "البعل" التي تتحدث عن الصراع المستديم بين الإله البعل والإله موت، وكأن الشاعر يقول لا تبتئسوا من الالم/القسوة، فالخير والخصب قادم.
وفي قصيدة العنوان "أراك حيفا" وهي القصيدة الأطول في الديوان يقول:
"8
وأنت البداية لا تنتهي
كيف اسميك الختام؟
أسميك عمري
لكني أخاف أن تعبث به الأقدار
أن يكون غمضة العين
فتبكين نجمتين ووردة" ص26، نجدها تقارب مع قصيدة حسن عبد الله "أجمل الأمهات" المغناة من مارسيل خليفة والتي جاء فيها:
"أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها
أجمل الأمهات التي انتظرتُه
وعاد مستشهداً
فبكت دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد"
وقصيدة "هيفاء" لموسى شعيب، والتي يقول فيها
" أسميك الحكايات أم العمر
أسميك الأزاهير أم العطر"
التماثل مع قصيدة حسن عبد االله نجده في خاتمة المقطع، وهناك تقارب في المعنى بين "وأنت (الأنثى) المخاطب، وبين الأمهات، أخاف تعبث به الاقدار وبين انتظرته، وبين غمضة عين وبين مستشهدا"
والتقارب مع قصيدة "موسى شعيب" نجده في: "اسميك عمري، أسميك الحكايات أم العمر" وبهذا يكون الشاعر قد أخذنا إلى أكثر من شاعر، وكأنه يدعونا لنتعرف عليهم عن قرب، ونتقدم مما كتبوه من شعر.
وفي قصيدة "نشيد" يقول:
"عندما يكبر طفل
ويحمل بيديه حبة الرمل
واسم الندى سأغني
عندما تخضر سنبلة
وترسم الطريق لسرب الحمام
سأغني
عندما يتحرر الحاكم
من دمه
ومن مخازن السكر سأغني
عندما تتفتح شقائق النعمان
بقلبها الواسع
على ليل البرتقال
سأغني
عندما يعود الفدائي
إلى الخندق
ويعشش الدوري في قلب دبابة
سأغني
عندما تستريح العروس
على خيوط الشمس
سأغني
...وسأغني: حرة أنت
يا بلادي
وإلا...
فأنت لست... أنت...!" ص53و54،
وهذا النمط نجده في قصيدة "جفرا" لعز الدين المناصرة والتي يقول فيها:
" للأشجار العاشقة أُغنّي.

للأرصفة الصلبة ، للحبّ أُغنّي .

للسيّدة الحاملة الأسرار رموزاً في سلَّة تينْ

تركض عبر الجسر الممنوع علينا ، تحمل أشواق المنفينْ

سأغني .

لرفاقٍ لي في السجن الكحليّ ، أُغني

لرفاقٍ لي في القبر، أغني

لامرأةٍ بقناعٍ في باب الأسباط ، أغني

للعاصفة الخضراء ، أغني

للولد الاندلسيّ المقتول على النبع الريفيّ ، اغنّي .

لعصافير الثلج تُزقزقُ في عَتَبات الدورْ

للبنت المجدولة كالحورْ

لشرائطها البيضاء ْ

للفتنة في عاصفة الرقص الوحشيْ

سأغنّي .

هل قتلوا جفرا ؟؟

الليلةَ جئنا لننام هنا سيّدتي ... يا أُمَّ الأنهارْ

يا خالة هذا المرج الفضيْ

يا جدَّة قنديل الزيتونْ

هل قتلوا جفرا ؟؟

الليلة جئناكِ نغّني .

للشعر المكتوب على أرصفة الشهداء المغمورين ، نُغنّي

للعمّال المطرودين ، نغّني

ولجفرا ... سنُغنّي ."
استخدام "أحمد شكري" عين اللفظ "سأغني" فالتقارب بينهما لا يقتصر على أغني/سأغني/ فقط، بل نجده يطال المواضع والفكرة التي يغني لها أيضا، وبهذا يكون الشاعر قد أخذنا إلى أغاني مارسيل خليفة، التي تقدم موضوع قاسي بغناء ناعم وجميل، وأيضا تقدمنا من مجموعة من الشعراء، كل هذا يجعل الديوان (يُظهر) ما لا يبطن، يظهر الجمال/الغناء لكنه يأخذنا إلى الواقع القاسي.
الديوان من منشورات الرصيف للنشر والتوزيع، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2016.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطل المأزوم في مجموعة الوادي أيضا أمين دراوشة
- مجموعة ليلة العيد سعادة أبو عراق
- كميل أبو حنيش والرثاء --نيسانُ عادَ و لم تعودي--
- همسات الشلال عيسى الناعوري
- السطو على الرواية في -آيات رحمانية- خالد عطية العشوش
- الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري
- اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف
- ليالي مصرية، الطاغوت والرجال فخري فايد
- منذر خلف الحاج محمد سؤال أسير
- الرجال والرفض رواية المقاومة الإيطالية إيليو فيتوريني
- محمد حلمي الريشة وتعدد الاشكال
- الشيخ المجاهد عز الدين القسام -بيان نويهض الحوات-
- الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية أمين دراوشة
- الروايات في كتاب -وجهك ولا القمر، يافا!-
- الحوار النتي
- مجموعة طريد الظل سعادة أبو عراق
- محمد كنعان
- محمد دلة والبياض غير المتكل.
- محمد داوود في قصيدة -الساعة الآن موت-
- حجم ومضمون القصيدة -نجم شحيح الضوء- كميل أبو حنيش


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري