أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - محمد كشكار، شاكِرُ نفسِه يُحيّيكُم!














المزيد.....

محمد كشكار، شاكِرُ نفسِه يُحيّيكُم!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6506 - 2020 / 3 / 5 - 15:01
المحور: سيرة ذاتية
    


بالله قُل لنا مَن أنتَ يا كشكار حتى تنتقد "النداء" و"النهضة" واليسار ولم تترك "الجبهة" ولا "الأوطاد" ولا "المسار" ولم يسلمْ من قلمك لا المدرّسين ولا القيمين ولا حتى المتفقدين؟ أنت درّستَ عشرون سنة في الإعدادي دون إجازة في اختصاصك ولا حتى "جَرْدْ" باكلوريا. أنت لا تفقه في أي شيء غير اختصاصك وقد قلتَ بعظمة لسانك أنك قرأت فلسفة فوكو ودولوز وباشلار وسارتر وأفلاطون وأرسطو وابن تيمية والغزالي وابن رشد وتاريخ الطبري وغيرهم ولم تفهم فيها شيئًا. تتباهى باختصاصك "إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا"، وهو في الواقع فرعٌ صغيرٌ من الديداكتيك أوالتعلمية، وهذه الأخيرة هي نفسها فرعٌ فتيٌّ طرِيٌّ من معارف التربية، اختصاصٌ لقيطٌ هجينٌ غير معترفٍ به في جل البلدان الأنغلوسكسونية وجل البلدان العربية. فبأي زادٍ علمي تخاطبنا؟ لم تَدْرُسْ أكاديميًّا علوم السياسة ولا علوم الاقتصاد ولا الاجتماع ولا النفس ولا .. ولا.. وفي الأدب والفن والشعر لم تتجاوز نجيب محفوظ وفيروز ونزار قباني، يستعصي عليك فك رموز درويش والنواب، أما سمفونيات بتهوفن وباخ ولوحات بيكاسو ودالي فهي طلاسم لا يرقى لها ذوقك المتخلف. ما زلت ذوقًا بدائيًّا تهتز طربًا لنغمات حضرة العيساوية الجمنية وعمِّي الشيفور للمرحومة فاطمة بوساحة وأفضل طبقٍ عندك خبز طاجين بزيت الزيتون أو مصلي دجاح أو رأس علوش.

تدّعِي أنك مثقفٌ وأنتَ لا تتقن اللغة الأنڤليزية نطقًا ولا كتابة، ومَن لا يقرأ اللغة الأنڤليزية، أعتبره مصابًا بِـ"فقر الدم الثقافي"! تنتقد الماركسية وأنت لم تَدْرُسْ أكاديميًّا الماركسية ولو يومًا واحدًا ولم تقرأ كتاب ريمون آرون "أفيون المثقفين"، أشهر كِتاب في نقد الماركسية، إلا بعد التقاعد مع أنه صدر في فرنسا قبل سنة ميلادك. تنتقد الإسلاميين وجل مقالاتك شخصية انطباعية أو منقولة عن مفكرين عَلمانيين. تكتب بلغة الضاد وأنت تجهل جُلَّ نحوِها وصرفِها.

لم تنتمِ إلى أي حزبٍ قبل الثورة ولو دقيقةً واحدةً في حياتك، فكيف تسمح لنفسك بتقييم أنشطة الحزبيّين المنتمِين، يساريين أو إسلاميين أو قوميين. هل عانيتَ معاناتهم؟ هل عرّضتَ نفسك يومًا للسجن أو التعذيب؟ هل تعرّضتْ عائلتُك للقمع والتجويع والحرمان والترويع؟ هل ذقتَ مرارة الهجرة القسريّة أو الفصل التعسّفي عن العمل؟

