رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 23:38
المحور:
الادب والفن
مازن دويكات
وتقديم الألم
""لماذا تموت ْ
دفاعاً عن الطاغية
حياتك في بطن حوتْ
وموتكَ تذكرة لاغية
فلا جنٰة لا ولا ملكوتْ
لك الآن في الحالتين
لك الفئة الباغية !"
أحيانا (تفتت)/تفكيك النص، يتماثل مع تفتيت الوردة، بمعنى أنه يشوهها ويقتل جمالها، في هذه الومضة يمكننا أن قول أننا أمام وردة، إذا ما (فتتناها) فككناها سنشوهها، ونزيل جمالها، ومع هذا سنحاول، قدر الامكان أن نبين جمالية التركيب الذي جاءت به:
إذا ما توقفنا عند الالفاظ المجردة سنجدها في فغالبيتها سوداء وقاسية وشديدة: "تموت، دفاعا، طاغية، حوت، موتك، لاغية، فلا، لا، الباغية"، وهذا يزعج القاري، الذي يسعى ويميل نحو الفرح والهدوء، فما هي الجمالية إذن في الومضة؟
التاء والهاء والهمزة عندما نلفظها تخرج بمعنى الألم (آه) وكأننا بلفظها نخرج ما فيها، فهناك جمالية متعدة الأوجه في الومضة التي قدمها الشاعر "مازن دويكات"، لأنها تأخذنا إلى القرآن الكريم، في أكثر من سورة، "الزلزلة، الغاشية، الهمزة، القارعة" ولا تقتص جمالية الومضة على حرف "التاء" فقط، بل في الألفاظ أخرى لها علاقة بالقرآن الكريم: "الطاغية، بطن الحوت، تذكرة، لاغية، فلا، جنة، ملكوت، الباغية" كل هذا الألفاظ نجدها في القرآن الكريم.
أما بخصوص جمالية التقديم، فقد جاءت فاتحة الومضة على شكل سؤال: لماذا تموت"، وهذا يستوجب على القارئ التوقف والتأمل والتفكير، وهذا أيضا يأخذنا إلى سورة الملك وما فيها من اسئلة، "أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت"؟، ويأخذنا إلى أهمية التدبر والتأمل التي دعت إليها الآيات في القرآن الكريم، وهنا يكون الشاعر قد جامع الومضة في أكثر من منحى/ناحية مع القرآن.
وبهذا يكون الشكل وطريقة التقديم قد ازالة السواد والقسوة من الومضة، وجعلها تدخل/تصل إلى القارئ بطريقة ناعمة وهادئة رغم الصخب الذي فيها.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