أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - شيءٌ -للأسفِ- نادرٌ، لكنه يُثلِجُ الصدرَ، أن تلتقي مَن يحترمكَ لِما تكتبُ وتنشرُ على الفيسبوك!














المزيد.....

شيءٌ -للأسفِ- نادرٌ، لكنه يُثلِجُ الصدرَ، أن تلتقي مَن يحترمكَ لِما تكتبُ وتنشرُ على الفيسبوك!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 17:07
المحور: سيرة ذاتية
    


دُعيتُ اليومَ صباحًا -كَوَلِيٍّ- إلى مقابلة مدير معهد البشير النبهاني بحمام الأنف، الأستاذ محسن الكريفي. سأترك مشكلة ابني جانبًا لأنها مشكلة عادية جدًّا وسأتكلم عن الاستقبال الطيب الذي حباني به السيد المدير وقبله فعلَ، نفس الشيء معي، ناظرُ نفس المعهد الأستاذ محي الدين عزيّز. احترامٌ وتقديرٌ كبيرانِ لشخصي ولِما أكتبُ وأنشرُ على الفيسبوك، لم أفعل شيئًا، يجعلني لا أستحقهما.

لقائلٍ أن يقول: حدثٌ عادي وتصرّف عادي، حدثٌ لا يستحق النشرَ.
عندكم ألف حق، لكن وكما يقول المَثل الشعبي "اللِّي ما يعرفشْ إﭬول سْبُولْ".
في الفترة الزمنية القريبة الفائتة تعرضتُ إلى هجومٍ لفظيٍّ عنيفٍ في الفيسبوك (لم تروه في صفحتي لأنني مباشرة أحذفه وفورًا ودون نقاش "نبلوكي" كاتبه)، وإلى هجومٍ لفظيٍّ مغلّفٍ وغير عنيفٍ من قِبلِ بعض الأصدقاء المقرّبين من جمنة ومن حمام الشط، الأغلظ في مقهى الشيحي والألطف منه في مقهى البلميرا. آخر ذنبٍ عظيمٍ ارتكبتُه -حسب عقولهم الضيقة- يتمثل في قراءةِ 4 كتب لكاتبٍ اسمه راشد الغنوشي وفي نشرِ فقرات جميلة ومختارة مما حبّر الشيخ أو مما نقلَ. والله العظيم لم أكن أعرف أن "قراءة كتب الغنوشي" تُعدُّ في "دين اليسار الستاليني" كبيرةٌ من الكبائرِ، وأنتظر من شيوخهم فتوى للتكفير عن ذنبي، أأصومُ ثلاثة أيام أم أطعِمُ ستينَ مسكينًا، يساريّين أو نهضاويّين؟

بارادوكس غريب وعجيب؟ أنا لم أنكر يومًا يساريتي ولم أتنكر يومًا لعائلتي اليسارية الموسّعة، ومع ذلك يناصبني أصدقائي اليساريون الستالينيون العِداء الفكري الشديد وقلة الاحترام لشخصي المتواضع لله ولمخلوقاته، حيوانٌ وبشرْ، نباتٌ وحجرْ.
أنا سعيدٌ جدًّا بالاحترام الفكري الكبير الذي أحْظَى به من قِبل معارفي غير الستالينيين (تروتسكيين وقوميين ونهضاويين ودساترة وغير مصنّفين وأناس عاديين)، وفي نفس الوقت حزين جدًّا للبغض الفكري والشخصي الشديد الذي يصدمني به يوميًّا -في وجهي وفي صفحتي الفيسبوكية- أصدقائي اليساريون الستالينيون.
والله العظيم لم أستطعْ حتى اللحظةَ أن أحدِّدَ سببًا معقولاً لهذه العداوة المجانية حيال كاتبٍ يساريٍّ مغمورٍ، نكرةٍ على المستوى الثقافي الجهوي والوطني:
- هل لأنني أحبُّهم ولم أقوَ يومًا على كُرههم؟
- هل لأنني تخليتُ عن الجانب الماركسي في يساريتي؟
- هل لأنني تصالحتُ -بصدق ودون ازدواجيةٍ في الخطاب- مع هوية مجتمعي الأمازيغية-العربية-الإسلامية (L’Indigénisation)؟
- هل لأنني انتقدتُ فكرَ وممارسات الجبهاويين الأشاوس؟
- هل لأنني لم أسبْ ولم أشتمْ الغنوشي وآل الغنوشي والنهضة والنهضاويين والسلفيين والمدارس القرآنية والجهاز السري؟
- هل لأنني قرأت 4 كتب للغنوشي وما زالوا 3 في الطريق؟

خاتمة: يا عقلاء اليسار التونسي، قولوا لغيرعقلاء اليسار التونسي، أن العقلَ لا يَجزعُ أبدًا (La raison ne s’affole jamais)، لا يَجزعُ عند قراءة القرضاوي ولا البنّا ولا الغنوشي ولا ماركس ولا ستالين، ولا حتى عند قراءة مَن غيّب العقلَ تمامًا عقودًا من الزمن (L’éclipse de la raison)، أعني بالأخير منهم وهو ليس منهم، هتلر نفسه.

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 10 فيفري 2020.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصف واقعي لمستوى المدرّس التونسي (معلم أو أستاذ ثانوي)، دون ...
- عشرة سلوكات بسيطة يستطيع الأستاذ أن يطبقها لتحسين التعليم في ...
- -إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُو ...
- النزاع الأمريكي-الإيراني الدائم: مَن الرابح ومَن الخاسر؟
- أمريكا وإيران -أعداء ذوي مصالح مشتركة-: سيرة ذاتية مقتضبة لض ...
- عشرَةُ إصلاحاتٍ تربويةٍ، تطبيقُها فوريٌّ، نفعُها مضمونٌ وتكل ...
- طالبة في إدارة المؤسسات، دعتني اليوم مساءً إلى قهوة لتستشيرن ...
- ما هي حصيلة نصف قرنٍ من التعريب الإيديولوجي القومي العربي ال ...
- تلامذة النموذجي الممتازون (Les “génies” des lycées pilotes)!
- مفردات لغوية عربية نادرة الاستعمال، اعترضتني لأول مرة، وجدتُ ...
- التلميذُ عُكّازٌ لأخيه التلميذِ، لو درّبناهم على التعاون بدل ...
- الإصلاح التربوي: درِّبوا المدرسين (معلمين وأساتذة) وجازوهم ع ...
- العقد البيداغوجي بين الأستاذ والتلميذ: هذا ما كنتُ أقوله لتل ...
- فرحةٌ لا توصَفُ: بعدَ ثمانِ سنوات تقاعد، عدتُ اليومَ إلى متع ...
- عودة الروح!
- لماذا، في بلدي، تتكاثر الرداءة كما تتكاثر الجراثيم في جسم ضع ...
- أطرح عليكم للنقاش مشروع طريقة تقييم إشهادي في نهاية تربّص تك ...
- أي مدرسة أعددنا في تونس للأجيال القادمة سنة 2050؟ جزء 2
- ما الفرقُ بين الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون في الدول المت ...
- ويسألونكَ عن الديداكتيك.. قُلْ هي ليست عِلمًا بل هي أرقَى من ...


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - شيءٌ -للأسفِ- نادرٌ، لكنه يُثلِجُ الصدرَ، أن تلتقي مَن يحترمكَ لِما تكتبُ وتنشرُ على الفيسبوك!