أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - ليس في الأجراس معاول















المزيد.....

ليس في الأجراس معاول


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 04:40
المحور: الادب والفن
    


في كتابه الأول
تحبك الحياة
وفي نزوة نخوته
يتواضع الموت
ياإمرأة.

تمهل أيها الغيم
طريقي شمع عتيق
والمدينة الفاضلة بيدر الحريق
جذوة الأعالي
صخرة الله على الجليل
أرى ضفاف أصابعي
جراح الموقد في الزمن اللقيط
هي فرصتي القديمة القادمة
لثغة الطفل تصافح ليلتي العارية
نطفة القرمطي غواية المهد
وراء الباب.

ربما تخطو
من ثقوبها الأظافر
ملابس رثة
كفن أصدقاء
الظهيرة الأخيرة
واجمة نواقيس القصيدة
ليبدأ الرقص
طقوس أسرار
تشكو سوء الهضم
يمرغ أنفه الحضيض
وتثقل كاهلها البنادق
تخترع للجثث واحة يقين
ويلهث سوء الطالع
أناشيد العدم
لعنة الحراس
عروق رياء الشهوات
خراب الزمن القادم
على باب القصر
كهوف أساطير
تنجو بجلدها القاسي
مجد مجزرة
بخور فجيعة
يبقى للحمقى
نعمة اللقمة الطيبة
أجنحة الرؤى
أسئلة عصماء
ظل الأشياء
غيمة وعل خائب
و ازدراء السياط
ضمير مهرج
على حافة الهاوية .

هذا هو
يمنحني وقتا ً
معطف الأرض إيقاع مبعثر
زيارة السفر الطويل
شعرها الذهبي
خزف الصيف المقبل
أسوار محنتي وجوه الماء
قمر معصية الأمير
أجمع لغة النبوءات في ورق العنب
نار العروس صحوة الغريق
أين نذور الأيام
أين ماصنعته الظلال
هذا أنا
فضاء التنهدات
جنون حماقة العبيد
غبار الحب ضلال مبين
الخوف النائم
برية الوردة البيضاء على كرسي القش
حصى القرى
الركض بجانب السياج
تلومني الرياح
هذا هو العالم
وهذا أنا
أصوات سجن السحاب
ذاكرة المرآة في غرف النوم
مخالب الليل حين يبكي
خيانة الغيرة في الميناء الغريب
هل أحتل البحر
وهاوية الموج رداء الفقير للفقير
وحدك حين تمضين
يتلعثم الثلج في التظاهر
باهتاً يعود سؤال المستحيل.

كأنك تسمعين
اللسان المصلوب
خبز الأفواه المتخمة
مأتم الأرض
دسائس شوقي تتهتك الكلمات
حدقاتي المشلولة
جذور رعشتي الأولى
هزيمة أعناقي المهزومة
بصيرتي المغمضة
قدماك وأنت نائمة
دنس إبتسامة طاهرة
كأنك مخمورة بالصدى
وعود آلام
عصافير الندى
جنون الفرائس فوق رأسي
أجنحة متحللة
تبحث عن شمس الآلهة
كأنك في رقاد العدم لاهثة
وأنا على باب فراشي
يأكلني لعاب أنانية الذكريات
أدور في أرشيف غرقي
وأبكي أهوائها الفاحشة.

من أجنحة طيوري رقى " ديوجنيتوس" أضيق بطيش صراحتها وأنجذب في الإنجاب نعومة تعاويذ... خواطري لحاف الوعظ وعراك البلاغة رواق التعويل في صخب الإِنفعال الأول.

كان الهواء أقل من آخر الأنفاس
جدائل النبوءة
وثوب التقاة
عطش العيون المنهكة
ذبول شظايا المرايا
رقص وشم الذكريات
الموت القريب العاجل
ظل الذهول الأخير
صراخ الجرس
شهقة الغيم الأشقر
كنت مخمورا ً أصغي
تحت إبطي سكرات الحياة
رماد عري النهر
وارتباك النار
صنارة الماس العذراء
حبيبي لوح زجاج المطر
شبق السحاب
لذة الأولين
وعري كتاب
لم يعد جسد الغثيان باب الحلم
ولا نجم التأويل روح الفراشة
هبوب الكلام نزوات الغبار
أبيضا ً .. أبيض
شوك الغياب
جوع هتاف
تفسخ الياسمين
عرش حقائب الزحام
فجوري بين مراعي المنافي
أسرار الرمل سعار الشهر الحرام
دعيني على كل قبر
أحتسي رعشة الخواء
جرح يكفكف سفر العتمة
وبين خيبة نهديك
فيض الليلك
سلال ثمار.

