|
مهزلة جديدة لمقتدى : تحريم كرة القدم
طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل أن نخوض في غمار القضية التي نريد أن نطرحها من خلال هذه المقالة وهي قضية تحريم ممارسة كرة القدم التي أطلقها السيد مقتدى الصدر أو ( الزعيم الشاب ) كما يحلو لبعض الفضائيات العربية تسميته ، خلال لقاء جمعه مع شيخ أو سيد غير معروف من قبلنا ، وجدنا أنه لابد لنا من مناشدة آية الله سماحة السيد علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة بالعالم وجميع المراجع الشيعية بالنجف وكربلاء والكاظمية وغيرها من المدن الشيعة الوقوف بحزم ضد المهزلة الجديدة التي أطلقها ( الزعيم الشاب ) بحجة أنها " تلهي العباد عن عبادتهم وتلهي الناس عن ذكرييهم " . نعم ، نطالب وبشدة الجهات الدينية وكذلك الحكومية ، لاسيما منها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم الوقوف بحزم ضد هذه المهزلة قبل أن تصبح شطحة ( الزعيم الشاب ) مقتدى ( فتوى ) تدفع بالرعاع من أنصاره لتنفيذ مضمونها ومنع الناس من ممارسة لعبة كرة القدم في الساحات الشعبية والملاعب الرسمية مثلما ( شطح ) قبله ( القائد ) صدام حسين حينما قال عن الهاربين من الخدمة العسكرية بعد العفو الذي أصدره : " الذي يهرب من الخدمة العسكرية انكص أذنه " ، تلك ( الشطحة ) التي سارع رعاعه لتحويلها الى قرار تم تنفيذه على عدد كبير من العراقيين . اليكم بعض الفقرات التي حرم بها مقتدى الصدر في لقاء يبدو أنه كان مخصصا للحديث عن تحريم كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية ونعرضها كما جاءت في لغته : " مو فقط السيد الوالد الذي نهى عنها لو صح التعبير وانما هو الشرع عموما ينهى عن مثل هذه الامور التي تلهي العباد عن عبادتهم ، تلهي الناس عن ذكرييهم . حبيبي الغرب جعل لنا أمورا نلتهي بها عن تكاملنا .. ها شخلانا ... نركض وره طوبة حبيبي ... هذا ألي هو أكل ( كركي ) . شنو معناتها رجال شكبره شطوله شعرضه مسلم يركضله وره طوبة ... أركض وره هدف سامي حبيبي ... أدخل أنت وراء الأهداف العالية التي تكاملك وليست التي تسافلك " . لا نعرف العلاقة بين ( الكركي ) وهو نوع من أنواع حلوى الأطفال ( أيام زمان ) وكرة القدم . ربما اشتبكت الامور عند السيد مقتدى فواحدة من التسميات الشائعة لكلمة الكرة بالعراق هي ( طوبة كريكر) والمقصود بها الكرة التي يلعب بها الكبار في الساحات الرسمية وهي تختلف عن الكرات الأخرى التي يلعب بها الصغار في المناطق الشعبية . لا نريد أن ندخل في هذا الموضوع فربما يتحفنا السيد مقتدى بتحليل عملية الربط بين لعبة كرة القدم والكركي في مناسبة أخرى ، لكننا نريد أن نساله عن الشرع الذي حرم لعبة كرة القدم وأين كان العلماء الشيعة والسنة من تحريم هذه اللعبة ... أين كان المراجع الكبار السيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد السبزواري والسيد محمد باقر الصدر والسيد السيستاني والخميني وخامنئي وعلماء الأزهر في مصر وعلماء السعودية من هذه الفتوى . هل يعني ذلك أن السيد مقتدى أعلم من هؤلاء المراجع الدينية المعروفة جميعا ؟ لا اجابة لدينا ، إذ نترك الأمر للقراء الكرام !!. أما عن ( الركض وره الطوبة وشنو معناتها رجال شكبره شطوله شعرضه مسلم يركضله وره طوبه ) فنترك أمرالتعليق على ذلك الى العديد من اللاعبين العراقيين ونذكر منهم اللاعب المتدين الذي وصل الأمر بالجمهور العراقي الى تسميته ( السيد ) بالرغم من كونه لا ينتمي الى نسل الرسول محمد ( ص ) نتيجة لخلقه العالي وهو اللاعب راضي شنيشل وكذلك اللاعب الأسمر ، الخلوق ، المتدين علي حسين وسمير كاظم وعباس عبيد وعامر عبد الوهاب وأحمد راضي وحسين سعيد وغيرهم من اللاعبين الكبار الذين خدموا الكرة العراقية وكانوا من المتدينين الذين لم تلههم ( الطوبة ) عن صلاتهم وصيامهم ، وأيضا من لاعبي الجيل الجديد الذين لم ينسهم الركض وراء ( الطوبه ) دينهم وصلاتهم وصومهم وأذكر هنا أنني شاهدت العديد من اللاعبين يخوضون مباريات رسمية في شهر رمضان الذي كان يصادف في أشد أشهر الصيف حرارة وهم صائمون . أما عن الركض وراء هدف سامي فنعتقد أن الأهداف التي تسجل في المباريات وخاصة الأهداف التي تسجل في المباريات الدولية فانها تعد أهدافا سامية لأنها ترفع من شأن البلد ، فضلا عن مساهمتها في زرع فرحة في قلوب العراقيين جميعهم ، وهنا لابد لنا من تذكير السيد مقتدى بالفرحة التي عمت العراقيين جميعهم حينما تأهل منتخبنا الأولمبي الى نهائيات أولمبياد أثينا ، تلك الفرحة التي أنستهم أوجاعهم وآلامهم التي تسبب ببعضها دعاة الدين من المتطرفين في الجبهتين السنية والشيعية . أيضا لابد لمقتدى من أن يفهم أن ممارسة كرة القدم تعد عملا شريفا يجني من وراءه اللاعب أجرا يعيل به نفسه وعائلته وعليه أن يركض وراء ( الطوبة ) وأن يسجل أهدافا في مرمى خصومه . ان مهمة تسجيل الأهداف هنا تعد هدفا ساميا أيضا . فقرة أخرى
" نجد أن الغرب وخصوصا ( اسرائيل ) حبيبي اليهود رأيتهم يلعبون كرة القدم رأيتهم يخوضون بألعاب مثل ما يخوض الباقين .. ما يخوض العرب .. خلونا نتلهى بالطوبة وبغيرها وهم تاركيها .. هم سمعت المنتخب الاسرائيلي عليه الكذا .. عليه اللعنة وصل مثلا أو أخذ كأس العالم .. أو حتى أمريكا حبيبي .. الا بعض الألعاب .. خلونا احنه نلتهي بيها .. ها .. غناء وطوبة وتدخين ومدري كذا وستلايات بأمور محرمة تستعمل وهكذا لهونا بالامور المحرمة وهم أكثر شيء حولوا الى الامور العلمية والامور الكذائية " .
حينما نريد أن نعلق على هذه العبارة لابد لنا أولا من افهام السيد مقتدى الى أن لدى اسرائيل منتخبا قويا وربما هو أقوى من جميع المنتخبات العربية ، لكن عدم تأهله الى نهائيات كأس العالم يأتي لأنه يلعب ضمن قارة أوروبا التي تضم أفضل المنتخبات بالعالم مثل ألمانيا وانكلترا وفرنسا وهولندا وروسيا وغيرها . أما المنتخب الأمريكي فقد شهدت له السنوات الأخيرة حضورا فعالا في بطولات كأس العالم ، فضلا عن تنظيمها لبطولة كأس العالم في العام 1994 وهذا يدلل على أن الجهات الحكومية الأمريكية وغير الحكومية بدأت خلال السنوات الأخيرة تهتم بلعبة كرة القدم اهتماما خاصا مكنها من تحسين ترتيبها على صعيد الاهتمام الجماهيري ، إذ كانت الجماهير الرياضية تهتم بلعبات أخرى مثل كرة السلة وكرة القدم الأمريكية . نريد أن نؤكد لمقتدى أن الغرب لم يترك الاهتمام بالرياضة وكرة القدم خصوصا فهذه الدول تصرف ملايين الدولارات لبناء ملاعب جديدة وتفتح عشرات المدارس الكروية للأطفال ، فضلا عن فتحها العديد من المعاهد والكليات المتخصصة بتطوير كرة القدم لأنهم وصلوا الى قناعة تامة أن هذه اللعبة أصبحت علما متخصصا يستحق الاهتمام بشكل أكبر عكس حكوماتنا العربية التي تنظر الى كرة القدم مثلكم على أنها ( ركض وره الطوبة ) . أيضا لابد لنا من الاشارة الى أن كرة القدم أصبحت تشكل موردا اقتصاديا مهما للعديد من بلدان العالم فالبرازيل مثلا لديها الآلاف من اللاعبين المحترفين في بلدان أوروبية وأمريكية وهم يشكلون مصدرا ماليا مهما لبلدهم ، فضلا عن ذلك فان العديد