أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس والرئيس القادم .














المزيد.....

تونس والرئيس القادم .


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6308 - 2019 / 8 / 2 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس القادم .
بعد وفاة الباجي قائد السبسي أضحت الدولة تعاني من فراغ جزئي في السلطة فالرئيس الانتقالي لن يظل في مكانه سوى مدة محدودة ، وهو ما يحاول كل من اليمين الديني واليمين الليبرالي سده ، بينما يتخبط اليسار الانتخابي في مشكلاته الداخلية والمناسبة مواتية ، وهي الموعد الانتخابي الذي يحث خطاه على عجل .
واذا كانت حركة النهضة تبحث عن عصفورها النادر ولن تدخر جهدا في أخونة الدولة بإطلاقه من قفصه ، محتفظة بخططها السرية بعيدا عن الأعين، مُظهرة فقط ما يسر الناظرين وما يطرب السامعين ، فإن المعسكر الليبرالي ربما وجد في عبد الكريم الزبيدي عصفوره النادر الخاص به ، مستثمرا مكانته لدي الرئيس الراحل وشغله وزارة الدفاع ، التي ينظر اليها تقليديا باعتبارها حامية الدولة ، وبالتالي تقديمه على أنه أفضل خليفة للسبسي من ناحية ، وضامنا لسلامة الدولة في مواجهة الإرهاب التكفيري والوضع العربي والإقليمي بألسنته الملتهبة من ناحية ثانية ، ولكن عواصف قد تهب عليه فملف موت السبسي لن يطوى بسهولة ، وسط حديث ابنه عن تسميمه واستعداده للكشف عن " حقائق من الحجم الثقيل " في انتظار تقرير الطب الشرعي بما قد يقلب الطاولة .
ومن هنا نفهم ما يشبه حملة المناشدة التي انطلقت لتسويق صورة الزبيدي لدى الناخبين ، وهي ليست عفوية كما قد يعتقد وإنما منظمة ، مستعملة وسائط متعددة منها صفحات اشهارية على مواقع التواصل الاجتماعي ومقالات صحفية وبرامج إذاعية وتلفزيونية ، واشترك فيها برلمانيون وصحفيون بل إن بعض ممن يزمع تقديم ترشحه للرئاسة عبر عن استعداده لسحبه في حال ترشح هو .
والفراغ المشار اليه يهم أساسا رئاسة الدولة كما ذكرنا والزبيدي يمكنه تلبية انتظارات اليمين الليبرالي في مواجهة اليمين الديني ولكن في توافق معه ، وهو العارف أن المعركة على قصر قرطاج تكتسي الآن أهمية أكبر مع تقديم موعد الرئاسيات على التشريعيات.
ولا شك أن هناك قوى عربية واقليمية ودولية منخرطة في ذلك الصراع ، ويبدو أن أسهم الزبيدي مرتفعة داخليا وخارجيا ، واذا تيقنت حركة النهضة من ذلك فإنها لن تعرقل صعوده ، وربما تجد مصلحة في التوافق معه كما فعلت مع السبسي فقد بدا شيخها منذ الآن الحديث عن الزبيدي باعتباره صديقا ، فالسيناريو المصري لا يزال يؤرقها ، فضلا عن خشيتها من أن يشملها تصنيف الاخوان المسلمين منظمة إرهابية . وهي تود السيطرة على البرلمان والحكومة على أن تكون الواجهة الرئاسية المحدودة الصلاحيات مُزكية في النهاية لسياساتها ، فتحكم من ورائها. ومن هنا فإنها قد تحتفظ بعصفورها النادر وتدخره لمناسبة قادمة .
أما جماعة بن على التي أطاحت الانتفاضة التونسية برأسها في لمح البصر والنائمة الآن في العديد من الأحزاب اليمينية الليبرالية ، فقد أدركت أن الزوبعة الثورية قد انتهت أو كادت ، وهي من ستفرك يديها فرحا لو أصبح الزبيدي رئيسا فالرجل المخضرم كان عونا من أعوان الرئيس الأسبق . وقد أطلت الجماعة برأسها باحتشام أولا من خلال كلمات تأبينية للسبسي صادرة عن بن على شخصيا الذي لم يجد حرجا في توقيعها باسم رئيس الجمهورية ولم يضف الى ذلك حتى كلمة الأسبق ، بما يوحي أنه لا يزال يعتبر نفسه الرئيس الشرعي ، وثانيا بنشر شريط فيديو يبرز الجنازة التي نظمها لبورقيبة ، في دحض للصورة التي رسمت عنه باعتباره من تنكر للزعيم التاريخي للدولة التونسية المعاصرة .
واذا كان السبسي قد عرفت عنه "ميولاته الديمقراطية " ، في تعارض مع بورقيبة وبن على فإن الزبيدي ليس من تلك الطينة من القادة السياسيين ، فهو رجل " صامت " يطبق ما ترسمه المؤسسات والأجهزة ، ولا ينشغل برسم السياسات والتحليل والمناقشة ، وهو من هذه الناحية أقرب الى " التكنوقراطي " منه الى السياسي ، وهذا ما فعله خلال حقب حكم بن على والترويكا والتوافق المتلاحقة . وفي هذه الحالة هناك توجس من خدمته النهضة أكثر من خدمة السبسي إياها ، بما سيجعل الوضع السياسي التونسي يراوح مكانه دونما قدرة على التحرر من سطوة الإسلام السياسي.
بقيت ملاحظة أنه خلال تاريخ تونس المعاصر كانت الرئاسة حكرا على الساحل وبعد الانتفاضة حطت رحالها في حي راق من أحياء العاصمة ، ويبدو أنها الآن تعود الى الساحل مجددا ، ولكن مبتعدة بعض الشئ عن مركزه في سوسة والمنستير فمحمد الناصر الرئيس الحالي من ولاية المهدية و" الرئيس القادم " قد يكون منها أيضا ... وتلك الأيام نداولها بين الجهات والأفراد والطبقات وفي التاريخ عبر ومبتدأ وخبر .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس : في عيدها الجمهورية تفقد رئيسها.
- تونس : تصدعات حركة النهضة .
- الديمقراطية التونسية.
- عرس نقابي .
- خميس أسود في تونس .
- الاستقطاب والانتخاب.
- وفاة مرسي في تونس .
- مذبحة الديمقراطية .
- الدين والمال .
- مأزق الجبهة الشعبية وآفاق اليسار .
- ‏- إسرائيل - والانتخابات التونسية.‏
- استطلاعات الرأي بين العلم والسياسة . ‏
- الأزمة الليبية واستراتيجيا السلطة التونسية .‏
- حول السودان والجزائر .
- تونس والكارثة المنتظرة.‏
- نفاق الفلاسفة !! برنار هنري ليفي بين مظاهرات السترات الصفراء ...
- الجبهة الشعبية التونسية في مواجهة مصيرها .‏ ‏ ‏
- تونس التي تستيقظ .‏
- تونس : حزب الرئيس القادم .‏
- السياسة ... خساسة ! ‏


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس والرئيس القادم .