اِسْمَعْ يا ظالم ما قاله فيك بعض أصدقائك "الحميمين" اليساريين، اِسْمَعْ ما لم تسمعه في حياتك قَطُّ:
تنكرتَ لرفاق الأمس فكيف تريد أن يطمئن لك أصدقاء اليوم؟ علّمتْكَ الماركسية الرماية، ولمّا اشتد عودُك، أول ما رَميتَ، رميتَها بأمضَى السهامِ. هجرَك أصدقاؤك القُدامَى الواحد تلو الآخر ولم تستطع تعويضهم. وهل تحلم ببناء صداقات جديدة بعد الأربعين؟ بقي لك الكِتابُ الأخرسُ، جليسُك الوحيدُ في المقهى، وبقي لك الفيسبوكُ الباردُ الصامتُ، محاورُك الفريدُ في عزلتك المؤبَّدة. قَلَمُكَ في العِلمِ سليطٌ، ولسانك في النقاش طويلٌ، وصبرك على الخصم قليلٌ. تبدو ظاهريًّا مجاملاً، لكن العلمَ الذي تنقله بأمانة، يُمِيتنا ولا يحيينا. لن نغفر لك أبدَا، يا مُرتدّ، تَخَلِّيكَ الصريحَ والعَلني عن الماركسية، "النظرية العلمية الوحيدة الشاملة والشمولية التي تملك الحقيقة، كل الحقيقة".

اِرْجَعْ إلى حجمك الضئيل ولا تتطاول على أسيادك. اِلزَمْ جُحْرَكَ والأسْلَمُ لك أن تكفَّ عن الهذيان وتصمتْ. لو عرفتَ قدْرك وحصرتَ نشاطك في نقل ما ينتجه كبار المفكرين كما تفعل أحيانًا لَكفاك ذلك شرفًا (ما يقارب ثلث ما نشرتَ). لكننا نعرف أن وفاءك الجنوبي وحساسيتك المفرطة وحنينك إلينا وتعلقك العاطفي بنا، نقاط ضعفك التي تمنعك من كرهنا و تحرمك السعادة بدوننا، فلا تفرح كثيرًا فلن تظفر منّا بأي قدرٍ من الاعتراف، اعترافٌ قد يريحك أو يرضيك. سوف نتظاهر أمامك بأننا لا نقرأ لك، ونتجاهل ما تكتب، قريبًا سنقتلكَ كمدَا، فمُتْ بغيظك أيها الفاشل في كل شيء إلا في نقدنا وانتقادنا.

محمد كشكار، الواعي بحدودِه وحدودِ معرفتِه، عبدُكم الفقيرُ لله يُقْرِئُكُمْ السلام.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 9 ديسمبر 2015.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوبئة المحدثة: اعتدينا على الحيوانات البرية ودمرنا مجالها ...
- زلاّت المفكرين الكبار: هل نغفرها لهم أم لا نغفرها؟
- تَحَدٍّ تربويٌّ موجّهٌ إلى وزارة التربية وجيشها العرمرم من ا ...
- ثلاثة إجراءات ضد السائد قد تساهم في إصلاح النظام التربوي الت ...
- مقولات مأثورة في فلسفة التعليم بقلم أندري جيوردان، عالِم الب ...
- ماذا فعلتُ عندما سألوني سؤالاً تربويًّا ولم أجدْ الجوابَ الج ...
- ما هي المجالات المعرفية المَنسِية في تكوين المدرسين؟
- كُفرُ الناسِ أو إيمانُهم، شيءٌ يَعْنِيهِم ولا يَعْنِينِي!
- أفضلُ وأبلغُ وأعمقُ وأعقلُ تدخّلٍ (مِن العقلانية)، سمعتُه في ...
- ندوة ثقافية لأوّل مرة في -مقهى الشيحي التعيسة التي لم تَعُدْ ...
- الدولة، من حقها أن تحتكر العنف.. معقول.. لكن من غير المعقول ...
- اليسار الستاليني يتهم واليسار غير الستاليني يُرافعُ دِفاعًا ...
- تلميذ السنة أولى ابتدائي مخاطِبًا معلّمَه: إرثي الجيني وحده ...
- -يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ-، قالها الفيلسوف الفرنسي ال ...
- لماذا لا نشرّك صحفيينا النزهاء في تربية تلامذة الثانوي على ت ...
- ثلاثة إجراءات تربوية تبدو إصلاحية لكن أثرها الإيجابي على الم ...
- شيءٌ -للأسفِ- نادرٌ، لكنه يُثلِجُ الصدرَ، أن تلتقي مَن يحترم ...
- وصف واقعي لمستوى المدرّس التونسي (معلم أو أستاذ ثانوي)، دون ...
- عشرة سلوكات بسيطة يستطيع الأستاذ أن يطبقها لتحسين التعليم في ...
- -إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُو ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - محمد كشكار، شاكِرُ نفسِه يُحيّيكُم!