أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبدالله الزبن - فكرة أو وهم














المزيد.....

فكرة أو وهم


هاشم عبدالله الزبن
كاتب وباحث

(Hashem Abdallah Alzben)


الحوار المتمدن-العدد: 6540 - 2020 / 4 / 17 - 13:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفعل مُقابل الكلمة. الكلمة تعجز وتفتقد للحركة، وتكون بديلةً للفعل أحياناً، عندما يعجز الفعل ويتعطل لأسباب كثيرة، منها الوقوع تحت القهر والتسلّط... لكن حتى الكلمة قد تُصبح سجينة أو سبب وجيه للإدانة، أقصد بأن صاحب الكلمة الواقع تحت سُلطة قاهرة/قامعة، ربما يُدان بالكلمة ويُحكم بحُكم ما.

وقد تفقد الكلمة جوهرها/قيمتها كبديل للفعل، تُصبح شيء فارغ وباهت وبلا معنى، وهذا قمة العجز الإنساني عن المواجهة والإنطلاق، عن الحركة والتأثير، عندها يكون الإنسان مقهور فعلًا، أشبه بأداة أو شيء بالطبع يكون بلا إرادة، تُحرّكه قوى إعتباطية، ومن بقايا إنسانيته ينفعل بشكل حيواني فوضوي إزاء الأحداث اليومية...

تلك الحالة ليست حِكرًا على العرب مثلًا، هي حالة عالمية تختلف كميًا لا نوعيًا، الحالة واحدة، حالة قهر الإنسان وإفراغه من إنسانيته وإستخدامه حتى يتعطل وعندها يموت/يستغني المالك عنه.
لم أكن أريد أن أكتب عن "حالة القهر" بالتحديد، كُنت أريد الكتابة عن شعور داخلي ينفعل ويضطرب ويهدأ... الشعور بالوجود الذاتي، بأنني رغم محدوديتي البشرية، أملك قوة تغيير لا حدّ لها، ومع ذلك أنا جزء من مُجتمع "مقهور" و"مهدورة" طاقاته، الكتابة عن هذا الموضوع لا تروقني، لأنني أولًا كتبت عنها وثانيًا لأنها مواضيع تفوق بساطة الواقع، لا أقصد بالبساطة معناها الحرفيّ، إنما أقصد بأن الواقع ينطوي على شيء أقلّ تعقيدًا، واضح، ومألوف جدًا،

الواقع ليس "شمّاعة أخطاء" ولا هو سبب مشاكلنا، الواقع هو مجال مُستقل عنّا، كل شيء، كلّ الذي نشعر به ونُعانيه، يحدث في داخلنا، حتى قهرنا، هو شيء تشكّل في وجداننا وفي منطقة "اللاوعي" تتخزن الأفكار والإنطباعات بشأن كل شيء، والوعي، فعلنا الحقيقي، تُحرّكه تلك الأشياء في داخلنا، التي لا نَعيها،
نحن، ذواتنا، بشكل أو بآخر، تتطور وتتغير، بتأثير الخارج غالبًا، نُصبح ذواتًا مصنوعة إما بقصد أو بدون قصد، وكلّما تعرضنا لتأثير الخارج إزدادت غربتنا عن أنفسنا، وإنفصلنا عنّا... لا أدري كيف أكتب المزيد دون أن أبتعد عن الوضوح؟ سأحاول؛ ما هي الهوية الذاتية؟ وهل نحن أفكارنا؟ ماذا لو أن هذه الأفكار مُشوهة؟
أفترض بأننا أفكارنا التي نحيا من خلالها،
والأفكار دينامية، تتغير وتتبدل، ويشوبها الوهم أو التشويه أو...
بالطبع يُفكر القارئ بهذه الكلمات، وربما سيُفكر بأنني-كاتب هذه الكلمات، وقع في شِرك التعقيد؟ أو أصابهُ التفكير المَرضي اللامحدود والذي يُفضي للوثة جنون؟
لماذا يُفكر هكذا؟ لماذا التعقيد؟ .. الخ
أنا هُنا، فكّرت عن القارئ، وأتخذت جانب إنطباعي عنه، وهذا جانب يقع في دائرة التفكير الذاتي المحصور، وسؤالي الذي أدهشني رغم بساطته: كيف نستوعب العالم دون أن نشوّهه بإنطباعتنا الذاتية، الضيّقة والمحدودة؟