الوردة البيضاء
كانت تجلس على دفة الموت
تستسلم لعنبر الجنة
سلالم فرح
وقبلات أغنيات لا تتجهم
عندما أطلق الفاشي عليها الرصاص
إهتز غصن الوجود
وغادرت في عليائها صنوبرة اللحظة الفانية
كان المراهق يكتب الشعر
على أوراق عمره القصير
وتهتز من جيوبه أشجار كل التوقعات
الأصدقاء على صورهم شعاع نور
والوصايا أرض رخيصة قاحلة
كان أن اجتمعوا
فرادى ..فرادى
درب السهل القريب
وبطاقة الدرس في أول العيد
تنحني الغيمات لمظلة الطريق
تقف بغتة شواهد اﻹنشاد
عند حافة الظلال ..هناك
كان الرفاق بدماء لهفتهم
يوزعون الورد الأبيض
وخبز السنابل .

في الطريق الى أعلى التل
تتفتح الخطوات مشيا ً
وتغوص فراشة الحقل
بين أكتاف شعري حريق
لا الحجارة صمتت عن فتنتها
ولا شجر ابتسامة الخير
إختارت شرود هواء الربيع
أعشاب أهلي يبست ورائي
ودارت في الروعة ملامح وجه أليف
يا أعالي التل خذيني
قمة روحي
في هدوء الأيام إختمرت
بين يديك فيض أنفاسي
نبع منحدر
ودمي تفاحة مساء طازج
يستمر في البوح خمر النزيف .

إذهب إلى حيث العبور
إلى حافة النداء الأخير
هلاك حياتك بداية المصير
أغصان الغيم بين عيونك رواية
وروحك تتغذى
من فاكهة عمرك القصير.

إلفة امرأة على مقعد
شال صفصافة
تفر في الصبح
من عرين سلالاتها
وتقرأ من طيف وحشتي
زفاف إيحاء
مايشبه اختلاف الروح
في العشاء الأخير ،
ذات نهار
أقلِب نرجستي في ضيق
همس هزيع
في كتاب اللامعنى
يستأنس في هاوية اليباب
مقتولا بنزوات بلح اليمن
وفي مكان ما
ترتجف وديعة لوعتي
كالكراسي
تكنس بالسعال وحدتها
بخار خطوات بعد صلاة العصر
منحولة تنهداتي
صدع ذيل الشتات
ولجام دمي طرائد نوم
تستدرج آخر المكللين
بالهواء
مرارة لوم مؤجل
يليق بخجل القبلات
مرصعة بالزغاريد
فخارة التكوين
يبعثر البيوت المجاورة
فحيح الأزل
من هنا مر زمهرير
ومن هنا بالنعمة اغتسل
دم وثني
على وتر قمر .

هكذا
على إيقاع الأزل .. يظلُّ
أخفى من جدث نزيفه
شوق البرتقال ,
خطاك َ
أرصفة ماتبقى من زمني
غموض شقوق الأرض
ودم أهلي نار غواية
تعتق من جيبها السحري
صورة بطل هذا الزمان
أبحث في التراب
عن منتهى رجس الخراب
كان في الحلم
رقصة كوفية مرقطة
نعم ..
كان هنا مرة
لكنه لم يولد بعد
رهفة العشق
مجدلية النبوءات
وسنابل آخر مغيب
حصان الإغريق
قامة شكوك محنية
ومليون براءة احتمال .

مازال
المجيء إلى اللازورد
لا تكفيه جراحنا
من شاطئ مشؤوم
وألوان أكفان ٍ
لا حصر لها
تنطح أشلاء المغلوبين
وتغسل عارها
عن رجال
يعبرون مدن الصفيح
بلمح البصر
زمن الموت الأصفر
حفيف إرث أسود
ذلّ السلاسل ومولد الهوان
رنين القذائف
بين حروف الأبجدية
السماء مزورة
والأرض ترتدي كل أنواع الطائرات
شيخوخة المطر
عتاد أنقاض تتأهب
وأفق ينام رهينة
على جسد الأبدية .

ليس في الأجراس معاول
وأرق الزنزانات
زفاف أقنعة
وهم نهار المشتهى
خوف نباح
يحرث التراب
ريشة ركوع
دون أن يفهمه الآخرون ,
صدى الغزالة
خد جبين الفاتنات
انتظار السلام
حقيبة رمادية
قلق لفافة تبغ
آخر العتبات
سوء طالع
قبر اندحار
نعي محطات
غدير صفصافة الغناء
نشيد جلجامش
وغيم قنوط
ضلوع شظايا الروح
تجوال الزمن الأول
أوجاع الشوارع الجديدة
دماء مزركشة
وخطوط تماس.

كل يوم أعانق الغابة
لا أفعل المستحيل
أمنح التحية على قمة الجبل
وأبارك الوادي شم النسيم
يفر طيف الأرنب
والغزلان من بعيد
مثل تمثال تتجمد
شمسي الآن ساطعة
ينبح كلب
أرتمي جثة هامدة
على كومة ورد .

