أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - السرّ في جِراب جامع القمامة














المزيد.....

السرّ في جِراب جامع القمامة


فتحي البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6348 - 2019 / 9 / 11 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


مصابيح المدينة [زجاج مهشّم]..
الضّوء أعمى أطفأ عينيه و نام..
خطى العابرين [أحذية ضيّقة ,مثقوبة]..
أنا أيضا أعرف جيّدا ألم السّير على رأسي و النّعل يدوس على رقبتي, يمعس كبدي؟
متسوّلون على الأرصفة [أياد بترتها العتمة]..
في الظلام ينام الله, يخبّئ متاعه في جيوب الأغنياء.
لا تلاحق صوتك في بئر كي لا تلطّخ الماء بدمك.
"يا كريم.. متاع الله...................يا كريم.. متاع الله................"
لا أفهم لماذا لا يشفق المؤمنون على اسم ربّهم يصطدم بالجدار وراء ظهورهم؟
عشّاق بنصف قلب ونصف جسد [كلمة الحبّ بثمن مأدبة بيتزا أو أرخص..
تفّاحتان تسقطان من يديْ رجل لم يستطع أن يقشّر رفيقته من ثيابها]..
الاستمناء مذبح شهوة تموت في فراش بارد.
عجيب أن تنبت أصابع العشّاق من جديد بعد أن تذبحها الوحدة والأوهام؟
سكارى في الحانات..
يصلحون رؤوسهم المكسورة.
الشّراب يشبه مطرقة لتسوية الفولاذ بعد أن يُحرِق السّكران دماغه.
أغنيات الهزيع الأخير من الثّمالة [كؤوس مقلوبة مثل وجوه في معركة خاسرة,

وطاولات فارغة كالطّبول المثقوبة تُقرَع بيد ميّت,
وصرير مزاليج حانة تغلق على قيء الأحلام و تجشّؤ الذّكريات]..
المدينة مكبّ فضلات.
أي نعم..
مدينتي ليست أكثر من مكبّ فضلات...
وأنا جامع قمامة أخبّئ أنفي الكبير تحت التّراب لأبقى على قيد الرّوائح الكريهة.
أبحث في أكوام الخردة عمّا يصلح لفرح كاذب يشبه قوس قزح يشرق من وراء غيوم البكاء.
قبل أن أحمل جرابي على كتفي الفحميّ, سأملؤه فقط
[بأيادي المتسوّلين المبتورة و تفّاحتيْن سقطتا من يدي عاشق و رأس سكران مكسور.]
زبائني يحبّون تزيين
غرف جلوسهم
غرف نومهم
و غرف طعامهم أيضا
بالأعضاء البشريّة المحنّطة
سأبيعهم ما يحبّون فأنا أحتاج من متاع الله ما يكفي لاستئجار مومس بوليمة بيتزا.
ربّما أستطيع أن أختار مومسا أجمل إذا أغدق عليّ الكريم الذي ترك الله وراء ظهره بما يسمح لي بدعوتها على زجاجة نبيذ و علبة سجائر.



#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات إصبع قدم صغير
- متلازمة اللّعنة و متلازمة الاحتراق
- التّفكير في طريقة ممتعة للانتحار.
- رُهَاب الرّقص على مزامير الملوك..
- سيرة الرّئيس
- مات الهلال وفي القلب خبز من القمامة !
- الربّ الأزرق و الأخطاء الحمراء (نصّ سوريالي)
- سكران صالح.. لِلْكَسْر
- ثلاث خيبات ومجنون في شارع الحبيب بورقيبة
- لا اسم لسادة القبيلة لأحنث
- نقط من كافكا إلى نضال


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي البوزيدي - السرّ في جِراب جامع القمامة