أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - أنت هو دماغك !














المزيد.....

أنت هو دماغك !


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 13:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أنتَ .... من أنتَ ؟

و ما أدراكَ من أنتَ ؟

أنتَ مجموعةُ التَّفاعُلاتِ الكيميائيّة التي تجري في جملتكَ العصبيّة لاسيّما ( دماغك) ....

فإذا اختلَّتِ هذه التفاعلات الكيميائية الدماغية تختلُّ قُدراتك العقليّة ، أي تختلُّ أنتَ و تتشوَّهُ ذاتُك و يضطربُ الأنا لديك ....

وكلما تعقَّدَتْ التفاعلاتُ الكيميائية التي تجري في دماغك ، تَطوَّرَتْ مهاراتُك فازدادَتْ قُدُراتك على التأثير في الوجود .... و ارتفعَت قيمتك الوجوديّة كعقل ... ( و ارتفع راتبك الشهري غالباً ).

و من هنا أستنتجُ أن تجاربَ الحياة المتنوعة ( و منها الكتابُ و العملُ و الممارسة ) .... تزيدُ دماغَك عزيزي القارئ تعقيداً و اتِّساعاً .... و تنعشُ و تنشّطُ تفاعلاته الكيميائية ..... كما تزيد هذه التجارب من تلافيف مخك و بالتالي مساحته السطحية و تعقيدات خلاياه .... ليتطور تفكيرك كنتيجة طبيعية لازدياد هذه التلافيف ... بحيث تزداد خبراتك و مهاراتك ... فيزداد أثرك الوجودي .... كما تزداد تكيفاً مع المحيط ... فيصعب خداعك ...و تقلُّ هفواتك و أخطاؤك .... و يسهلُ إنجازك للمهام المطلوبة منك ... كما تزدادُ قدراتك على الإبداع ... لتقتربَ أكثر من أن تصبح خلَّاقاً !!

فالمحتوى المعرفي (ومن مصادره الخبرة الحياتيَّة و أهمها الكتاب و الممارسة) هو أساس تطوير قدرات و ملكات الدماغ لديك ..... أي تطويرك أنت ...

و إذا أردتَ توسيعَ و إثراءَ قدرات و ملكات دماغك فعليك أن تزوِّد عملية التفكير لديك بمادة أدسم للإنتاج كأن تقوم بتوسيع الذواكر و تطوير و تسريع قدرات معالجة البيانات .... و هناك عدة سبل إلى ذلك كأن تلتحق بجامعة أو دورة في تخصصك أو أن تتعلم لغة جديدة أو تخوض تجربة جديدة أو تقرأ كتاباً جديداً أو تتعلم فناً جديداً أو تجري تجربة حياتية جديدة ... إلخ.

فالحياة تراكم خبرات ... ليؤدي هذا التراكم إلى توسيع الذاكرة و تطوير طريقة المعالجة و تسريع استحضار المعلومة المطلوبة من بين مليارات البيانات المخزنة في الذاكرة.

و من هنا قال أجدادنا ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة ) ... فتلافيف دماغ الشخص الأكبر منك أكثر ( ذاكرة أوسع _ معالجة أسرع و أكثر حرفية و دقة و ممارسة للحياة) ، كما أن خبراته مصقولة بعدد أكبر من التجارب الحياتية التي زادت من تعقيدات تفاعلاته الكيميائية التي تجري في دماغه ...

و من هنا و عندما تتقدم لوظيفة ما ، يسألونك أولاً عن عدد سنوات الخبرة التي تمتلكها في مجال العمل .... و غالباً ما تكونُ سنوات الخبرة في مجال العمل أهم من نوعية الحياة الدراسية التي تتعلق بهذا العمل و أهم من درجاتك التي حصلت عليها خلال حياتك الدراسية ... لأن سنوات الخبرة في مجال العمل تضمن لمن يريد أن يوظفك تفاعلات كيميائية دماغية معقدة و متعلقة مباشرة بطبيعة العمل ... إذ لا تهمه تفاعلاتك الكيميائية الدماغية التي تتعلق بمهارات أخرى !!