كيف نعيش الحياة بواقعيتها، بعيدًا عن التحجيم والتهويل، نرى الأشياء دون أن نحوّرها ونُفقدها حقيقتها بوهمنا الهشّ؟
كيف نواجه عملية إستلابنا وتشويه/تسطيح وعينا، دون أن نسقط في فخ الإرتياب والشكّ الذي يُفقدنا الأمن النفسي ويُؤدي بنا لحياة فارغة من الحياة؟

ونحن مُحاصرين بأدوات التشويه، بأدوات تصنع وعينا وتوجهه بشكل مقصود!
وقد نكون أكسل من أن ننشط في البحث عن الحقيقي، بلا معايير للحقيقة.
ربما يعود الأمر للذات، للوعي بها، للإنسلاخ عنها، ورؤيتها عن بُعد، وللإنتباه للواقع دون تلوينه بألوان شخصية...

لا أكتب معلومات وأفكار من علم تجريبي، لكنني أدركت بشكل شخصي ربما مألوف لأشخاص تأملوا واقعهم الحياتي وذواتهم.. أدركت بأننا كأحياء في إحتمال الفناء القريب والمجهول، علينا قدر الإمكان مواجهة ذواتنا وإصلاحها من التشوهات، قبل أن نستغرق في الأحكام على الخارج،
علينا أن ننظر لداخلنا قبل النظر للحياة ومُجرياتها، وإذا كان هذا مُمكنًا، ولا يندرج في الوهم، عندها سنتحرر من عبوديتنا وسجننا ومأساتنا الحياتية، ستتغير الحياة ليس لأنها تغيرت فعلاً بل لأن فكرتنا عنها تغيّرت، أو قد يضيع الناظر لداخله في داخله ولا يعود صالحًا للعيش في حياة تتمحور في المألوف والهرب من الداخل وظلامه للخارج بكامل غرابته الضرورية،
ضرورة السواء والإنطباع وإطلاق الأحكام، والتخفف من الأعباء الذاتية، وأمان الأسباب الخارجية، والتماهي مع المُستجدات وتشرّبها، وأخيرًا عدم الشعور بالقَلق الوجودي،

أريد أن أكتب بوضوح أكثر عن حياتنا هذه، والوضوح ليس سوى فكرة تفترض النقيض، لا بأس، ذكرت في البداية أن الكلمات تَعجز، وهي بديل ممتاز عن الفعل، أفتقد للفعل، رغم أنني أدركت أهمية "الوعي الذاتي"، والرعب الكامن وراء الجهل والتشويه والوهم،
الفعل يتطلب القُدرة والقوة، وأنا كأنني فارغ من قوة حقيقية تجعلني أفعل، كأنني مسجون في داخلي لا أدري متى وكيف سيُفرج عنّي؟ ومَن السجّان؟ متى تمّ الحكم عليّ؟ وهل يُمكن أن أكون واهمًا بهذا الشأن؟!
حسنًا، عند هذا الحدّ أتوقف عن الكتابة، لا أشعر بأنني كتبت شيء حقيقي، وأخشى من أن حياتنا وهم نحن فيه ونرى العالم من خلاله، وهم لا يعلم أحد كيف حدث وما هي حدوده.



#هاشم_عبدالله_الزبن (هاشتاغ)       Hashem_Abdallah_Alzben#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة: بين الهَزل والجِد..
- نصوص لم تكتمل
- -المُثقف والسُلطة-
- ما قبل الهروب...
- عن التنمية المُجتمعية
- مُلاحظة...
- من طفلة لاجئة (قصة قصيرة)
- عن الحُب...
- -حين تركنا الجسر-
- رغد (قصة قصيرة)
- تصدّقوا...
- الصحة النفسية... الأهمية مُقابل الإهمال!
- إطلاق طاقات الحياة (قراءة في علم النفس الإيجابي)
- الإرهاب الصهيوني
- مقتل البغدادي ونظرية الوحش الكامن
- عن الإنسان المهدور
- عن رداءة الواقع
- عن الهروب من السجن الكبير
- عن كتاب الشهيد ناهض حتّر -الخاسرون، هل يُمكن تغيير شروط اللع ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هاشم عبدالله الزبن - فكرة أو وهم