أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - ما الفرقُ بين الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون في الدول المتقدمة وزملائهم الذين يدرّسون في الدول العربية؟














المزيد.....

ما الفرقُ بين الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون في الدول المتقدمة وزملائهم الذين يدرّسون في الدول العربية؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 22 - 09:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في الدول المتقدمة (الغرب واليابان وغيرها) يشتغل الأساتذة الجامعيون على الواقع (Le réel) مُراوحَةً بين النظري والتطبيقي. التجريبيون منهم يسكنون المخابر ويقومون بالتجارب، والإنسانيون يَسبُرون غورَ مجتمعاتهم ومجتمعاتنا ويفككون تعقدها (La complexité). هم إذن منتِجو معرفة عقلانية ومولِّدو علماء شبان جدد. مَثَلهم كَمَثَلِ التكاثر الجنسي لا ينتج إلا الأفضل المختلف المغاير.
أما في الدول العربية فالأساتذة الجامعيون يشتغلون على النصوص مركزين على الجانب النظري مهملين التطبيقي. ليست لهم مخابر مجهزة حتى يسكنوها ولا تجارب يجرونها (في أول التسعينيات، قال لي بودبّوس، أستاذي في الميكروبيولوجيا، أن ميزانية مخبره السنوية في كلية العلوم بتونس لا تتجاوز الألف دينار، مبلغٌ زهيدٌ لا يشري ثلاجة) ويُحرّم عليهم سياسيًّا سبرُ عمق مجتمعاتهم. هم إذن يكتفون مكرَهين بنقل المعرفة ولا يولِّدون إلا أمثالهم أي ناقلي معرفة شبان. مثلهم كمثلِ التكاثر اللاجنسي لا ينتج إلا النسخ الباهتة المطابقة للأصل الباهت.
يُعرّف العلمُ الحديثُ بأنه اشتغالٌ على الواقع من أجل تفكيكه وفهمه واستنتاج قوانين علمية جديدة تُسَمّى خطأ "اكتشافات"، وتُعرّف السفسطة بالعنعنة والنقل دون استعمال العقل.
يبدو لي - دون الاعتماد على دراسة علمية - أن الجيل المؤسس، جيل الستينيات والسبعينيات، من أساتذة جامعاتنا التونسية في العلوم الإنسانية (الفلسفة والتاريخ والأدب) درَسوا في الخارج على علماء، فتخرجوا فلاسفة وأدباء وأساتذة مرموقين في علوم التاريخ والاجتماع، وأنتجوا لنا وللعالَم العربي معرفة، وهم على سبيل الذكر لا الحصر: محمود المسعدي، توفيق بكار، عبد الوهاب بوحديبة، هشام جعيط، عبد المجيد الشرفي، محمد الطالبي، يوسف الصديق، حمادي بن جابلله، أبو يعرب المرزوقي، محمد الشريف الفرجاني وغيرهم ممن لا أعرفهم أنا، وهم أكيدٌ كُثْرُ.
أما الجيل الثاني، جيل الثمانينيات والتسعينيات، الذي درَس في الداخل على الجيل الأول، فقد تخرّج دون القيام بتجارب لغياب المخابر، لذلك نراهم أساتذة جامعيين، ناقلِي معرفة وليسوا منتِجِي معرفة.

ما الحل؟
الحلُّ ليسَ جاهزًا.. ولا يمكن أن يملكه شخصٌ واحدٌ مهما بلغ من العبقرية. لكن ملامحَه واضحةٌ لمَن كان جادًّا في طلبِ الحلولِ العلمية وليست السياسية، وبعضها كالآتي: تقوية ميزانية التعليم، أولاً في الابتدائي ثم الثانوي والمهني والعالي، التركيز على الجانب التطبيقي دون إهمال النظري، تجهيز المخابر، تشجيع البحث الميداني في كل المؤسسات التربوية الابتدائية والثانوية والمهنية (La Recherche Action) وهو رافدٌ أساسيٌّ للبحث الأساسي (La Recherche fondamentale) في مخابر الجامعات، تدريس الإبستمولوجيا في كل اختصاصات العلوم الصحيحة منها والتجريبية والإنسانية، وغيرها من الإصلاحات الضرورية المستعجلة.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 8 ماي 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألونكَ عن الديداكتيك.. قُلْ هي ليست عِلمًا بل هي أرقَى من ...
- تأويلات منصفة للمرأة في كتاب الشيخ راشد الغنوشي، -المرأة بين ...
- هل يحق للأستاذ أن يتباهَى بتلامذته المتفوّقين الذين تخرّجوا ...
- لماذا بالَغ أولياء التلامذة في شيطنة الأساتذة؟ (Pamphlet)
- سلوكيات بيداغوجية بسيطة ساعدتني كثيرا في التدريس
- نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العل ...
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- حَوَّاءُ هيَ الأصْلُ وليسَ آدَمُ!: تأويلٌ من تأويلات محمد عب ...
- العلم يقول: ممكن الآن تجنيب ابنك وراثة مرض وراثي، لكن الأغني ...
- مقارنة طريفة بين الأستاذ المباشر والأستاذ غير المباشر (الأست ...
- تَوْصِيفٌ عِلْمِيٌّ ل-النفس الأمّارَة بالسوء-؟
- نَعِيبُ زَمانَنا والعَيبُ فِينا!
- أكبرُ سَقْطةٍ أخلاقيةٍ مهنيةٍ (Déontologique)، ممكن يقع فيها ...
- كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!
- كيف يرى الشيخ راشد الغنوشي دورَ علماء الإسلام (مثقفيه) في ال ...
- أحلى صداقة وأدومِها وأصفاها، هي الصداقة الناتجة عن الزمالة ع ...
- أزمة التعليم الخاص في تونس: علاقة المؤسسة التربوية بتلاميذها ...
- موقفان متناقضان من فكرة مأسسة الدين: الشيخ، ضد، والبرادوكسال ...
- أحداثٌ وَقعت لِي أو لبعض زملائي أثناء ممارسة مهنة التدريس
- يبدو لي -ولستُ مختصًّا في المَجالَين- أن هذا الكلام أسفله (ا ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - ما الفرقُ بين الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون في الدول المتقدمة وزملائهم الذين يدرّسون في الدول العربية؟