أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - كأس البيرّة الأخيرة قبل أن أصير شجرة قابوق














المزيد.....

كأس البيرّة الأخيرة قبل أن أصير شجرة قابوق


فتحي البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 21:19
المحور: الادب والفن
    


الهواجس الغريبة
شريان مقطوع يثرثر.
الهواجس
تلازمني مثل مسمار دُقّ برأسي.
لكي أشفى اعتدت, أن أصنع أساطير
على شكل أقراص أبتلعها,
أحقن نفسي أحيانا بعرق أحد أبطال التراجيديا الإغريقية.
قد أشمّ سطور ملحمة جلجامش
سطرا..
سطرا.
أنا في الحقيقة لست مدمن مخدّرات.
لكن بعض الأحلام ترتديني
مثل لعنة فرعونيّة,
مثل شريان ذبيح,
مثل مسمار.
[أحلم مثلا بأن أصير شجرة قابوق.]
لأتمكّن من التّخلّص من هذا الصّداع
اخترعت طيف امرأة تستطيع اقتلاع الفولاذ بأظافرها.
الشعراء كما السّحرة
لا يصدّقون خوارق صنعوها بأيديهم.
لكنّي أقسم
أنّي لم أكن تحت تأثير أيّ مخدّر أو حلم
حين صرت فعلا شجرة قابوق!
أظنّ أنّ البرازيليين في كرنفالاتهم:
يشربون الشّمس
يغسلون وجه اللّيل و النهار بالنّبيذ
ينتعلون
الغيمة و الريح
هكذا يستطيعون الرّقص على طريقة الطّيور.
عصفورة سنونو
دعتني
إلى رقصة لاتينيّة
أظنّ أنّ الراقصة كانت ترتدي تعويذتين سحريّتين:
خاتما
بلون غابات الأمازون في بِنْصَرِها
خلخالا
بغواية شواطئ كوباكابانا
أظنّ أيضا أنّ ملابس الراقصة كانت ضيّقة
تكشف عن مفاتن الحلم.
الحلم فقط ليس كالشجرة ينبت من الجذر إلى رؤوس الثّمار
الحلم يأتي طائرا من السماء
باتشاتا,
صالصا,
سامبا...
لا يهمّ أيّ الرّقصات اللاتينية تنادي
تتشابك أيادينا
نصير أغصانا
تتعانق الخطى
نصير جذعا
عصفورة السنونو تحبّ الأشجار مثلي
لكن
تريّثي قليلا قبل أن نعلّق قبلة على كلّ ورقة
أدعوك لنتناول بعض البيرة في حانة
L’univers
أريد توديع الرّفاق هناك
أعلمهم أنّنا سنجمع الأرض و التّاريخ في خطوة واحدة:
معبد أبي سمبل
حدائق بابل,
مسارح أثينا,
المدينة القديمة بهافانا,
وكلّ أساطير و ملاحم
البشر,
أنصاف الآلهة,
الآلهة.
أعلمهم أيضا أنّني سأصير شجرة قابوق.
أيّ نوع من أنواع البيرة تفضّلين؟
عن نفسي أفضّل ال
Becks
يقولون إنّها أقل خطرا على مريض السكري من
الجعة الوطنيّة التونسيّة.Celtia
ما ذنبنا كي يؤذينا
الوطن,
و المنتوج الوطنيّ,
و سادة الوطن: لصوصُه؟
لا داعي لهذا الجدال الذي يفتح أبواب الخمرة على مزاريب السياسة
لنصمت قليلا عصفورتي..
لنترك لرفاقي فرصة استعراض ما يعرفون عن خليج الخنازير
لن أخبرهم طبعا
أنّك كنت تعالجين جرحى الثورة الشعبية هناك
و أنّ دماء المقاتلين التي طَلَت أظافرك جعلتها قادرة على اقتلاع الفولاذ
ثو أنّك اخترت أن تصيري عصفورة سنونو بعد انتصار الثوّار في معركتهم.
لن أخبرهم كذلك
أنّك بحثت عن شاعر يؤمن بالقدرة السحرية
لباتشاتا,
للصالصا,
للسّامبا...
كي تراقصيه رغم خطوات الحروف المتعثّرة في حلقه من شدّة البؤس.
حين يسكر الرفاق
يتقيّؤون كلماتهم البذيئة في وجه السّلطة و الاستعمار الامبريالي,
يغنّون للبندقيّة
قد يتشاجرون مع صاحب الحانة لأنّهم لم يدفعوا فاتورة البيرة الوطنية التي يفضّلون
قد يسقط بعضهم على رصيف شارع الحبيب بورقيبة دون قتال
حينها نستطيع أن نودّعهم
لنقضّي ما بقي لنا من الحلم
شجرة قابوق في العراء.



#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشّاعر ليس نبيّا
- تفّاحة أكلت الجنّة
- قتلتُها على وجه هبّةِ ريحٍ
- حبّ غير صالح للمطر
- نعُوشة
- عن رسالة إرنستو و بسمته
- -كوكاكولا و لاكريموجان- (قصّة أخرى لعشقنا)
- القبلة –أيضا- لا ترمّم الرّماد
- قيامة الجبل
- الملائكة معَكَ تمدّ أياديها إلى كبد أمّكَ
- حياة إلّا ربع جسدي السّفليّ.
- أوصال الوطن في حقائب المهرّبين أو من سرّنا المشتهى إلى أسرار ...
- بحجم مزهريّة أو أصغر
- القياس الشعريّ بين القُبْلة و الاستعمار الاستيطانيّ
- السرّ في جِراب جامع القمامة
- تداعيات إصبع قدم صغير
- متلازمة اللّعنة و متلازمة الاحتراق
- التّفكير في طريقة ممتعة للانتحار.
- رُهَاب الرّقص على مزامير الملوك..
- سيرة الرّئيس


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - كأس البيرّة الأخيرة قبل أن أصير شجرة قابوق