أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - اتحاد الشغل والغول .














المزيد.....

اتحاد الشغل والغول .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




رفع الاتحاد العام التونسي للشغل الى القضاء شكاية ضد الناطق الرسمي باسم ائتلاف الكرامة ، الوافد الجديد على البرلمان ، متهما إياه بالتحريض والثلب والادعاء بالباطل ، مُطالبا بتقديم ما زعم أنها ملفات فساد تُدين نقابيين، مُعتبرا تصريحاته الإعلامية مغالطة تستهدف تحقيق مكاسب سياسية ، وقال قياديون في الاتحاد أن ذلك الناطق "طفل صغير" ،لا يزال يحبو في عالم السياسة ،غير مُدرك لتبعات أقواله وأفعاله ،وأن في حركته السياسية ينام غول الفاشية المخيم على البلاد ، وما يؤججه اليوم من توترات سيتحول سريعا الى انفجار كبير لا يُبقي ولا يذر ، ستكون أمامه الهجمات السابقة على النقابيين والصحفيين والفنانين وغيرهم من طرف روابط حماية الثورة لعب أطفال، إذ يكفي اشتعال شرارة هنا أو هناك لكي ترتفع ألسنة نار حرب أهلية لن يكون سهلا إطفاؤها ،ومن هنا تحذير الاتحاد من عواقب وخيمة يجب الانتباه اليها قبل فوات الأوان .
ولم يترك أمين عام الاتحاد الفرصة تمر دون قول إن عملية الاستهداف تلك تستغل بعض الأخطاء والثغرات، لذلك وجب تحصين البيت من داخله ، بما يُعزز ديمقراطية التسيير وجماعية القيادة ومسؤولية الجميع ، وقد فُهم من ذلك أن " المنظمة العتيدة " لن تنجح في تمريغ أنف الغول في الأوحال الا بتنقية صفوفها من الفساد والفاسدين ، فعافية الجسم النقابي من عافية كل عضو فيه .
كما جرى تفسير انبعاث الفاشية الدينية من ركام الانتفاضة التونسية بالأزمة الاقتصادية السياسية ، فإخفاقات الحكومات المتتالية ولد الفقر والحرمان ، وجاءت الشعبوية المرتدية ثوب القداسة لتقدم الوعود الزائفة لجماهير المسحوقين وتضمد جراحها الاجتماعية العميقة ببلسم الدين .
وكان "الطفل الصغير" الشغوف بلعبة النار قد حمل الاتحاد المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية ، جراء الإضرابات التي دعا اليها طيلة السنوات الماضية ، فضلا عن اتهامه إياه بخدمة نظام بن علي والارتباط ببارونات الفساد ،وأنه خائف من المحاسبة ، وأن الهلع قد دب في صفوفه ، كما وصف قياداته بالمرتزقة واللصوص ، الذين راكموا ثروات طائلة من عرق الشغالين ، وأنهم يخلطون السياسي بالنقابي ويُزورون التاريخ ، متجاهلين أن مؤسس الاتحاد ليس فرحات حشاد وإنما شيخ من شيوخ الدين .
وكان هو نفسه قد اتهم فرنسا خلال الحملة الانتخابية بسرقة الثروة التونسية مهددا بطرد سفيرها في حال أصبح رئيسا ، قبل قوله وقد فاز بمقعد في البرلمان أن بين التونسيين والفرنسيين نسب ومصاهرة فالشعبوية الدينية لا تختلف عن غيرها من الشعبويات ، فما تقوله اليوم تتملص منه غدا بعد تحقيق الهدف المرجو.
ويُدرك الاتحاد أن ائتلاف الكرامة وثيق الصلة بحركة النهضة ، وهو قناع من أقنعتها الكثيرة ، لذلك لم ينبس ناطقه ببنت شفة ضدها وهى المتهمة بتدمير الاقتصاد وتفشي البطالة وانتشار الفقر وغلاء الأسعار ، و يسُود الاعتقاد لدى طيف واسع من النقابيين أن الحركة تختفي وراء الائتلاف و تخوض معركتها ضد الاتحاد من خلاله ، وهى التي لم تنس الدور الذي لعبه في تحجيم سلطتها وكبح جماحها منذ أيام الترويكا حتى الآن ، وتُقدر أنه سيمثل تهديدا لسياساتها في المرحلة القادمة ، بما سيؤدي الى فشلها ، وما سيتبعه من اندثار ما تبقى لها من أسهم في بورصة السياسة.
و من المُرجح أنها ستضطر للتضحية بالائتلاف مؤقتا لأسباب كثيرة ، ومنها أنها جاءت الى الحكم بضوء أخضر أوربي أمريكي ، ولن تغامر بإثارة غضب رُعاتها الدوليين ، الذين نفضوا يدهم الى حد ما من أقصى اليمين الديني ووضعوا رأسه تحت مقصلتهم في بلدان كثيرة ، حيث يقتل الآباء أبناءهم غير الشرعيين دفنا للفضيحة قبل تحولها الى حقيقة .
وهذا ما يتوجس الائتلاف منه خيفة فقد عبر عن استعداده للمشاركة في حكومة النهضة دون شروط ، ولكنه سُرعان ما اشتم تمنعها ، ففسر ذلك بضغوط السفارة الفرنسية وصندوق النقد الدولي ، وبدا أن النهضة لا تستعمله فقط كقناع وإنما أيضا كعصا للهش على خصومها ، وبعد اكتمال المهمة ستسارع الى وضعها في غمدها مُدخرة إياها لمعاركها المؤجلة .
يقيم الغول اليوم في الجبال التونسية ويحتل بعضها منذ سنوات ، أما ظلاله فموجودة في المدن ، بل في مؤسسات الدولة نفسها ، وستخيم بعد أيام تحت قبة البرلمان ، وربما سكنت الحكومة أيضا ، ولن يتمكن الاتحاد ومجموع الشعب من التخلص منها قبل الانتصار على الغول نفسه .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الرئيس وبرلمان الشعب.
- لمن تُشحذ السيوف ؟
- الانتخابات التونسية : هزائم وانتصارات .
- ظاهرة قيس سعيد .
- مُؤامرات تونسية .
- السياسة والعدل.
- تونس : فضيحة التزكيات .
- فوضى انتخابية .
- صديقي الفلسطيني وطريق جهنم .
- تونس والرئيس القادم .
- تونس : في عيدها الجمهورية تفقد رئيسها.
- تونس : تصدعات حركة النهضة .
- الديمقراطية التونسية.
- عرس نقابي .
- خميس أسود في تونس .
- الاستقطاب والانتخاب.
- وفاة مرسي في تونس .
- مذبحة الديمقراطية .
- الدين والمال .
- مأزق الجبهة الشعبية وآفاق اليسار .


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - اتحاد الشغل والغول .