أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم عبدالله الزبن - مُلاحظة...














المزيد.....

مُلاحظة...


هاشم عبدالله الزبن
كاتب وباحث

(Hashem Abdallah Alzben)


الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


كتبت العنوان قبل الآن بساعات، كانت وما زالت في رأسي ومضات لغوية برّاقة أبت أن تُكتب؛ عن ماذا يحدث لأحدنا عندما يُحِبْ أو يُحَبْ؛ والآن غمرتني رغبة الكتابة وجئتُ هُنا، لمُذكرة هاتفي وبدلًا من أن أكتب في ملاحظة جديدة وجدتني أدخل للمُلاحظة هذه الفارغة إلا من العنوان،
لم أكتب قبل ساعات لأنني عجزت أو لم أجد الكلمات التي تحتوي ومضاتي البرّاقة... وكم من ومضات برّاقة خبتْ وإنطفئت قبل أن تُصورها الكلمات؟
الكلمات...
كم هي عاجزة غالبًا؟ ، وكم هي مُهمة؟ ...
ورغم أهميتها وعجزها الذي يأتي تبعًا لضخامة الومضات وأتساعها.. رغم كل ذلك تبقى اللغة غالبًا أيضاً وليس دائمًا... تبقى سطحية، تسيلُ على السطح وتتكتل ككتلة دم مسفوح، تتجلط، تقسو وتتفتت وتذروها رياح اللحظات السريعة، واللحظات تتسرب... تضيع... تتسلق وتسقط فجأة نحو قعر مُظلم، اللحظة صارت مفقودة...لا،ليس هذا ما أردت كتابته الآن أو قبل لحظات مفقودة حتمًا... أردت الكتابة عن... مثلاً عن هشاشتنا التي تختبأ تحت قشورنا... لماذا أتحدث عنّا؟ لماذا لا أكتب عني؟
لماذا أتجاوزني للآخرين... للخارج... للأشياء التي لا أعرفها حقًا... هل هو هروب من المسؤولية الشخصية وغريزة تُحركني نحو مصيرنا بدلًا من مصيري الشخصي، لأطمئن وأرتاح نفسيًا وعقليًا وكُليًا؟
في أعماق رأسي، في مكان مليء بأعصاب أحسّها تكاد تحترق، هُناك أو هُنا... ثمة ضباب ثقيل وكثيف، ورؤية كأنها تَنفذ من زُجاج مُغبر ومُلوث... وراء الزجاج نهار مُشمس، لكن الزجاج من نوع باهت...
يا للصُدفة العجيبة! ها أنا أعود لهذا النص والساعة تُشير إلى:8:40 م، وقد تركته أمس في تمام الساعة 8:36م...
شيء ما يدعوني للكتابة... ولكن ما الهدف أو الغاية؟
هُناك رغبة مُلحة... قوية... لفعل ما، والفعل مجهول، وكم هذه الحالة مألوفة وواقعية؟ دائمًا نحن بحاجة غاية/هدف نصبو إليه... نُريده بقوة، ونعمل لأجله... لأن تلك الحالة من "اللاهدف" هي إهدار للجُهد والوقت... بل هي إهدار وموت للحياة.
الخلل في هذا العالم أصيل وقديم، هو خلل واضح ومُبهم... خلل يُشبه المرض الخفي ذو الأعراض الواضحة والمُستترة خلف قشور النصاعة والحبور... أسبابه كثيرة لكن وجوده يرتبط بسوء الإدارة والقيادة،
مجتمعنا هذا مريض جدًا... مريض بالكسل والخوف والرجعية والأنانية والمظاهر، ويفتقد للمعنى... مجتمعنا هذا مريض ويحتضر، وثمة لامُبالاة شعبية واسعة تبتلع المُعاناة وتتشربها، لتتسمم بها وتموت!

شعبنا غارق في اللاجدوى واللارؤية، والناس يعيشون ويموتون بمبدأ "هذه الحياة ليست لنا"، مع أنهم لا يعيشون وفق نمط "الزهد" الذي يستلزم الرهبنة والكفاف والتحرر من الماديات والثقافة الإستهلاكية... لا يثورون على وضعهم الراهن، يسكتون، ويرفضون التغيير، وأحدهم يستسيغُ العبودية والمهانة كواقع لابد منه... وهكذا تُصبح الحياة جحيمية، تافهة وسخيفة وحتمية... ويُصبح الموت رغبة/أمنية مُرعبة وستحدث في القريب العاجل...
هُنا تموت المشاعر الحارّة في برودة التفاصيل اليومية. هُنا تُقتل الأحلام بمقصلة الأشياء المُقدسة والواقعية... هُنا يُدفن الحب في غبار السعي وراء اللقمة والدينار... هُنا يتحول الإنسان لكائن وحشي مُدجن...

الحياة ليست كذلك، والحب ليس تَرفًا أو نزوة يتوب عنها المُحب ويُخفيها في مكان مُظلم وبارد...
الحياة هُنا ليست حياة، علينا أن نُدرك ذلك... ونَعيه، ولكم أنت بحاجة ذلك الإيمان الراسخ في عقل أحدهم بأن ثمة حياة أخرى أبدية تنتظرنا؟
بأن ثمة نَعيم مُقيم وقَصاص عادل ينتظرنا؟!
لن أعود لأكتب، إنتهت الملاحظة...
الخميس، 10:34م، 16 - 1 - 2020



#هاشم_عبدالله_الزبن (هاشتاغ)       Hashem_Abdallah_Alzben#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من طفلة لاجئة (قصة قصيرة)
- عن الحُب...
- -حين تركنا الجسر-
- رغد (قصة قصيرة)
- تصدّقوا...
- الصحة النفسية... الأهمية مُقابل الإهمال!
- إطلاق طاقات الحياة (قراءة في علم النفس الإيجابي)
- الإرهاب الصهيوني
- مقتل البغدادي ونظرية الوحش الكامن
- عن الإنسان المهدور
- عن رداءة الواقع
- عن الهروب من السجن الكبير
- عن كتاب الشهيد ناهض حتّر -الخاسرون، هل يُمكن تغيير شروط اللع ...


المزيد.....




- الكوريون في أوزبكستان.. موسيقى البوب ??الكورية والصراع الثقا ...
- نزل الآنـ تردد قناة عمو يزيد الجديد على الأقمار الصناعية ناي ...
- من الأبطال الخارقين إلى الرعب هذه أكثر 10 أفلام هندية تحقيقا ...
- الفنان محمد المورالي رائد الفكاهة والمونولوغ في تونس
- مشهد أشبه بالأفلام.. لحظة مروعة لنجاة عائلة بأعجوبة من انفجا ...
- -عقد إلحاق- و-كنبة أورانج-.. دراما سورية بتوقيع المخرج الواع ...
- مخرج فيلم -أنا، روبوت- يتهم إيلون ماسك بسرقة تصاميم روبوتاته ...
- برنامج RT Arabic -جسور- في مصر..
- في إطار مشروع -النجوم الصاعدة-.. شباب مبدعون روس يقدمون حفلا ...
- مغنية تسقط بحفرة في المسرح فجأة خلال حفل موسيقي.. شاهد رد فع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم عبدالله الزبن - مُلاحظة...