أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - حجم ومضمون القصيدة -نجم شحيح الضوء- كميل أبو حنيش














المزيد.....

حجم ومضمون القصيدة -نجم شحيح الضوء- كميل أبو حنيش


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 14:26
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


حجم ومضمون القصيدة
"نجم شحيح الضوء"
كميل أبو حنيش
هناك علاقة وطيدة بين الفكرة وحجم القصيدة، أحيانا نجد الشاعر يتماهى مع الفكرة، مع اللغة، مع النص، فيسهب في نصه، في النص، وأحيانا نجده يكتب فكرة مزعجة/مؤلمة فيستخدم كلمات قليلة، مختزلة يعبر بها عما يحمله من ألم، وكأنه بقلة الكلمات يشير إلى امتعاضه وعدم انسجامه مع الواقع/ من يتابع ا ينشر الشاعر "كميل أبو حنيش" يجد أن قصائده موسعة، حتى تلك التي تتحدث عن الألم وواقع السجن وقسوة الجلاد، لكنه في هذه لقصيدة يقدم حجم جديد، حجم (متواضع) ـ إذا ما قورن بحجم القصائد السابقة، وهذا ما يستدعي التوقف عنده.
العنوان "نجم شحيح الضوء" يأخذنا إلى نجم/الأمل/الجميل/البوصلة/ لكنه شحيح/قليل/خافت الضوء، وهذا له علاقة بحجم القصيدة، فالقصيدة هي النجم الخافت/الشحيح/القليل الضوء، فالشاعر من خيال العنوان قدم لنا اشارة بأن هناك (شح في الضوء/ شح في القصيدة ـ حجم القصيدة، كلمات القصيدة، ابيات القصيدة ـ.
يفتتح الشاعر القصيدة المكونة من خمس مقاطع:
"أدنو وانأى عن تضاريسِي القريبةِ والبعيدةِ
كيف لي دربٌ أسيرُ عليهِ
في هذا الزمانِ الرخوِ
تغويني الدروبُ الأُخرياتُ فلا أُبالي
أنزوي خلفي
وأبحثُ فيِّ عن دربٍ قليلِ الخطوِ
عن جهةٍ تحُاصرُني وتملأنُي
إذا صارت جهاتي الستْ
يملؤها الخُواء"
يبدو أن الشاعر محتار، مضطرب، تائه، بصرف النظر عن المعنى/الفكرة نجد الألفاظ المجردة، تشير إلى هذا الاضطراب والتيه والعبث: "أدنو وانأى، القريبة والبعيدة، كيف اسير والدرب الرخو، تغويني ولا أبالي، أنزوي وأبحث، تحاصرني وتملأني" كل هذه الكلمات تشير إلى حالة الاضطراب، فهو (تائه) لا يستطيع تحديد الجهة/المكان الذي يجب أن يتجه/يذهب إليه، لهذا نجده يعبر عن هذا الاضطراب (عدم قدرته على تحيد المسار) من خلال التناقضات، القريب والبعيد، وللافت أن حالة التيه تتفاقم، فأصبحت الجهات الأربع عنده "إذا صارت جهاتي الستْ" فمين أين أتت هذه الاضافة؟، واللافت أن الجهات الست، ولست الاربع يملؤها الخواء، وهذه اضافة تضاف إلى حيرته واضطرابه وتردده.
وإذا ما توقفنا عند كلمات: "انأى، الرخو، فلا ابالي، انزوي، تحاصرني، الخواء" نتأكد أن هناك حالة من (السيزيفية) يمر بها الشاعر.
"أرنو وأُغمض مقلتي فلا أرى بحراً أمامي
كي أشُقَّ مياهَهُ بعصا هيامي
أرتقي هذا الصعودَ
أنامُ مُكتظاً بحلمٍ ظل يغشاني طويلاً
ثم أغرقُ مُشرِعاً أملي
لعلي أقتفي أثراً النسورِ الطائراتِ بحبلها نحو السماء"
في هذا المقطع نجد الاضطراب لم يأتي واضحا كما هو الحال في فاتحة القصيدة، بل نجده في (تشتت) الألفاظ والكلمات، "أرنو وأغمض، ، أنام مكتظا بحلم" فهنا نجد الفعل ونقيضه، ونجد التباعد بي لفظ "بحرا وأغرق"، (ستة عشر كلمة)، وبين "وأغمض وأنام" (أثنى عشر كلمة) وبين "الصعود والنسور" (ثلاثة عشر كلمة)، وبين "أرى وأقتفي" (واحد عشرون كلمة)، كل ذا يشير ويؤكد حالة الاضطراب والتيه الذي يمر بها الشاعر.
"أسمو وأهبط في كِياني
ليس لي أُفقٌ أطيرُ إليه
كي أمضي عن الإسمنتِ والأبواب
من حولي فأغفو ثُمَّ أحلمُ