من دول العالم تحاول بشتى الطرق تنظيم البطولات الكبيرة على أرضها ، مثل بطولة كأس العالم ، لمعرفتها بالفائدة المالية التي تجنيها من وراء تنظيم هذه البطولات . وهنا لابد لنا لنا من أن نشير أيضا الى أن أية دولة عربية لم تتمكن من تنظيم بطولة كأس العالم لحد الآن وذلك لأن حكوماتنا العربية لم تهتم بقطاع الرياضة الاهتمام الذي يؤهلها لتنظيم مثل هذه البطولة التي تتطلب وجود ملاعب كبيرة . فمتى ياسيد مقتدى ( التهينا ) نحن بالطوبة ومتى تركها الغرب فهل سمعت أن منتخبا عربيا قد حصل على لقب بطولة كأس العالم وحتى المنتخبات التي تأهلت الى هذه البطولة فانها عادة ما كانت تعود مثقلة بهزائم كبيرة وذلك بسبب الفارق الفني الكبير بين مستويات منتخباتنا العربية ومنتخبات دول الغرب وهذا نتيجة عدم اهتمام حكوماتنا بهذه اللعبة وغيرها من الألعاب الرياضية ، فضلا عن النظرة الضيقة التي تمثلها أنت وغيرك لها . ان الدول الغربية تهتم بالعلم والامور ( الكذائية ) وفي الوقت نفسه تهتم بمجالات الحياة الأخرى مثل الرياضة والثقافة لأنها تفهم مدى الفائدة التي يجنيها البلد والمواطن من وراء الاهتمام بهذه القطاعات المهمة .
خارج الموضوع : في اليوم ذاته الذي شاهدت فيه التسجيل الذي أظهر السيد مقتدى يحرم فيه لعبة كرة القدم شاهدت لقاء للشيخ عبد السلام الكبيسي عضو هيئة علماء ( الخاطفين ) يحلل فيه قتل الشرطة والحرس الوطني كونهم عملاء للأجنبي ويشيد بالارهابيين الذين يطلق عليهم تسمية المجاهدين . لا نملك غير أن نقول : لك الله يا عراق .
ملاحظة : لمشاهدة ( فتوى ) مقتدى أرجو الدخول على هذا الرابط : REALPLAYER: http://www.sotaliraq.com/aliraq/Football.3gp
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في كل الأحوال : أنها ديمقراطية
-
رسالة الى أنصار ( المقاومة ) .. لعلهم يفقهون !!
-
تصريحات مبارك دعوة لقتل الشيعة
-
لم الاستغراب من تصريحات مبارك !
-
الحل : الائتلاف يختار رئيسا للوزراء من خارجه
-
محاولة لاغتيال الرياضة العراقية
-
الحرب التي انتظرناها لم تنته بعد
-
مدرب وزارة الداخلية يغير الخطة
-
وهكذا سيموت صدام !!
-
أزمة رئيس الوزراء ستحل بصفقة
-
حسن نصرالله والشأن العراقي
-
رياضة - أكرم سلمان قلب الطاولة
-
الشعب الذي فوت فرصة جديدة للفتنة
-
اجابة غبية : الموساد هو الذي فجر المرقد
-
هيئة علماء المسلمين تتحمل مسؤولية الاعتداء
-
ماذا يريد أهل العراق من محاكمة صدام ؟
-
الذي جنيناه من غزوة كوبنهاكن
-
مقتدى الصدر : الانتخابات ليست سياسة
-
صور أخيرة من العام الماضي
-
حكومة توافقية ... لماذا
المزيد.....
-
إعادة ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس هل تم استخدام رموز شي
...
-
كاتدرائية نوتردام: استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية إعادة ا
...
-
نعيم قاسم: سنقف إلى جانب سوريا لمواجهة الجماعات التكفيرية ال
...
-
كاتب فرنسي: نتنياهو أشعل الحرب ضد -اليهود السيئين-
-
استطلاع: 52% من الإسرائيليين اليهود يعارضون الاستيطان بغزة
-
السيد الحوثي:من اسوأ مواقف الانظمة العربية والاسلامية إمداد
...
-
السيد الحوثي:ماتبذله جبهات الاسناد واضح في ظل التخاذل العربي
...
-
السيد الحوثي: اليهود هم الاعداء رقم واحد لامتنا والاحداث تشه
...
-
السيد الحوثي: معظم الدول الكبرى العربية والاسلامية اكتفت بمو
...
-
السيد الحوثي: وعي المسلمين تجاه حقيقة العداء الشديد من اليهو
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|