أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني والاحتلال في رواية -جدار في بيت القاطرات- مصطفى عبد الفتاح














المزيد.....

الفلسطيني والاحتلال في رواية -جدار في بيت القاطرات- مصطفى عبد الفتاح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 15:49
المحور: الادب والفن
    


الفلسطيني والاحتلال في رواية
"جدار في بيت القاطرات"
مصطفى عبد الفتاح
علينا كفلسطينيين أن نوثق ما نتعرض له من ممارسات الاحتلال، وبما أن الأدب أكثر استمرارية وحياة من التقارير الصحفية، نجد العديد من كتابنا يعملون على هذا الأمر، وهذا التوثيق ناتج/سببه الواقع وممارسات الاحتلال العنصرية، في رواية "جدار في بيت القاطرات" نجد العنوان مقدمة/فاتحة لمحتوى الرواية، يحدثنا "أبو علي" كيف تم سلب أرضه منه: "هذه الحياة لم تعد تطاق، يوم الأرض أفضل من شهر عبودية عند الخواجات، أخذوا أرضنا، واستعبدونا ببضعة قروش وكثير من الذل، ويلاحقوننا بما تبقى لنا" ص12، هذه اشارة إلى أن أحدة أشكال الصراع مع المحتل هو صراع على الأرض، وهنا صراع آخر، يتمثل بتفرقة العنصرية، بين أبناء الأرض وبين الاحتلال، يقدم لنا السارد هذا الحوار بين بطل الرواية "ناصر" وبين المجندة الإسرائيلية، يكشف فيه شيء من ذلك التميز:
" ـ لماذا أنا بالذات؟
ـ هذه وظيفتي، وأطبلها ممن أشاء.
ـ إذن ، أطلبيها من جميع المسافرين.
ــ أنا أطلبها منك، وليس من جميع المسافرين.
ـ أنت تطلبينها لأني عربي، لأني مواطن من الدرجة الثانية، لن أعطيك بطاقتي إلا إذا..
قاطعته بشكل مسعور.
ـ إذا لم تخرج بطلقتك سيتم اعتقالك" ص22و23، قد يبدو أن هذا الحوار يمنح الفلسطيني شيء من حرية الكلام، لكن إذا ما تتبعنا الأحداث، سنجده مجرد مقدمة لفعل آخر: "اقتادوه إلى غرفة جانبية مظلمة في ذلك المبنى الضخم بدون أن ينبس أحدهم معه ببنت شفة، وفي لحظات تغير كل شيء، لم يدر من أين تأتيه الركلات والإهانات والضرب في جميع أطراف جسمه بدون رحمة، كان يصرخ ويستغيث بدون جدوى" ص24، والجميل في هذا المشهد، أنه يحاكي الواقع، في الفضاء المفتوح يمكن للفلسطيني أن يتكلم كما يريد، لكنه في الغرف المعتمة يدفع الثمن، والثمن باهض، وإذا تتبعنا بقية الحدث، نكتشف طبيعة "ناصر" الفلسطيني وكيف أنه ـ رغم التعذيب والضرب ـ ما زال متمسكا بحقه كفلسطيني يعيش في فلسطين، يخاطب الضابط المسؤول:
"ـ أنا من أين؟ أنتم من أين؟، أنا من هنا، من هذه الأرض ولدت هنا وأعيش هنا، وسأموت هنا، أنتم من أين جئتم؟ وماذا تريدون" ص25، وهنا يحاول الضابط أن يمتص هذا الهجوم، محاولا أن يستقطب "ناصر" بالكلام المعسول:
"ما رأيك أن نكون أصدقاء" ص26، يأتيه الرد مباشرة:
"أنا لا أريد صداقتك، لا أعرفك" ص26،
لكن الضابط يستمر في محاولة جذب "ناصر" ممتصا رده العيف:
"ـ ... نريدك أن تخبرنا أشياء محدودة عنهم ليس لها علاقة بالوشاية، فقط معلومات عما يقومون به من نشاطات يومية لا علاقة لها بالأمن" ص26، أيضا يبقى "ناصر" العارف والمنتمي لشعبه ولأرضه، ثابتا على موقفه:
" ـ حتى لو كان الثمن حياتي، فلن أكون صديقا لكم" ص26، من خلال هذا الحوار يتبين لنا، الطريقة المهينة التي يتعرض لها الفلسطيني، فهي لا تقتصر على الإهانة الجسدية، الضرب فحسب، بل نجدها تطال الناحية الأخلاقية، يريدون منه وبعد أن عومل بعنصرية، وتعرض للضرب، أن يكون جاسوسا على ابناء شعبه، فهل هناك أذى أكثر من هذا!.

