أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - إلى توفيق العبايجي














المزيد.....

إلى توفيق العبايجي


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


في أمسية في هولندا ، في الصف الأمامي. أنا نادر ما أنتبه للجمهور ، أثناء الإلقاء بالصف الامامي انتبهت لعين مشدودة ، تخليني أنجذب إلها ، أنجر إلها.
رجل على كرسي متحرك بسبب إصابات بالعظام طويلة عريضة ، وعيون صغيرة بس تتفرس بيك بقوة ، طلّعت بالرجل ، ورجعت السنوات للماضي ، شوية شوية تذكرت بصعوبة ، كان توفيق العبايجي.
توفيق العبايحي مناضل عريق أُوذي بإيذاءات فظيعة ، قسم منها بعظامه وإلى آخره ، فقطعت الأمسية وحييت الرجل ، بعد أشهر توفي.-- مظفر النواب








هذا الهادئ كالصمت
بقية زلزال
أيُّ همومٍ في عينيه الوادعتين
يُحدِّق في الزمن المكتظ
بأشباه رجال
أية أنقاض من تاريخ بلادي
في هذا الرجل الكرسي الهادئ
أيةُ أهوال ؟
لا تَبخَس هذي الأنقاض
فَتَحتَ الأنقاض
بقايا قبطانٍ
عصفَت بسفينته الدنيا
هو ذا يُبحِر في لوح منها
تابوتاً في الغربة
عاش قتالاً ويموت قِتال
جعل الدّفة
جزءاً من دورته الدموية
لم يعرف
أن هناك مرساةً
أو راحة بال
ثَمَّ حمولة عشق
أقسَمَ بالمجهولات جميعاً يوصِلها
يا توفيقُ :
وأنت أمام المجهول الأعظم
والأمواج جبال مظلمة
ويَرينُ الصمت بقبرك
لا أحسَبُ ما دام عِراقك
ما بين يدي غلمان
مباغي الغرب
سترقد في القبر
براحةِ بال
هو ذا محني الظَهر
بسترته القهوائية جداً
ينبس من غير إرادته: بغداد
يُلقنها للغربة
كي تفقد غربتها
ويخاف عقوق الأجيال
وأنا أيضاً يا توفيق
أخاف عقوق الأجيال
ويُشيحُ
وإن لم يبقَ به عظم
لا يؤلمه
يتعطّف أن يلمح ذُلّاً
يسحق ألواح سفينته
كان يحب حطام سفينته أيضاً
ويرى فيها تاريخ نضال
توفيق رفيق العمر :
أرِح موتك
إنّا نجمع جميع أوصال
سَفين الحرب
وقد يأخذ ذلك وقتاً
نَتَربّصُ بالأقدار وإن جرحى
من كل جهات الأرض
فما دامت هذي الأرض
هنالك أبدال
كنت شديد اللهفة
أن تُدفَنَ
في الصلصال الأحمر للنهرين
بأي الصلصال
أخي توفيق دُفِنتَ ؟
سيأخذ من لون عقيدتك الصلصال
أشهَدُ أنك كنت سفينة حرب
أشهَدُ أنك كُنتَ رِجال.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميرة
- في الرياح السيئة يعتمد القلب
- تحت طاقات بغداد القديمة
- الله في صف الرجال ..غزة
- ملازم عن المسك ..وشتائم جميلة
- رحلة الصيف والمواء
- المنفى يمشي في قلبي
- المنفى كالحب
- رباعية الصمت الجميل .. الرباعية الثانية
- في الوقوف بين السماوات ورأس الإمام الحسين
- رحيل
- قافية الأقحوان ..
- المهر الذي قطع المفازة
- أصرخ ..
- الرحلات القصية
- دوامة النورس الحزين
- حالة عشق لاوجاع آدم حاتم
- مواء تأخر لكنه مواء ..
- جزر الملح ..
- في انتظار يوم حزين ..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - إلى توفيق العبايجي