أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الكلمة والحرف في -شهية فعل الأمر- ل فراس حج محمد














المزيد.....

الكلمة والحرف في -شهية فعل الأمر- ل فراس حج محمد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


شهيّة فعل الأمر
ظلّي هنا عندي وعندي ثرثري
سيلي على شفتي ككأس مسكرِ
واطوي الحنينَ هناك سفر غوايةٍ
وتبتّلي
وتعرّفي
وتغرّبي
وفي ضلوعي غرغري
وتنافسي على وقتي الفسيحِ
تقاسمي لغتي مع ياسمينٍ أخضرِ
ولتغسلي وجع الغبار
إليّ هيّا فاعبري
وعلى ربوعيَ انتشري
حلمي شهيٌّ طازج لم يبدُ منه سواكِ
هيّا فسّري
أنا ههنا أنتِ الهناكَ
كشقّ نفسِ بالتحامِ الأسطرِ
هناك علاقة بين الفكرة والكلمة والحرف، بحيث تتآلف العناصر الثلاثة لخدمة الفكرة التي يراد تقديمها، وفي هذه الحال يكون الشاعر قد تماهي مع القصيدة، فهما معا يكوّنان كيانا واحداً، القصيدة كتبت الشاعر، والشاعر كتبها، فخروجها للحياة يتماثل مع حالة الولادة، ولو بقيت داخله لتأذى، ـ ورغم أنها كائن فيه شيء من الاستقلالية، إلا أنها تحمل شيئا من كيان/ شخصية/ أفكار الشاعر ـ
سنحاول اعطاء صورة التماهي بين القصيدة وفكرة الشاعر من خلال اعتمادنا على الكلمة والحرف اللذين استخدما في القصيدة، (متجاهلين) الفكرة، فهل يمكننا الوصول إلى الفكرة من خلال الكلمات والحروف المجردة؟
بداية نتحدث عن العنوان "شهية فعل الأمر" والشاعر يستخدم أول لفظ في القصيدة "ظلي هنا" وهذا الترابط بين العنوان وفاتحة القصيدة يشير إلى (طازجية) وسخونة القصيدة، ولم يتوقف الأمر عند الفاتحة، فنجد مجموعة من أفعال الأمر: "واطوي، وتبتلي، وتعرفي، وتغربي، وتنافسي، ولتغسلي، فاعبري، فسيري"، وإذا ما توقفنا عند هذه الأفعال، نجدها متواصلة ومتكاملة وسريعة من خلال حرف الواو والفاء، وهناك أفعال جاءت خالية من الواو أو الفاء: "سيلي، ثرثري، تقاسمي، غرغري"، لكن بعضها سبقتها حرف واو العطف/ الوصل "وعندي ثرثري، وفي ضلوعي غرغري"، فيبقى فعلان "سيلي، تقاسمي" دون الواو والفاء، وهذا له مبرر منطقي؛ ففعل "سيلي" يأخذنا إلى السيلان، والسيلان فعل بطيء، وبحاجة إلى وقت، فلا مجال لإضافة حرف السرعة إليه، من هنا نجد مبرر لخلوّه من الفاء والواو، وفعل "تقاسمي" جاء مقرونا "بلغتي" وهذا الفعل أيضا يحتاج إلى وقت، فاللغة (شاسعة) وكبيرة وليس من السهل تقاسمها، وبهذا تكون أفعال الأمر قد جاءت لتخدم فكرة (حامية/ مستعجلة) يريدها الشاعر، وتريدها القصيدة، فالقصيدة من خلال أفعال الأمر وحروف الواو والفاء تشير إلى رغبة جامحة عند الشاعر، وعلى سرعة خروجها للحياة.
ويستخدم الشاعر حرف "على" ثلاث مرات، ونحن نعلم أن حرف "على" له معنى (فوق)، لكن هذا (الفوق) يأتي بمعنى الملامسة، (الكأس على الطاولة) وهذا أيضا يخدم فكرة التلاحم والتواصل في القصيدة،.
أما بخصوص الألفاظ المجرة، هناك أكثر من لفظ يخدم فكرة التواصل والتماثل والتكامل: "ثرثري، ككأس، غرغري" فتماثل الحروف في اللفظ والواحد، يخدم فكرة التلاحم والتوصل، الثاء والراء، الكاف، الغين والراء.
وإذا أخذنا معنى فعل "ثرثري، وغرغري" نجد أن لهما علاقة بالفم، الأول يعني الكلام الكثير الذي فيه (التكرر) لكن دون تقديمه معنى واضحاً، بمعنى عدم كماليته ونقصانه، وصاحب (الثرثرة) يبقى مستمرا فيها ليوضح ما يريد لكنه لا يستطيع، لا يصل إلى الكمال، ففعل الثرثرة، يحمل الاستمرارية، والثاني له علاقة بالماء الذي يبقى في الحلق يخرج ويدخل، لكنه يستمر بقاؤه في الفم، وإذا ما توقفنا عند لفظ ومعنى (غرغرة) سنجده يحمل شيئا من الوجع، لكنه وجع يريده (المتغرغر) ليشفى، فهو فعل فيه (وجع) لكنه وجع للشفاء، كما أن لفظ (غرغرة) فيه شيء من التعب، لأنه خارج من جوف الحلق، وبهذا يكون الشاعر قد أوّل لنا الفكرة من خلال الألفاظ والحروف.
والشاعر لا يكتفي بهذه الألفاظ، فنجده يكرر بعض الألفاظ: "عندي/ وعندي، ههنا/ الهناك" كل هذا يجعنا نشعر/ نحس أن هناك علاقة حميمية موجودة في القصيدة، حتى لو لم نأخذ معنى الألفاظ والعبارات المستخدمة في القصيدة.
من هنا يمكننا القول إن "فراس حج محمد" كتب القصيدة والقصيدة كتبته، فالسرعة والحميمية اللتين جاءتا بها تشير إلى أنها كانت كالجنين الذي آن له أن يخرج للحياة، فإن لم يخرج، مات وقتل حامله.
القصيدة منشرة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البياض في قصيدة -البحر- منذر خلف
- التجديد في كتاب -ر- سعيد أبو ريحان
- مازن دويكات وتقديم الألم
- دمُهُ ليس ازرق أمينة العدوان
- الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري
- البطل المأزوم في مجموعة الوادي أيضا أمين دراوشة
- مجموعة ليلة العيد سعادة أبو عراق
- كميل أبو حنيش والرثاء --نيسانُ عادَ و لم تعودي--
- همسات الشلال عيسى الناعوري
- السطو على الرواية في -آيات رحمانية- خالد عطية العشوش
- الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري
- اغتسال وعدم تطهر!! في مصيدة الحب خليل ناصيف
- ليالي مصرية، الطاغوت والرجال فخري فايد
- منذر خلف الحاج محمد سؤال أسير
- الرجال والرفض رواية المقاومة الإيطالية إيليو فيتوريني
- محمد حلمي الريشة وتعدد الاشكال
- الشيخ المجاهد عز الدين القسام -بيان نويهض الحوات-
- الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية أمين دراوشة
- الروايات في كتاب -وجهك ولا القمر، يافا!-
- الحوار النتي


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الكلمة والحرف في -شهية فعل الأمر- ل فراس حج محمد