أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - مقتطفات من كتبي














المزيد.....

مقتطفات من كتبي


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6547 - 2020 / 4 / 26 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


عند المداخل والمخارج من محطة "بادينغتون" تلسعك نسمات برد قادمة من الأنفاق، تُولِّدها الوصولات والانطلاقات السريعة للقطارات، باليمنى تُحْكِم وضعَ الشال حول رقبتك، باليسرى تضغط قبّعتك على رأسك برفق، تقفل أزرار سترتك، تنظر بنزق إلى الجرائد المنسية على مقاعد الانتظار، ترنو إلى مؤخرة إمرأة عابرة، تنفرج أساريرك، خطوات قليلة ويصبح الدفء سيد المحطة.
وأنت الغريب تُحدِّق في كل شيء، في اللوائح والتعليمات والإعلانات، في اتجاهات خطوط السفر وتراتبية المحطات، تنظر إلى وجوه الناس العابرة، إلى ملابسهم وحقائبهم وانشغالاتهم واستعجالاتهم، ترى وجوهاً من كل الألوان، من كل الأعمار، من كل الأبقاع، من كل المهن، تراها في حالة دفاع عن تواجدها ومكاسبها وحقوقها.
وأنت الذي تجاوز الطفولة منذ زمن بعيد تأتيك تلك الرائحة، التي طالما عذَّبتك منذ الساعات الأولى لوصولك المدينة ومرورك بهذه المحطة، تأتيك رائحة المكان العميق، رائحة الظّل والماضي، قادمة من آبار غميقة، من أنفاق عتيقة، من بقايا ذكريات عن الحروب العالمية، رائحة آتية من الشحوم والزيوت، من عطر الرطوبة في الحجر، من الحديد حين يحّنُ على الحديد، من غبار الفرملة، من الاهتراء والاهتلاك البطيء لهياكل الحديد والناس والمدارج والحجر والدهان على الجدران، رائحة السفر والسرعة والوصول والصعود والهبوط والوقوف والمشي والجلوس، رائحة السؤال عن المحطة القادمة، رائحة الانتظار والهلع، رائحة الناس كل الناس، النساء والرجال والمراهقين والمراهقات، رائحة الموسيقى القادمة من كوريدورات العبور وتقاطعاتها ومنعطفاتها، رائحة بائع الجرائد، رائحة عازف البيانو الحزين، رائحة جسد راقصة حافية، رائحة مغنية من أوربا الشرقية.

مقتطف من كتابي: "اعتقال الفصول الأربعة" - مجموعة قصصية.
**

معكِ كل الحق حين تقولين: إمّا أنْ يكون الجمال في اللُّبّ حيث أَصالَة البُذُور أو لا يكونْ.
هذا النوع من الجمال هو الذي أدعوه راجياً أن يسقط في حديقتي. هناك ثمارٌ تحمل بذورها على سطحها مثل عبّاد الشمس، فنراها مغرورةً، جميلةً من الخارج، سَطحيّة، غير مُستَقِلّة، ثنائية البعد، تُبدِّل ألوانَها حسب مشيئة الطقس، مقاومتها للشدائد ضعيفة، يَسهل فرطُها مع أول صدمة.
وهناك ثمارٌ تحمل بذورها في العمق، كأنّها أم تحمل جنينها، مثل بذور ثمار الخوخ والدراق وكذا التفاح، فنراها متواضعةً، لا ترغب بالظهور، جميلة دون أن تدعك تلحظها، حُرّة، متَمَتِّعة بالسِّيادة، ثلاثية البعد، لها لونها الواضح، أصيلةً، أساسيةَ، استناديةً، عميقةً، مقاومتها للشدائد قوية.

