أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - نشوء الأحزاب الدينية في العراق














المزيد.....

نشوء الأحزاب الدينية في العراق


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الريف في العراق متأخراً جداً في العقود الأولى من القرن الماضي وكان يسود ساكنيها من الفلاحين الجهل والأمية والمرض وكان الشخص الذي يعرف القراءة والكتابة يطلق عليه (الملا) وكانت تفتقر إلى المدارس والمستوصفات الصحية والدوائر الحكومية وكانت بيوتهم مشيدة من الطين أو سعف النخيل ما عدا شيوخ العشائر والملاكين الزراعيين كانت بيوتهم مشيدة من الآجر وكانت السلطة لشيخ العشيرة أو الملاكين الزراعيين حيث كان في قلاعهم توجد سجون للفلاحين وكانوا يتحكمون بمصير الفلاحين بموجب قانون شؤون العشائر وقد تكون خالية من المدارس الابتدائية ما عدا بعض النواحي والأقضية يتواجد فيها بعض المدارس الابتدائية كان يتردد عليها أبناء الاقطاعيين والملاكين الزراعيين وكان يتمركز في المدن بعض المدارس الابتدائية وقليل من المدارس المتوسطة ومدرسة واحدة للمرحلة الثانوية وحتى في المدن كان الإقبال والدراسة في المدارس ضعيف لأن بعض من رجال الدين وغيرهم كانوا يُحرَمون الدراسة فيها باعتبارها دوائر تعود إلى الدولة ويفضلون تعلم القراءة والكتابة لأبنائهم لدى مكاتب (الملالي) في المساجد والجوامع أما أبناء النواحي والأقضية كانوا بعد حصولهم على الدراسة الابتدائية يذهبون إلى المدن للحصول على الدراسة المتوسطة والثانوية ... أما الدوائر الحكومية فكان منتسبيها من أبناء المدن أو النواحي أو الأقضية حصراً ... وكان نادراً أن يشاهد ابن الريف في المدينة وخاصة الفلاحون الذين كانوا يقضون أوقاتهم في الأراضي الزراعية الذين يعملون بها وتحضرني الآن حادثة عن ذلك الزمن حينما شاهد أحد الإقطاعيين أحد الفلاحين الذين يستخدمهم في أرضه في المدينة طلب منه أن يرحل عن أرضه لأن المدينة تفسد أخلاقه !!. وقد تغير الحال بعد ثورة 14 تموز عام/ 1958 حيث تغلغل وتطور وعي سياسي في العراق أما الوضع الاقتصادي فانتعش قليلاً كما انتشرت بشكل واسع المدارس الابتدائية والمتوسطة في الأقضية والنواحي وكذلك المستوصفات الصحية والمدارس الابتدائية في القرى الريفية وكان الوعي السياسي قد ترك أثر كبير في الوعي والفكر والصحة لديهم إلا أن كثير من العادات والتقاليد القديمة لم تتقدم مثلما تقدمت وتطورت باقي الأفكار الأخرى وخاصة السياسية كما بقي التفاوت بين الريف والمدينة كبيراً ... بعد استيلاء حزب البعث على السلطة في العراق عام/ 1963 توجه نحو الريف لتوسيع قاعدته ونفوذه وقد برز كثير من أبناء الريف في حزب البعض وتولى البعض منهم المناصب القيادية في الدولة وفي المؤسسات الحكومية ... إلا أن بعد مجيء صدام حسين وتوليه السلطة في العراق اعتمد على أبناء الريف في المجال العسكري والأمني بشكل كبير حيث فاقوا على أبناء المدن وخاصة في المجال الأمني والمراكز القيادية فيه بالرغم من اعتماده على أبناء المدن الغربية كالرمادي وصلاح الدين وتكريت في قيادة المؤسسات الأمنية وخاصة بعد اختلافه وهجومه على المؤسسات الدينية والشيوعية فكان رجال الأمن من أبناء الريف يعملون في الأجهزة الأمنية وكان هؤلاء لا يتعرضون أو يطاردون أبناء عشيرتهم أو معارفهم في الريف بالرغم من معرفتهم بهم لاعتبارات التقاليد والعادات القوية والعميقة في العلاقات بينهم بينما كانت محاربتهم ومطاردتهم لأبناء المدينة من الشيوعيين والمشتبه بعلاقتهم بالأحزاب الدينية والشيوعية شرسة وكبيرة مما جعل نشاط وظهور الأحزاب الدينية والشيوعية في الريف أكثر من تواجدهم وتجمعهم في المدن حيث تعرضوا للاعتقال والإعدام بأعداد كثيرة وكبيرة ولذلك يشاهد أعداد المنتسبين للأحزاب الدينية في الريف أكثر من أبناء المدن في العراق الآن ... ومن الدلائل الآن على ذلك تواجدهم في مناصب الدولة ومؤسساتها بنسبة أكثر من تواجد أبناء المدن فيها.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الأسري في المجتمع العراقي
- السياسة والدولة والشعب
- اتعض بالماضي لتكون أكثر خبرة في المستقبل
- مهداة إلى أصحاب القمصان البيضاء الأبطال (نصوص نثرية)
- وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
- الشعب وفايروس كورونا
- العراق وفايروس كورونا
- الاقتصاد الريعي ومساوئه على الشعب العراقي
- متى تكرم المدن ابناءها ..؟
- العراق والمخاطر التي تحيط به
- الشعب مصدر السلطات وهو الكتلة الأكبر
- الدولة والشعب وفايروس كورونا
- المخاوف من غلق المنافذ الحدودية مع دول الجوار
- العراق المحاصر بفايروس كورونا والانهيار المالي وخطر شحة المو ...
- 8 / آذار عيد المرأة العالمي
- الأزمة العراقية إلى أين ...؟
- ما هي التوافقية ...؟
- ما هو الحل لمرحلة جديدة للعراق ؟
- المصداقية في الكلام يخلق الثقة
- الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ورفضه منصب وزارة الداخلية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - نشوء الأحزاب الدينية في العراق