أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا














المزيد.....

الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 11:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عاد عبد الباري عطوان ليكتب عن عراقنا . عن عراقنا نحن ، وليس عراقه الذي انتهى في التاسع من نيسان من العام 2003 . لم نستغرب مطلقا ما جاء في مقالته الأخيرة " لاشيء يسر في عراق بوش " فهو عبد الباري عطوان وهو خطابه منذ أن كانت محبرته تمتلأ من نفط العراق ، تلك المحبرة التي لم يكتب قلمه الممتلىء بها أي شيء عن دموية النظام السابق .. عن مجازره بحق شعب العراق وعن حروبه الظالمة ضد دول الجوار .. عن شعب العراق الذي قتل بالأنفال وفي حلبجة ... عن شعب العراق الذي قتل ودفن في مقابر جماعية .. عن سجن أبي غريب أيام كان ممتلأ بأبناء الشيعة دون محاكمة ودون محامي دفاع .. عن شعب العراق الذي كان يعدم النظام الصدامي شبابه دون أن تسلم جثامينهم الى ذويهم ... عن شعب العراق الذي كان المقبور عدي يغتصب بناته .
لم يكتب قلم عطوان أية كلمة من أجل هذا الشعب ، أما اليوم فنراه يحاول خداع القارىء العربي على أساس أنه يتألم من أجل هذا الشعب دون أن يذكر حقيقة القتلة ، دون أن يدينهم . لم يذكر في مقالته هذه ولا في مقالاته السابقة أن ما يسميهم بالمقاومة البطلة هم الذين يقتلون أبناء العراق في الشوارع والمساجد والحسينيات والمطاعم والأسواق الشعبية والجامعات . لن يقول ذلك لأن القتلة هم من كانوا يملأون محبرته وهم الذين لا زالوا يملأنوها بدمنا ، بدم الأبرياء .. يتساءل عن مردودات نفط العراق وكأن له حصة فيها ... ربما كانت له حصة في العهد البائد ، لكن اليوم لا حصة له ولا لغيره من ذيول النظام الصدامي .
لن ألومه على بكائه فقد خسر كما خسر غيره من هؤلاء الذيول . بكاءه على ما خسر ، على نفطنا ، أما تباكيه على شعبنا فمن الممكن أن يخدع أي قومجي ، أي صدامي ، أي ناصري ، أي طائفي ، أما نحن أهل العراق فقد شبعنا ، ومللنا ، وحفظنا ، وركلنا هذه الاسطوانة التي تشبه اسطوانات أغلب القادة العرب ، هؤلاء القادة الذين خدعوا الشعب العربي سنوات طويلة بخطابهم الذي سيحرر فلسطين ، لكن شارون أثبت أنه أشرف منهم جميعا حينما حرر غزة بيوم واحد .
يتحدث عطوان عن الدماء التي تسيل على أرصفة شوارع بغداد وفي مطاعم ومساجد وجامعات وأسواق العراق كله ، تلك الدماء التي يتسبب بها القتلة من الذين ساندهم سنوات طويلة في مقالاته ، لكنه لم يتحدث عن القتلة وعن السبب الذي يدعوهم لقتلهم .
