أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - مدارس الشعب ومناهج السلطة














المزيد.....

مدارس الشعب ومناهج السلطة


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 6 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين ثورة العشرين وثورة تشرين قرناً من الزمان، تواصلت خلاله مسيرة النضال الوطني العراقي بمواجهات كبرى بين الشعب وقواه الوطنية، وبين المستعمرين والعملاء والدكتاتوريين الذين تسلطوا على رقاب الشعب، تحت عناوين ومسميات واجتهادات قادت البلد الى المجهول، وتكبد خلالها الشعب ضرائباً ثقيلة، تمثلت بفقدان اعز ابنائه وثرواته، وبالفوضى والخراب في حاضره، والضبابية لمستقبل أجياله .
لقد كانت ثورات الشعب وانتفاضاته مدارساً للوطنية الحقيقية والنزاهة والتضحية والفداء،دفاعاً عن حقوق الشعب المشروعةوالمعترف بها في كل الدساتير والقوانين المحلية والدولية، نقشت في سجلاتها أسماء الشهداء المضحين وبطولات الفرسان الميامين، الخالدين في ذاكرة شعبهم، تتردد سيرهم وافعالهم على السنة الاجيال لتبعث فيهم روح الوطنية العراقية الاصيلة، فيما سقطت اسماء وسير الجلادين والقتلة والعملاء في اعماق الوحل ومزابل التأريخ، حاملين معهم عار الخيانة والقسوة والعداء للقيم الانسانية.
هذه المعادلة الشديدة الوضوح، التي افرزتها أحداث العراق على مدى تأريخه، لم تلتفت الى دلالاتها ونتائجها النخب القائمة على القرار السياسي العراقي بعد سقوط الدكتاتورية، على الرغم من صبر الشعب الذي طال انتظاره للتغيير الحقيقي نحو نظام يحقق العدالة والمساواة والحكم الرشيد، بل اختارت نقيضه الصريح، المتمثل بالطائفية السياسية البغيضة منهجاً وبرامجاً، لتحقيق مصالحها الذاتية والحزبية في الثروات والمناصب على حساب المصلحة العامة .
ان النتائج المنشورة في التقارير الرسمية للاداء السياسي للحكومات المتعاقبة منذ 2003 تمثل صوراً للعبث السياسي، المتسبب بالخسائر الجسيمة وغير المسبوقة في الارواح والثروات والممتلكات العامة والخاصة، وترسم خارطة للخراب والفوضى الضاربة في كل الاتجاهات، على الرغم من أن هذه التقارير لاتمثل الا المعلومات والبيانات المفبركة، والمتفق على نشرها من قبل أطراف السلطة، فيما تقبع الملفات الخطيرة للفساد ونهب المال العام والتحقيقات في الاحداث الجسام تحت طاولات الاتفاقات والصفقات السرية بين الاطراف الداخلية والخارجية الفاعلة في العراق.
لمواجهة هذا المشهد الكارثي المستمر والمدمر، انطلقت ثورة تشرين الشعبية العارمة كمدرسة جديدة للنضال الوطني العراقي، لتواجه مناهج السلطة الفاسدة، تحت لافتات تؤكد ان الشعب (حي لم يمت) كما تصور الفاسدون، وأن لم يحقق انتصاره اليوم سيحققه غداً، كما انتصر في كل مواجهاته السابقة، ليعيد بناء العراق وفق اسس بعيدة عن الطائفية والعمالة والفساد، من خلال حكومة مستقلة ومؤقته، تحضيراً لانتخابات مبكرة وفق قانون انتخابي جديد وعادل، ومفوضية انتخابات مستقلة ونزيهة، وتحت اشراف دولي فاعل وشامل، لتاسيس عهد جديد يكون فيه القانون (بالفعل) فوق الجميع، ليتسنى فتح كل الملفات الخطيرة والكبيرة، وأولها ملف قتل المتظاهرين، كي تستعيد الدولة هيبتها بحكم مدني رشيد يحقق العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
المجد للشهداء .. والتحية للوطنيين الاوفياء .. والنصر لشعبنا العراقي الكريم
والعار للقتلة المأجورين والفاسدين والعملاء



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فايروس (كورونا) لن ينقذ الفاسدين
- القتل قائم .. والعالم نائم
- الامهات ايقونات ثورة تشرين
- برلمان الغرباء
- الخميس العراقي اللبناني
- الشعب يريد .. وسيحقق مايريد
- حوار الرصاص والمأزق الكبير
- عراق الطين والعجين
- مجلس مكافحة الفساد والقائمة السوداء
- حكومة تسريب الأموال
- مجزرة (العنبر) في الناصرية
- الاستقالة وسام وطني
- تحرير الوزارات
- أضعف الحكومات العراقية
- عراق العاطلين والمستشارين
- مسابقة المليون وزير ..!
- آخر صمام أمان
- الرئيس القائد والرئيس الزائد
- القول الأخير للمعارضة الصامتة
- كلهم حكومة والشعب معارضة ..!


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخفف قيود 100 ملليلتر على السوائل في المطار ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية مرتفعة على عشرات الدول
- هل تعكس زيارة ويتكوف إلى غزة تغير في سياسة الإدارة الأمريكية ...
- شاهد.. عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف حي الشجاعية وتسبب دمارا ...
- ترتيب أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية
- حماس: ندعو لجعل الأحد المقبل يوما عالميا لنصرة غزة
- عاجل | معاريف عن مصدر سياسي إسرائيلي: اجتماع نتنياهو مع ويتك ...
- هل تنجح تركيا في فرض رؤيتها على واشنطن بشأن مستقبل -قسد-؟
- ويتكوف يزور مركز توزيع المساعدات في رفح
- زيلينسكي:روسيا استخدمت حوالي 3800 مسيرة و260 صاروخا في يوليو ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - مدارس الشعب ومناهج السلطة