مقتطف من كتابي: "من الرفش إلى العرش" - مجموعة قصصية
**

بسبب قطعة أرضٍ صغيرةٍ في سهل شريعة الغاب، في لحظة عهرٍ سليمانيّ، أطلق الشبيح الأبله الرصاص على جده العجوز، قتله وجهاً لوجه، زحف الجد المسكين حتى لامسَ قدمي حفيده، تمسّح بهما، نظرَ لوجه الحفيد القبيح نظرةَ استعطافٍ، اِستَمَرَّ العاهر بإطلاق الرصاص عليه دون رأفة، مات العجوز وهو يمسك ببجامة حفيده الأهتر، كانت رغبته الأخيرة أن يسمع صوت العتابا القادم من الغاب، كم تمنى لو يسمعه لمرةٍ أخيرة. في الصباح الباكر، تَرَّحم أهالي القرية على رأس الجد المُعَلَّق على سياج الأرض الشائك.

مقتطف من كتابي: "واِنهارتْ الكعكة" - رواية قصيرة.
**

اختلفوا معه وفيما بينهم في إحدى الندوات العلمية التي كان ينظّمها كل ثلاثة أشهر، حين عرض عليهم مرة تحت عنوان استراحة للتأمل مقارنة مدعومة بلغة الأرقام عن جائزة نوبل، التي تمنحها أكاديمية العلوم الملكية السويدية:
يوجد ما يقرب من 15مليون يهودي موزعين في جميع أنحاء العالم، أي حوالي 0,2% من إجمالي عدد السكان، وهناك نحو 1,6 مليار من المسلمين، أي حوالي 23% من إجمالي عدد سكان العالم. حصل عشرة مسلمين فقط على جائزة نوبل، بينما تمكّن على الأقل مئتان من اليهود من نيل الجائزة.
أضاف البروفيسور: هذا لا يعني بتاتاً أنَّ من ينحدر من أصول مسلمة ليس بقادر على الإبداع.

مقتطف من كتابي: "حجر الجلخ" - مجموعة قصصية.
**

قالوا إنَّ لكل محاضر وطالب في المركز بطاقة شخصية خاصة، يحق له بموجبها تجاوز بعض الأشياء المألوفة عند الآخرين، إذا أردت مثلاً أن تذهب إلى الفرن عليك فقط بإظهارها كي يفهم الفرَّان بأنَّك من المهمين في البلد ووقتك من ذهب، فتحصل على خبزك فوراً، الأمر نفسه يسري على محلات بيع إسطوانات الغاز، ولك الحق أن تشتري ما شئت من أثاث منزلي بالتقسيط المريح.
قالوا إنَّ طبيعة العمل بعد التخرُّج مُشوِّقة وتجري في مختبرات سرية تحت الأرض وللمُتفوِّقين في المركز اِتصالهم المباشر مع الأشخاص الأقوياء في الدولة، بالإضافة إلى سيارة بيجو بيضاء وسائق يفتح لهم الباب ورجال مرافقة لحمايتهم من الاغتيالات، ولكل مُتفوِّق حصانته على كافة الصُعُد شريطة ألا يتزوج من أجنبية أو يتعامل مع أعداء الوطن من خارجه أو داخله، أولئك ممن يعملون على إضعاف الروابط الوطنية والمشاعر القومية ووهن نفسية المواطنين ونشر أخبار كاذبة.
وقالوا يستطيع الطالب بعد تخرُّجه أن يطرق باب أغنى العائلات الحلبية وأكثرها حرصاً على سمعتها وأن يلج من الباب لا من النافذة لطلب يد البنت التي يرغب بالزواج بها.

مقتطف من كتابي: "والمسنّنات تتعاشق" - مجموعة قصصية.
**

بعض هذه الكتب جاهز للتحميل المجّاني من مكتبة نور وذلك في ثوانٍ،
تحميل كتب علي إبراهيم دريوسي
وهنا رابط التحميل:

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%8A-pdf



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المهجع
- فول أخضر
- حصاد الحقل الإلكتروني
- السيدة كورونا
- المثلث
- المنحنى الأُسّيّ
- الكمَّاشة
- شيء أحمر كالقلب
- عن غسيل الزيزفون
- متفرقات
- وباء التاج الذهبي
- الهاربون
- هدية إلكترونية
- أسئلة وأجوبة للكويتية
- لوحده
- الله كبير
- طقوس الكتابة عند علي إبراهيم دريوسي
- ما الذي تفكرُ به أريج؟
- صورة العائلة
- مقتطفات


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - مقتطفات من كتبي