أن هويتي تغولُ لِقِّمةٍ منثورةٍ بالياسمينِ
فلا أعودُ لصخرتي في الهاوياتِ
ولا أكِرُ إلى الهبوطِ أو الصعودِ
وينتهي عهدُ الشقاء"
في هذا المقطع نجد استخدام عالي للحروف واسماء الاشارة: "في، لي، عن، من، ثم، إليه، أن، كي، فلا، ولا، إلى، أو" وهذا يحمل بين ثنياه (تعب) الشاعر فيتكلم بأقل عدد ممكن من الحروف، ليعبر عما هو فيه من (ألم ووجع)، كما أنه يؤكد على حالة الافعال المتناقضة: "أسمو أهبط، الهبوط والصعود" وهنا يمكننا أن نجيب على السؤال من أين جاءت الجهات الست، فالأعلى والأسفل، الهبوط والصعود، هما جهتين تضف إلى الجهات الأربعة، وهما يتمثلان مع حالة سيزيف الصعود الهبوط.
ونجد (العبث) من خلال لعقل الباطن للشاعر الذي استخدم تعبير "فلا اعود لصخرتي" فهو هنا يتحدث عن سيزيف حامل الصخرة، وهذا تأكيد آخر على حالة الاضطراب وعدم اليقين عند الشاعر.
"أطفو وأرسو في مياهي
ليس لي أرضٌ تُسَّمِرُني
فأرنو للسماءِ
فينجلي نجمٌ شحيحُ الضوءِ في أُفقي المحاصَّرِ
يستثيرُ عزيمتي ويحُثُني
كي أستقيمَ مواصلاً
درب السباحة للأمام وللوراء "
نجد التأكيد على الحالة (السيزيفية) من خلال "أطفو وأرسو، للأمام وللوراء" لكن هناك بزوغ (لإرادة/لعزيمة) جديدة، نجدها في (كثر استخدام للألفاظ البيضاء: "أرسو، فأرنو، أرض، سماء، فينجلي، نجم، الضوء، أفقي، يستنير، عزيمتي، يحثني، استقيم، للأمام" لكنها لم تكتمل بعد، وما زالت في طور النمو والتطور، وهذا الأمل/الأفق تضعيف:" فينجلي نجمٌ شحيحُ الضوءِ في أُفقي المحاصَّرِ".
"أغفو وأصحو
باحثاً عن سلمٍ للإرتقاءِ لعالمي
والإنعتاقُ من الدوائرِ والدهاليز
التي تُرخي سدولِ ظلامِها
في مُقلَتيَّ
وأحتفي متلمساً
أثرَّ الدروبِ المُفضياتِ إلى البهاء"
خاتمة تقدم (القليل) من الأمل، وهذا ينسجم مع (قلة عدد الكلمات) في القصيدة، وإذا ما توقفنا عند هذا المقطع نجده منقسم بين السواد الذي جاء في البداية: "سدول ظلامها" والبياض الذي ختم به: "وأحتفي أثر الدروب" واعتقد أن استخدام الألفاظ البياض: "أصحو، للارتقاء، والانعتاق، ترخي، مقلتي، وأحتفي، المُفضيات، البهاء" تحمل بين ثناياها الأمل والفرح، رغم
(سيزيفية) القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة شقيق الأسير كمال أبو حنيش



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي
- مسرحية شجر وحجر إبراهيم خلالية
- هم ونحن في الانتظار الجميل كميل أبو حنيش
- مناقشة «كتاب الوجه – هكذا تكلم ريشهديشت»
- وجه في ظل غيمة أمين خالد دراوشة
- أثر السجن في قصيدة -في السجن- منذر خلف مفلح
- حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى القسم الثالث
- القسم الثاني حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى
- حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى
- عديقي اليهودي، القسم الثالث محمود شاهين
- الشعر في -كتاب الوجه- هكذا تكلم ريشهديشت- للشاعر محمد حلمي ا ...
- بناء القصيدة عند سمير التميمي -رأيت الحقيقة
- اللغة والألم في -القرص المربع- كميل أبو حنيش
- حلم فلسطين
- مناقشة مجموعة قصصية بعنوان رقصة الشحرور
- عديقي اليهودي، القسم الثاني محمود شاهين
- عبود الجابري تكرار
- رقصة الشحرور مصطفى عبد الفتاح
- عديقي اليهودي رواية فكرية تاريخية سياسية محمود شاهين
- محمد داود -عيد الحب-


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رائد الحواري - حجم ومضمون القصيدة -نجم شحيح الضوء- كميل أبو حنيش