أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العلمية














المزيد.....

نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العلمية


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6466 - 2020 / 1 / 16 - 10:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


وُلدت سنة 1870 في إيطاليا من عائلة بورجوازية، تخرجت طبيبة نفسية، فتحت عيادة ثم تخلت عن مهنة الطب وتوجهت للبيداغوجيا، جددت فيها، ابتكرت، نظّرت، ألفت كتبًا ودرّستها في الجامعة. حوالَي سنة 1921، هاجرت إلى إسبانيا بعد ما أغلق المعلّم الفاشي موسولوني كل مدارسِها في إيطاليا. رحَّبَ بها العالَمُ الغربي في أوروبا وأمريكا، هلّل لها وصفّق: بريطانيا، أمريكا أين التقت برئيسها، الهند سبع سنوات في شبه إقامة جبرية بسبب ابنها الذي خرج من سجن هندي بأمرٍ من غاندي لكنها واصلت هنالك تجاربَها وبثت في محيطها أفكارَها العبقريةَ. رحلت إلى هولاندا سنة 1947، أين "استقرت" خمس سنوات ثم ماتت سنة 1952. حصلت على عدة جوائز من عدة دول ورُشِّحت لجائزة نوبل للسلام وللأسف لم تنلْها. حياةٌ حساسةٌ رومنطيقيةٌ حزينةٌ لكنها غنيةٌ جدًّا، غنيةٌ بالصدقِ والتواضعِ والمعرفةِ التربويةِ ذاتِ الطابعِ الاجتماعيِّ البيداغوجيِّ العلميِّ التجريبيِّ وليس ذات طابع تأملي مثل طابع جان جاك روسّو، أب البيداغوجيا الحديثة. كانت تقول: "كثيرٌ من المدارس في العالَم تحمل اسمي لكنها لا تطبق بيداغوجيتي العلمية". وقالت أيضًا: "أنا أشيرُ إلى القمرِ وكثيرونَ لا يرونَ إلا سبّابتِي".
المفارقة الكبرى أن مونتيسوري رائدة البيداغوجيا الحديثة العلمية، تركت ابنها "ماريو" في مدرسة داخلية بأمرٍ من أبيه (ابن خارج إطار الزواج) ولم تسترجعه إلا في سن 12 سنة. ماريو أخذ بعدها المشعلَ وواصلَ في نفسِ نهجِ أمّه البيداغوجيِّ العلميِّ، ممارسةً وتنظيرًا. من باب المقارنة، أذكّر بمفارقة كبرى أخرى حدثت قبلها لزميلها في الاختصاص جان جاك روسّو مؤسس البيداغوجيا الحديثة، هو أيضًا تركَ أبناءَه يتربّون بعيدًا عنه في ملجئٍ للأيتامِ والمعوزينَ. أضعُ نقطةَ استفهامٍ حول المسلّمةِ (Cliché) التي تقول: "فاقدُ الشيءِ لا يُعطيهْ"؟

لماذا لم يتبنّ العالَم الرأسمالي فلسفة مونتيسوري؟
مونتيسوري تسعى إلى حثِّ التلميذِ على التعلمِ بنفسِه ولنفسِه وتقييمِ نفسِه بنفسِه دون توجيهِ خارجيٍّ من الغيرِ (من أجلِ تحقيقِ أغراضٍ سياسيةٍ أو دينيةٍ أو انتهازيةٍ)، والرأسماليةُ تحتاجُ وبسرعةٍ إلى مليونَ مهندسٍ، مليونَ طبيبٍ، مليونَ خبيرِ محاسبةٍ، إلخ. فلسفتان مختلفتان بل متناقضتان، خطّان متوازيان لا يلتقيان. وحتى الذين تبنّوا طريقتَها من الرأسماليين المستثمرينَ في المجالِ التربويِّ، للأسف طوّعوها لأغراض مادية ضيقة وشوّهوها في حياة صاحبتِها وبعد مماتها.

إمضاء مواطن العالَم (حوار حول سيرة حياة ماريا مونتيسوري وبيداغوجيتِها العلمية، نسخ الصوت (Tran-script-ion)، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم)
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنتَ مَعَ أو ضِدَّ حَثِّ الأطفالِ على المطالعة بمقابِلٍ م ...
- حَوَّاءُ هيَ الأصْلُ وليسَ آدَمُ!: تأويلٌ من تأويلات محمد عب ...
- العلم يقول: ممكن الآن تجنيب ابنك وراثة مرض وراثي، لكن الأغني ...
- مقارنة طريفة بين الأستاذ المباشر والأستاذ غير المباشر (الأست ...
- تَوْصِيفٌ عِلْمِيٌّ ل-النفس الأمّارَة بالسوء-؟
- نَعِيبُ زَمانَنا والعَيبُ فِينا!
- أكبرُ سَقْطةٍ أخلاقيةٍ مهنيةٍ (Déontologique)، ممكن يقع فيها ...
- كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء!
- كيف يرى الشيخ راشد الغنوشي دورَ علماء الإسلام (مثقفيه) في ال ...
- أحلى صداقة وأدومِها وأصفاها، هي الصداقة الناتجة عن الزمالة ع ...
- أزمة التعليم الخاص في تونس: علاقة المؤسسة التربوية بتلاميذها ...
- موقفان متناقضان من فكرة مأسسة الدين: الشيخ، ضد، والبرادوكسال ...
- أحداثٌ وَقعت لِي أو لبعض زملائي أثناء ممارسة مهنة التدريس
- يبدو لي -ولستُ مختصًّا في المَجالَين- أن هذا الكلام أسفله (ا ...
- الشيخ راشد الغنوشي يَكِيلُ فِكرِيًّا بِمِكيالَين: يَرفعُ حجت ...
- سؤالٌ فلسفيٌّ أطرحُه على الشيخ راشد الغنوشي الموالِي للسلطة ...
- حول التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية التونسية؟
- مقولات في علم -تخلّق المُخ البشري- (L’épigenèse cérébrale)
- مقولات ديداكتيكية في الإصلاح المرتقَب للنظام التربوي التونسي ...
- وصفةٌ مجرّبةٌ للسعادة اللامادية قد يستفيد منها المتقاعدون من ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - نبذة مقتضبة حول حياة ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا العلمية