السيدة كورونا

علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 23:46
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

هناك فلسفات وجدليات متباينة في فهم آلية انتشار الفيروسات وطرق تفادي العدوى.
لكل معهد جامعي، لكل ورشة بحث، لكل بروفيسور وجهة نظر وزاوية دراسة خاصة به، فالقانون الألماني يضمن ويحمي حرية التعليم والبحث العلمي.
**

أتابع بشكل يومي أخبار معهد روبرت كوخ في برلين - ممثلاً بالبروفيسور لوتار فيلير - المسؤول الأول والناطق الرسمي في ألمانيا لوضع الناس بصورة آخر مستجدات تطور الوباء. وبناء عليه فإن كلام هذا المعهد هو مصدر الثقة بالنسبة لي حتى الآن.
على التوازي ظهر البروفيسور هيندريك شتريك إلى دائرة الضوء، والذي يرأس تنفيذ دراسة في مستشفى بون الجامعي بهدف تقديم توصيات للتعامل مع الفيروس والحد من انتشاره. النتائج الأولية للدراسة ستكون متاحة في نهاية الأسبوع الثاني من أبريل 2020.
تم استضافة البروفيسور هيندريك في 31.03 في برنامج تلفزيوني، باعتباره الباحث العلمي الذي رأى معظم مرضى الفيروس في ألمانيا على الإطلاق. وخلال حديثه انتقد تدابير السلطة التنفيذية المتبعة لمكافحة المخاطر المتعلقة بـانتشار الفيروس في ألمانيا. قال منذ البداية بأنه يجب أن نمنح الفيروس وقتاً للانتشار، يجب أن ننتظر ونرى ما سيحدث أولاً قبل أن نعلن عن ضرورة عزل الناس عن بعضها وتعطيل الاقتصاد، كما الحال في النموذج السويدي. وانتقد أيضاً - على سبيل المثال - إغلاق صالونات تصفيف الشعر، إذ لم تظهر أي حالة عدوى عن طريق هذا النوع من التقارب.
ويرى أيضاً أنه ليس ضرورياً ارتداء الكمامة بهدف الوقاية، إذ لا يوجد خطر من إصابة شخص آخر أثناء التسوق. كما وجدت ورشة العمل التي يرأسها بأن السيد كورونا يموت على الأسطح - مقابض الأبواب، أزرار المصاعد ... - وبأن العدوى تنتقل عبر السعال والعطس والبصق والاقتراب الشديد من المصاب.
كما لمح في اللقاء إلى ضرورة عزل/حماية الشريحة الاجتماعية ذات العمر الحرج بالدرجة الأولى.
وأضاف البروفيسور هيندريك بأن الإصابة بعدوى كورونا تترافق أحياناً بفقدان حاسة الشم وحاسة التذوق وحاسة السمع لفترة زمنية محددة.
**

الشخص الذي يدّعي أنه يعمل بالسياسة ولم تصدر عنه نأمة حول الوباء الذي يستفحل في العالم هو شخص سطحي أناني فقير.
**

في ألمانيا عدد كبير من الأطباء والممرضين الذين هربوا إليها في السنوات الأخيرة، ما زالوا بدون عمل، يأكلون ويشربون ويأركلون ويلعبون الورق وينامون على حساب الناس. لا أستطيع احترام هذه الشريحة ومثيلاتها. هؤلاء مطالبون في مثل هذه الأوقات - أخلاقياً بالحد الأدنى - بالعمل الطوعي أو المدفوع. هؤلاء مطالبون بتوعية الناس وتقديم النصائح ومساعدة المرضى والعجزة، ولو عبر وسائط التواصل الاجتماعي. هؤلاء سطحيون أنانيون فقراء طالما أنهم لا يرغبون بتحريك مؤخراتهم الثقيلة.
**

لا أظن بأن الفيسبوك هو بالمنصة المناسبة للسجالات وتبادل الآراء كتابةً، لأن مثل هذه المهاترات النقاشية مُكلفة للوقت ومُجهدة نفسياً، ولا سيما أنه في مثل هذه الحالات هناك شخص واحد - كاتب المنشور - مقابل حوالي عشرات الأشخاص من منتقدي فكرة المنشور ولديهم آراء متفاوتة. ففي هذا المنشور مثلاً ثمة قراءة مغلوطة من البعض وثمة ردود لا تليق بشخصيات البعض الآخر. حتى مفهوم العمل التطوعي الأخلاقي اللامدفوع لم يفهمه البعض.

عندما نتكلم عن طبيب نتكلم عن رمز علمي وإنساني وبالتالي من واجبه تقديم المساعدات المجانية ولو كان ذلك - كما نوهت في المنشور - عن طريق الفيسبوك، فالأنانية قبيحة. وسائط التواصل الاجتماعي ليست فقط لتبادل التعازي والتهانئ. ثم أن المنشور يخلو من كلمة (سوري) ومع هذا يعتقد السوري بأنه مقصود بالكلام، مع العلم أن عدد أصدقائي العرب والأكراد في هذه الصفحة يفوق عدد أصدقائي السوريين بخمسة أضعاف.

كل كلمة في المنشور أعلاه دقيقة وصحيحة ولا غبار عليها. وكلنا نعرف أن الاختصاص الطبي المحصول عليه في بلدان كثيرة غير معترف به في ألمانيا، وأن شهادة الطب لا يُعترف بها بشكل اعتباطي أوتوماتيكي. وعند الاعتراف بها يحق للطبيب العمل كطبيب عام لا أكثر. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على مجال الطب وإنما يشمل كل الدراسات الهندسية وغيرها. وكلنا يعرف أن إجمالي العطايا الكثيرة للدولة الألمانية تفوق الراتب الشهري الذي قد يحصل عليه الطبيب الأجنبي في حال عمله، وهذا ما يدعو المستفيدين من صندوق الدولة للتقاعس والإهمال. وكلنا يعرف أن ثقافة المبادرة غير المأجورة والعمل التطوعي الاجتماعي غير متأصلة في مجتمعاتنا العربية، وإن كانت قد ظهرت بعض النشاطات والمبادرات الخجولة في السنوات الماضية، إلا أنها ليست بريئة ولم تنبع من الوجدان وإنما لها أهدافها البعيدة، والتي لست بصددها الآن.

وبكل شفافية أقولها لكم بأنني أكبر بكثير من أن أسعى إلى التقليل من قيمة الأشخاص أو الإساءة لما حصّلوه في حياتهم، ولا أتعامل مع الناس بصفة فوقية، ومن يعرفني شخصياً يعرف الكثير عن تواضعي. ما أهدف إليه من كتاباتي البسيطة هو خلق جو تنشيطي تحفيزي توعويّ وحسب.
**

المهندس العربي مطالب اليوم بتصميم وإنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي.
**

الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أهم مطرب وملحن في العالم الإسلامي، حتى بنظر الملحدين.
**

#علي_دريوسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل