طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 1559 - 2006 / 5 / 23 - 09:36
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لو كنت من أهل الرمادي لشعرت بالخجل .. لو كنت من شيوخ عشائر الرمادي لشعرت بخجل أكبر .. لو كنت من دعاة السياسية لشعرت بنفس القدر من الخجل .. لو كنت من دعاة الدين في هذه المحافظة لشعرت بخجل ما بعده خجل وما رفعت رأسي في صلاتي أمام الله وأمام الشعب العراقي .
جرائم بشعة أقترفت ولا زالت تقترف على أرض الدليم بحجة مقاومة ( الاحتلال وعملائهم ) . جرائم بشعة تقترف على أرض عرف أهلها بالكرم والشجاعة والضيافة فأين هم مما يحدث من هذه الصفات ؟.
الطريق البري الرابط بين العراق وسوريا والأردن يمر عبر بوابة محافظة الرمادي وقد حصل على هذا الطريق العديد من الجرائم البشعة ، قتل على الهوية ، تسليب ، اختطاف كان آخرها اختطاف مجموعة من الصغار والشباب ،هم منتخب العراق للتايكواندو كانوا ذاهبين لتمثيل العراق في بطولة تقام بالأردن .
صغار وشباب كانوا في طريقهم لتمثيل العراق ورفع رايته خفاقة في المحافل الرياضية الدولية . ليس لهم أية علاقة بالسياسية فعلاقتهم أسمى وأعمق من كل شيء ، علاقتهم بالعراق فقط . فهل يتم اختطافهم لأنهم يعشقون العراق ؟
لو كنت من أهل الرمادي .. لو كنت من شيوخ الرمادي .. لو كنت من سياسي الرمادي .. لو كنت من دعاة الدين في هذه المحافظة ورأيت دموع أمهات هؤلاء الصغار ودموع آبائهم لما بقيت في بيتي صامتا ازاء هذه الجريمة البشعة ولخرجت أصيح بأعلى صوتي : أطلقوا سراح هؤلاء الصغار ، هؤلاء الأبطال .. أطلقوا سراحهم يا مَن شوهتم سمعة هذه المحافظة التي أنجبت الشهيد الطيار محمد مظلوم الذي مات من أجل العراق ، يا مَن شوهتم سمعة نساء الرمادي اللواتي سجنهن صدام في سجونه ، يا من شوهتم سمعة شيوخ الرمادي الذين أهانهم ونكس المقبور ( عدي ) عقولهم في بناية اللجنة الأولمبية .
لو كنت من أهل الرمادي لاستجبت فورا لنداء أهل العراق من جنوبه الى شماله للمساعدة في اطلاق سراح المختطفين وما جلست في بيتي ، وما ذهبت الى الجامع الا بعد أن يقبض على المجرمين الذين اختطفوا أبناء العراق وتسليمهم الى يد العدالة وبهذا أكون قد ساهمت في زرع فرحة في صدور أمهات المختطفين وآبائهم الحزينة والباكية على فلاذة قلوبهم .
نحن هنا لا نناشد الخاطفين فهم شلة من المجرمين لا نمتلك أية لغة تجمعنا بهم ، لكننا نناشد النخوة العربية التي تتمتع بها العشائر في هذه المحافظة .. نناشدهم باسمها وباسم الدين الذي يجمعنا بأهل الرمادي ... نناشدهم باسم العراق بلدنا جميعا أن يساهموا مساهمة حقيقية باطلاق سراح المختطفين والوقوف بحزم ضد المرتزقة ، المجرمين الذين شوهوا سمعة هذه المحافظة .
ان المسؤولية تقع على أهل الرمادي دون غيرهم ، لذا ندعوهم ونناشدهم أن يطلقوا سراح شبابنا الذين كانوا في طريقهم لتمثيل العراق ورفع رايته في المحافل الرياضية العربية والعالمية .
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