أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - الحرب بين قرطاج وباردو هل تقع ؟














المزيد.....

الحرب بين قرطاج وباردو هل تقع ؟


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين بــاردو وقرطاج صراع في تونس اليوم ، لا أحد بإمكانه انكار ذلك ، طيلة سنوات كان هذا في عداد المـــحرمات ، فمع بورقيبة وبن على كان لقصر قرطاج الكلمة العليا والأمر الحاسم وما عد ا ذلك فواصل ، فالقــصبة تابعة وباردو خادمة . ويعود للانتفاضة فضل الفصل بين تلك القصور وبالتالي السلطات ، وإن ظاهريا على الأقل ، بما يذكر بحلم الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو في كتابه روح القوانين ، حتى أن تلك القصور أصبحت تتنافس في التودد الى الشعب ، ولكن دون حصاد يذكر .
كان من حصيلة الانتخابات الأخيرة وجود رئيس يقول إنه يريد ما الشعب يريد ، وأنه سيحقق بالدولة له ما يبتغيه ، وبدا أن ما يريده يشبه المستحيل من حيث إنجازه ، فلا شيء يملكه حتى الآن يمكنه من تحقيق حلمه فالآليات الدستورية التي قال إنه ملتزم بها لا تمكنه من انجاز ذلك المستحيل .
وهنا برز صراع السلطات ، يمكن للرئيس أن يحلم بما يريد ، تقول باردو في سرها ولكنه لن يقدر عليه وهنا مقتله فالقدرة تعوزه ، لقد حاز على ثقة أغلب الناخبين ، ولكن ما الفائدة اذا كان الدستور قيدا في معصمه وبين يدي مفتاحه ، وله اطلاق ما شاء من الشعارات ، بل انني سأرددها خلفه ، وأصفق له ، ولكنه لن ينجح ووقتها سيبدو ككاذب لن يصدقه بعد ذلك أحد .
وخلال ذلك شعر الرئيس أنه في صراع مع الزمن لإثبات جدارته ، وأن الشعب ينتظره ، فكانت زياراته وخطبه في سيدي بوزيد والقصرين ولقاءاته الصحفية واستقباله الشباب الثائر والجرحى المحبطين على عجل ، وقد انتبه أنه لا يكفي التنبيه الى الأعداء الخارجيين ، وانما أيضا الى الأعداء الداخليين ، الذين قد يكونون أشد خطورة ، بل إن هؤلاء الداخليين لن يتورعوا عن استعمال الخارجيين ضده ، مثلما برز في تفصيلات خبر اقالة مندوب تونس في الأمم المتحدة حيث اتهمت الرئاسة طرفا لم تذكره بالإيعاز اليه لتوريطها وأن ذلك المندوب لم يبق أمامه الا الاستنجاد بالكيان المتهم.
وفي غالب الحالات في السياسة كما في الحرب فإن سيوف الداخل أشد وطأة من حراب الخارج ، وقد تجبر ضحاياها على تجرع السم ، بما يُذكر بسقراط الحكيم وحنبعل الحاكم تفضيلا على الوقوع تحت رحمتهما .
تقول قرطاج إنها تبحث عن حلول وستجدها ولو بعد طول عناء، ولكنها حتى الآن لا تقدم ما ينبع منها من الشعب ، ربما لاقتناعها أنه ضعيف ومعدم ، لذلك تبحث عن تلك الحلول في ذلك الداخل وذلك الخارج ، دون ادراك أن ذلك مستحيل وان عليها صنع حلول لم يسبقها اليها أحد في تاريخ تونس المعاصر ، بالتعويل على الشعب ولا أحد سواه .
يمكن لقرطاج أن تكون لها حتى الآن شعبية جارفة ، ولكنها تجازف بخسرانها وهى تصطدم بصخرة الواقع ، وعليها ادراك أن السرعة في حل المشاكل لها أهمية بالغة ، فالوقت كحد السيف وإن لم تقطعه قطعها ، فما يمكن القيام به اليوم قد لا يمكن القيام به غدا ، ولا ينبغي أن يذهب في بالها أن نقص صلاحياتها الدستورية تكبلها ،فالمسألة سياسية وليست دستورية فقط . واذا لم تعول في حسم معاركها على نقل المعركة الى ساحة باردو ومن بعدها القصبة ، وتطلق بالثلاث سياسة التوافق السابقة التي غدرت بصاحبها فإن أعداءها سيحولون المعركة الى ساحتها هي، وقد بدأوا بفعل ذلك . وليست تصريحات رئيس البرلمان الأخيرة التي ذكر فيها إخفاقات قرطاج الديبلوماسية الا بدايتها ، وعليها أن لا تنسي تلك القاعدة الاستراتيجية التي تقول إنه إذا أحرزت نصرا انضم إليك الجميع بما فيهم أعداؤك ، أما إذا انهزمت فسيتخلى عنك الجميع بما في ذلك أنصارك .
تستعمل اليوم باردو وحزبها الغالب ونعني حركة النهضة تكتيك العرقلة في مواجهة قرطاج ويتفنن قادتها في المخاتلة ،ويتظاهر ذلك الحزب بالانقسام، مُستدرجا قرطاج الى الساحات المحببة اليه وما أكثرها ، وهو يناور في خوض الحروب الصغيرة قبل كشف وجهه في الحروب الكبيرة القادمة. ويبدو مغرورا في ممارسة تكتيكاته وثقته في نجاحها لاعتقاده أن مخزونه الفكري كفيل بعدم تفطن قرطاج اليها ، ففي السياسة كما في الحرب كثير ما يظهر العدو انكساره واستسلامه ولكنه يعد في نفس الوقت العدة لهجوم كاسح واطلاق الرصاصة الأخيرة على عدوه ، ووقتها تكون حرب باردو وقرطاج قد حُسمت نتائجها قبل بدايتها.



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس والدستور الثالث.
- خطة أردوغان العربية
- ماذا يريد أردوغان ؟
- تونس : حكومة المخاتلة .
- تونس : حكومة مرتقبة .
- تونسوخطر الحرب الأهلية .
- التونسيون ومدرسة التاريخ.
- تونس : اشتدي أزمة تنفرجي.
- وادي الدمُوع وقصر القُبل .
- اتحاد الشغل والغول .
- حكومة الرئيس وبرلمان الشعب.
- لمن تُشحذ السيوف ؟
- الانتخابات التونسية : هزائم وانتصارات .
- ظاهرة قيس سعيد .
- مُؤامرات تونسية .
- السياسة والعدل.
- تونس : فضيحة التزكيات .
- فوضى انتخابية .
- صديقي الفلسطيني وطريق جهنم .
- تونس والرئيس القادم .


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - الحرب بين قرطاج وباردو هل تقع ؟