فلو قدمت على مهنة طبيب لن ينظر إلى خبرتك في الطبخ أو في الرياضيات ... إذ لا يهم رب العمل ما يجري في دماغك من تفاعلات كيميائية تتعلق بمجال الطبخ و الرياضيات و ذلك مهما بلغت من تعقيد ... بل يهمه تلك التفاعلات الكيميائية الدماغية المتعلقة بخبرتك الطبية و بتخصص طبي يتطلبه العمل بشكل مباشر .

كما لن يلتفت إلى درجاتك أثناء حياتك الجامعية بقدر التفاته إلى عدد سنوات الخبرة و المشاريع التي نفذتها بنجاح ... و ذلك لأنه لا يكترث إلى تفاعلاتك الكيميائية الدماغية التي تتعلق بالحفظ و حل المسائل أثناء الاختبارات الجامعية ، بل يهمه تلك التفاعلات الكيميائية الدماغية التي تتعلق مباشرة بتنفيذك الناجح للمهمة المطلوبة في العمل.

و هكذا قس على ذلك كل المهن و كل مجالات الحياة اليومية التي تحتاج إلى تفاعلات كيميائية معقدة ...

ثم تستمر الحياة و يستمر دماغك البشري بالتعقُّد من خلال تعقُّد التفاعلات الكيميائية التي تحدث فيه و التي تنتج عن تراكم خبراتك ... إلى أن يأخذ (الإنتروبي) مجراه ... لتعُمّ الفوضى في النهاية و يحدث الانهيار الكبير في هذه التفاعلات الكيميائية الدماغية ... ليفرض الموت نفسه على المعادلة ... فتتلاشى ال( أنت ) فيما نسميه بالموت.

#الحق_الحق_أقول_لكم ... إنَّنا مجرد ما يحدث في أدمغتنا من تفاعلات كيميائية .... كما أنّنا نسعى دوماً إلى تعقيد هذه التفاعلات لنقترب من إنتاجيّة أكثر و بالتالي قيمة أكبر و إبداع أكبر.

الشيء الغريب أن أصحاب الشركات و البزنس من أتباع الأديان يطبقون هذا الكلام حرفياً عند توظيف الناس في شركاتهم ، و ذلك لأن الأمر يتعلق بمصالحهم المادية فيتصرفون بشكل مادي بحت و يركنون إلى الحقيقة و فقط الحقيقة !

لكنهم يعودون ليؤمنوا بوجود الروح و الأشياء اللاكيميائية و التأثيرات اللاهوتية على الدماغ عندما يتعلق الأمر بالدين !!!

فالدعاء سبب للنجاح من منظورهم !!! و التوفيق الإلهي سبب لمنحك الخبرات و تجاوز العقبات !!! و الروح ستخرج من الجسد لتتحاسب !!!

شيزوفرينيا المؤمن ، تناقض واضح أقرب للجنون !!!



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكسير الخلود
- المحتل الحقيقي للبلاد
- سورة الروح _ سورة أبلغ و أحكم من سجعيات القرآن
- إسلامويات لا منطقية _ الحسين بن علي بن أبي طالب باختصار
- الطفل الذي قتل الله ثم مات !
- الانتماء على مذبح العقل
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ ١
- عباس بن فرناس علامة فارقة
- هادم الأصنام الحقيقي
- وطن من علماء _ يا وطني !!
- فيه اختلافاً كثيراً _ أخطاء قرآنية واضحة في السجعية الثالثة ...
- فيه اختلافاً كثيراً ... خطأ قرآني واضح في السجعية الأولى من ...
- مكمن الصواب في خلع الحجاب
- هدم الأساس العقائدي لمذهب القرآني محمد شحرور
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٣
- البيان في عدم تواتر القرآن
- ملاحم غيرت التاريخ


المزيد.....




- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...
- سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ...
- الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
- روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
- روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - أنت هو دماغك !