والرواية تقدم لنا الفكر الصهيوني من خلال حديث المجندة مع نفسها: " ...هم شعب آخر يعيش بيننا، ولكن تبا لهم، لماذا لا يذهبون للعيش في الدول القريبة مع أبناء شعبهم؟، عندهم عشرون دولة، ونحن لا نملك غير هذه الدولة الصغيرة الوحيدة في العالم" ص20، ونجد الفكر الصهيوني عند السيدة التي أجلسها ناصر" في مقعده في الحافلة وأوصلها إلى بيتها: "أنظر إلى جيراننا العرب، إنهم همجيون، لا يحترمون الإنسان، لا يعرفون إلا لغة العنف والقوة، لا يحترمون الكبار، بل لا يحترمون أحدا، نحن أفضل منهم، بل نحن أفضل شعوب الأرض" ص63، من خلال هذه المشاهد يعمل السارد على تبيان حقيقة المحتلين والطريقة التي يفكرون وينظرون بها إلى العرب الفلسطينيين.
والجميل في الرواية أنها تقدم رجل الدين "الشيخ مراد" بصورة إيجابية رغم أنها تميل للشيوعيين، يرد على من يحاول أن يشوه صورة من يقوم بالعمل الوطني، بقوله: "الدين لله والوطن للجميع، ولا يجوز لأحد أن يجبر أحدا على التحزب لأحد" لهذا أطلق عليه من لا يرضون بقوله: "شيخ الشيوعيين الكفرة" ص75، ونجده مناصر للمرأة: "لن تنهض أمة إلا إذا نهضت المرأة بالعلم والمعرفة" ص43 وهذا ما يجعل الرواية رواية (واقعية) تنحاز للشعب المضطهد والمظلومين.
السرد في الرواية جاء بصورة السارد العليم، الذي يهيمن ويحيط بكل الأحداث ويعلم كافة التفاصيل عن كل الشخصيات، وهذا ما أحدث بعض الهفوات في السرد، مثلا تكرر استخدام "هذه" في الفقرة الأخير من الصفحة 15، ثلاث مرات، "أمام هذه الحوانيت، الكبيرة هذه، وهذه البناية"، وتكرر استخدام "بدون" في الفقرة الثانية من الصفحة 16 مرتين وفي سطرين متتالين، "بدون أن يلتفت، بدون وتوقف" وهذا لافت للنظر.
الرواية من منشورات مؤسسة الأفق للثقافة والفنون، حيفا، الطبعة الأولى 2017.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الدينية في ديوان سدرة المشتهى إياد شماسنة
- -نحن الوباء وأنت يا ملك الملوك لنا الدواء-
- على سجادة من الغيم سامي الكيلاني
- الذات في ديوان أنا والشمس وبكين مصطفى القرنة
- كفايا عويجان الألفاظ والمضمون
- محمد كنعان والومضة
- مالك البطلي والومضة
- مكانة فلسطين في كتاب -رجال من فلسطين- عجاج نويهض
- الكلمة والحرف في -شهية فعل الأمر- ل فراس حج محمد
- البياض في قصيدة -البحر- منذر خلف
- التجديد في كتاب -ر- سعيد أبو ريحان
- مازن دويكات وتقديم الألم
- دمُهُ ليس ازرق أمينة العدوان
- الأغاني والشعر في ديوان -أراك ـ حيفا- أحمد شكري
- البطل المأزوم في مجموعة الوادي أيضا أمين دراوشة
- مجموعة ليلة العيد سعادة أبو عراق
- كميل أبو حنيش والرثاء --نيسانُ عادَ و لم تعودي--
- همسات الشلال عيسى الناعوري
- السطو على الرواية في -آيات رحمانية- خالد عطية العشوش
- الصورة واللفظ والفكرة آفاق الجبوري


المزيد.....




- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفلسطيني والاحتلال في رواية -جدار في بيت القاطرات- مصطفى عبد الفتاح