حرائق القناديل
تشعلها شهوات الليل
والجثة بلاء
فارقتها الروح
تشرب فاكهة النهر
من أحلام المنهكين
الستارة تأكل من ليلك الطويل
الفجر معجونا ً بالطحين
رضاب الفقراء نبيذ المساكين
ثعبان يرقص على قيثارتك
ينتشى من أبجدية الغرباء
وعلى حبل الوريد
نقشت وصايا الخريف.

معتصما ًبالوردة
مخضبا ًبلغة الأناشيد

حين لم تكن
على أكمامها
كنت
بهيا بالكحل
مألوفا
على رأسي خيطا رفيعا
من أبجدية الغرباء
مندحرا ..حرا
بين أسوار الحراس ولا أحد
مواكب نقش ريح
كالسؤال عن وصايا الخريف
غزل أروقة الضفاف
عفة وهج
ويتم غيب يعيش
حدوة قداس
كهف ضوء لا يستريح
لي خلف مدفن العتمة
ذاكرة أرض تتوارى
نسل وشم
أشعار أعناب البساتين
مسرى شغف شموع
وكتاب أعراس المساء
لي من زجاج الثرى
ملكوت الغزاة
دهر رواية
وسراب العروش
زهرة الصبار
أنين الفقراء
في صيف المستحيل ,
كنت كطعم الليلك
أغرس الوقت
كنهايات الزغاريد
معتصما بالوردة
مخضبا بلغة الأناشيد
ثعبان قيثارة
وفصول العشاق
وجد الروح تفنى
ألفاظ ملذات المواعيد
هكذا كنت
مطرزا على ذيل ثوبها
كطفل المدرسة
كالنياشين
مكللا بعناق البنفسج
إحتفال روعة النبيذ
وكان هناك
مزدحما
كالصخب
فلاحا
مثلي تماما
مقطع الأوصال
يكلم الأحجار على جانبي الطريق
طوبى ..طوبى
لرصاص منتصف الحريق
يفتش في اليوم الواحد
آلاف المرات
عن هاجس الليل
في فجر الطحين
يرسم للبحر دما
ونافذة انتظار و رغيف
وعلى رصيف الميناء الأخير
يعلن نهاية التفاصيل
يسدل لأول العابرين
جوع الستارة
مناديل الكنعاني
فاكهة نهر
ذهب الوجدان
غبار صبر نحيل
جثة صباح عادي
وحرائق القناديل .

أين مني كفك
لأخط فيه دروب الغيوم
أين مني صوتك
لأ نقش عليه لحن المطر
وأضيئ لجفنك
قناديل المساء
فيما الضباب
يلف ظلي
في مدينة
عيونها حبلى
مخاض موت
نزيف بلاء
ما كنت قريبا بما يكفي
لأسكب أصنام صمتي
أحداق النجوم
خمر الوسن
وأشعل مواقد الانتظار
عواصف صور
وأرتب لملامح الذكريات
كنت دائما خارج خطوة العبور
والمدينة تترنح
على ضفة نهري
من بداية الشارع الأنيق
حتى آخر القبور
تتدلى على أرصفتها
أشلاء الأماني
ومشانق الياسمين وبقايا
براعم الضحكات
فيما الضباب
يلف ظلي و دربي ، ، ،
و المدينة
ما كنت قريبا
بما يكفي
وأنت حيث انت
خارج
سدم الضباب .

لا شيء يبقى من أجلنا

حتى نقدس الأرض...

حلال على المسافر

جهات العابرين نصيب

ودروب الانسان رماد رقاد..

أمامنا يراقص الصدى

أطرافنا غزلانا رمادية..

لا شي يبقى في تسكعنا

لا رايات الغدر المقدسة

ولا صخور قريتنا البيضاء

لا الأزهار على فستان البنفسج

ولا أواني الوفرة

في دلو الجدار.



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل الذهول الأخير
- وجهي على حجر الكلام
- حنيني في شوط الخيال
- يوميات التجوال الأخير
- هنا لا يحتفل القمر
- حيرة التأويل صنوبرة الكلمات
- هذيان رياح البحر و لون المنحدرات
- مجاز منفاي لحاء ذئب
- أرى ما يراه النائم
- غرب المنفى نهاية الأرض
- واجمة نواقيس القصيدة
- يكتمل ظلي مع هذا النشيد
- تتشابه أصابع العنبر .. رماد تعاويذ الجهات
- تلف الحناء تأوه العسل
- هناك حيث تكابد الأعراف
- ثياب العشب المبلل
- معتصما ًبالوردة مخضبا ًبلغة الأناشيد.
- إلى الأكواخ الوثنية .. هتاف حقائبنا
- تضاريس التراب معراج ثمالة .
- أرشف رثاء الخصب


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - ليس في الأجراس معاول