لم يتحدث عطوان عن التغييرات الكبيرة التي حصلت بالعراق بعد سقوط النظام الصدامي ، الدكتاتوري ، المجرم . لم يتحدث عن الانتخابات التي ذهب أهل العراق ، جميعهم للمشاركة فيها بالرغم من نيران الأعداء . لم يتحدث عن الدستور الجديد الذي سيحكم الحكومة العراقية والبرلمان العراقي ، ذلك الدستور الذي كان ( قائده الهمام ) صدام يلغيه بجرة قلم . لم يتحدث عن التعددية الحزبية التي يعيشها العراق بعد أن كان التحزب لغير البعث يعد عمالة عقوبته الاعدام رميا أو شنقا حتى المةت . لم يتحدث عن حرية التعبير الذي يعيشها المواطن العراقي اليوم بالعراق ، تلك الحرية التي تمكن من خلالها المواطن من انتقاد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وهو الأمر ينطبق على حرية الصحافة حيث هناك عشرات الصحف اليومية والاسبوعية والقنوات التلفازية الأرضية والفضائية التي لا زال بعضها يمجد صدام حسين . لم يتحدث عن القفزة الاقتصادية الكبيرة التي وصل اليها الموظف والعامل العراقي الذي كان مرتبه الشهري في زمن النظام السابق لا يتجاوز الثلاثة أو الأربعة آلاف دينار في زمن كان سعر ( طبقة ) البيض ستة آلاف دينار ، ذلك الموظف أو العامل الذي تحولت ثلاجته الى خزانة ملابس بعد أن تعرضت الى العطل ولم يكن بامكانه تصليحها ، ذلك الموظف أو العامل الذي نسى لون اللحم وريحته . لم يتحدث عطوان عن هذا الموظف الذي أصبح بامكانه أن يأكل البيض واللحم والموز أيضا . هل يعلم عطوان أن الشعب العراقي في الزمن المقبور كان يلتقط صورا ملونة مع الموز !! هل يعلم عطوان أن عقوبة مَن كان يضع لاقط فضائي ( دش ) الحبس ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة . لقد أصبح الآن في بيت أهلي ( دش ) فالحكومة الجديدة ووفق الدستور الجديد لا يحق لها أن تحبس المواطن ولا تصادر أمواله المنقولة وغير المنقولة لأنه يمتلك ( دش ) . يحق للمواطن أيضا أن يمتلك جهاز نقال اسوة بالشعب العربي في البلدان العربية ومنها فلسطين ، إذ أن الحكومة الاسرائيلية لم تمنع مثل هذا الأمر . يبدو أن الحكومة الاسرائيلية أرحم من الحكومة الصدامية .
المواطن العراقي بالعراق الجديد يأكل البيض واللحم ، وينتخب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من خلال برلمان حقيقي ، وينتقد الحكومة ، بل ويشتمها ، ويتظاهر ضدها ان لم تف بوعودها ، ويضرب عن العمل ، ويعرف حقوقه وواجباته ، وينتمي الى أي حزب يتلائم مع أفكاره وتوجهاته ، ويتصل بالعالم كله من خلال ( الدش ) وشبكة الانترنت ، تلك الشبكة التي أصابنا الخجل حينما خرجنا من العراق وعرفناها أول مرة في بلد عربي غير نفطي و .. و ... و... و... .
لم يتبق من أحلام أهل العراق الا الخلاص من الارهاب والارهابيين فقد تحققت أغلب أحلامه .
لم يتبق الا القضاء على العصابات الاجرامية التي تقتل العراقي بدم بارد وهي العصابات نفسها التي كانت تقتله في الزنازين والمعتقلات وتدفنه في مقابر جماعية . يبدو أن عملها الذي يساعده فيها اليوم مرتزقة الفكر الظلامي ، التكفيري قد تحول من هذه الزنازين والمعتقلات الى الشوارع والمطاعم والأسواق الشعبية والمساجد والكنائس والجامعات . هؤلاء المجرمون يحاولون اعادة هذا الشعب الى الظلام الذي كان يعيشه ، ذلك الظلام الذي لم يكتب ضده عطوان كلمة واحدة ، لكن ، وكما يبدو ، أن العراقيين قرروا أن عجلتهم ستسير الى الامام ولن توقفها عثرات الجرائم بالرغم من بشاعتها ، تلك الجرائم التي لن يطول عمرها وستنشف مثلما بدأ قلمك ينشف من خيرات نفط العراق .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحاب القوات المتعددة الجنسيات
- المدعي العام لم يكن هناك
- شغب في الملاعب العراقية
- أهل الرمادي : اطلقوا سراح منتخب التايكواندو
- تشكيلة الحكومة : محاصصة أم واقع حال سياسي
- الرياضة في السفارة
- رياضة - نكهة عراقية في قبرص
- مهزلة جديدة لمقتدى : تحريم كرة القدم
- في كل الأحوال : أنها ديمقراطية
- رسالة الى أنصار ( المقاومة ) .. لعلهم يفقهون !!
- تصريحات مبارك دعوة لقتل الشيعة
- لم الاستغراب من تصريحات مبارك !
- الحل : الائتلاف يختار رئيسا للوزراء من خارجه
- محاولة لاغتيال الرياضة العراقية
- الحرب التي انتظرناها لم تنته بعد
- مدرب وزارة الداخلية يغير الخطة
- وهكذا سيموت صدام !!
- أزمة رئيس الوزراء ستحل بصفقة
- حسن نصرالله والشأن العراقي
- رياضة - أكرم سلمان قلب الطاولة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا