أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - ملاحم غيرت التاريخ















المزيد.....

ملاحم غيرت التاريخ


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6465 - 2020 / 1 / 15 - 16:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( ملاحِمٌ غيَّرَتِ التاريخ )

من مدونة #راوند_دلعو

هنالك ملاحم و حروب كبرى خاضها الجنس البشري فصنع من خلالها معالم التاريخ الأساسية و أحداثه الأهم ... و يجب علينا من باب الوفاء أن نقوم بتخليد ذكرى أبطال هذه الملاحم بالنّصب التذكارية و الرموز المعنوية ...

خذ مثلاً معركة الخوارزمي مع الصفر و حروبه الضروس مع الجبر و المقابلة ... حروب انتهت بإهراق مداد برميل من حبر على مئات الجثث الورقية ... حيث تفشى علم الجبر ... و نضج ثم انتشر ليُبنَى عليه فيما بعد ما يسمى بالخوارزميات و الحوسبة الرقمية.

و على صعيد آخر، هنالك ملاحم و حروب العبقري ( توماس ألفا إيديسون) و التي حدثت وقائعها في مختبره في الولايات المتحدة الأمريكية حيث خاضها لسنوات ضد الظلام الدامس ... إلى أن انتصر في النهاية .... و أسفرت معركتة الأهم مع العتمة عن ميلاد أول مصباح و بطارية ... و أدّت إلى انتشار واسع لجثث آلاف الوصلات و الكبلات المعدنية و الحُبابات الزجاجية الملقاة في أطراف المختبر ... !

( و أقترح أن يؤرخ البشر لأيامهم ابتداءً من يوم ميلاد المصباح الكهربائي على يد إيديسون ... و ذلك لأهمية تلك اللحظة التاريخية المرعبة )

و هناك مثلاً تلكم الملاحم الرهيبة التي خاضها نيوتن في كل حرف من حروف كتابه العظيم الدائر حول مبادئ علم الميكانيك ... لاسيما معاركه مع الجاذبية و حركة الكواكب و حرب القوانين الثلاث ... نيوتن الأول و نيوتن الثاني و نيوتن الثالث ... و التي انتهت بمعاهدة سلام مع الميكانيك الكلاسيكي و فيزياء السرعة و التسارع و من ثم استسلام المادة بلا شروط و ترويضها من قِبل العقل البشري.

خذ مثلاً تلك المجزرة الرهيبة التي ارتكبها دارون عبر التأمل في مئات الكائنات الحية ليتوصل إلى كتابه العظيم أصل الأنواع ... تلك المجازر الداروينية التي راح ضحيتها آلاف المستحاثات المُشرَّحة و الأوراق الموزونة و عشر سنوات من عمر الرجل و سفره و ترحاله و شقائه ....

لكنه انتصر في نهاية الحرب ... و اكتشف شجرة الحياة ليقدمها هدية للجنس البشري !

أما الحرب الأهم في القرن العشرين فهي تلك التي دارت بين أينشتاين و خمس وريقات حرر من خلالهن النظرية النسبية عام 1905 ... ليغير تصورنا للوجود إلى الأبد ...

ثم إليك مثلا معركة واتسون مع ال DNA .

معركة تسلا مع التيار المتناوب ...

معارك باستور في الطب ...

حرب البنسلين ...

حرب لقاح الجدري ...

حروب ماندل في الوراثة ...

معركة كوري مع الذرة حتى فتَّتَتْها ....

معركة ماكس بلانك مع ميكانيكا الكم ...

معارك فان كوخ و بيكاسو مع الألوان ....

الحرب الشاملة التي شنها ستيفن هوكنغ على الثقوب السوداء ...

الخ الخ ... كلها معارك يستحق أبطالها الخلود ، لا كتماثيل في الشوارع فقط بل في ضمير و ذاكرة الجنس البشري الأبدية ... فقد قاتلوا عنا أشد القتال ليزيدوا من رصيدنا المعرفي و لتنعكس تلك الزيادة المعرفية كرفاهية و سعادة في حياتنا الواقعية.

أما في ما يسمى ب (حطين) و (الزلاقة) و (ذات الصواري) و ذات الخواري و (بواتييه) و (القادسية) و ذات السلاسل و ذات الذبح و ذات الفتح و ذات الصليب و تشالديران و البوذي الأكبر و الهندوسي الفاتح و اليرموك الأسود و حرب السبع سنوات و حروب المائة عام و فتح الأندلس و إغلاق الصومال .... ( و مثيلاتها من الحروب الدينية و الاستعمارية البائسة)

فهي مآسٍ لم ينتصر فيها أحد إلا الموت ...!

إذ خسرت البشرية ملايين الضحايا و المغفلين من أجل إرواء النزعة الطائفية و السادية لبعض العسكر الذين أجادوا فن قيادة و خداع القطيع بغية إرواء نزواتهم المتوحشة في السيطرة و التوسع و الضحك على الجياع و اللعب على خبزهم ....

ثم قام كل منتصر منهم بتشكيل وعي الجغرافية التي احتضنها تحت جنح سيفه و إرهاب جبروته ... فلقَّنَ الأجيال المغلوبة ثم كرر تلقينها حتى الإقناع بأنه الفضيلة و النقاء و الارتقاء و غيرُهُ الأعداء ... ! و هكذا يا سادتي هُزِم الإنسان في هذه المجازر الدموية ... و المذابح المجنونة.

فالدمشقي مثلاً يقدس محمداً و صلاح الدين و عقبة و عمرو و و ... لأن الدمشقيَّ سُنِّي ببساطة ... فهو خاضع حتى نخاع جده العاشر لسيوف الإرهابي محمد و أذنابه من بني أمية و العباس منذ ألف سنة ... مما شكل وعيه و انتماءه ... فلم يعد يستطيع تخيل الفضيلة خارج نطاق محمد و عائلة ( قريش ) !!!

و صلاح الدين سيف من سيوف العائلة القرشية يدافع عن توسعها و يضرب بسيفها ... فكيف لا يُنصب له تمثال عظيم في وسط دمشق ؟ بل كيف يُشَكَّكُ بفضيلته ؟

و الشيعي مثلاً ، يقدس علياً و الحسين بن علي و عباس الصفوي و ابن العلقمي و المختار و الطوسي و الخميني .... إذ تم تشكيل وعيه بسيوف هؤلاء القتلة ... فعلي بن أبي طالب رمز الفضيلة و الحسين رمز النقاء و عباس الصفوي فوق النقد و الخميني روح الله ! فهل يجرؤ مواطن فارسي على المطالبة بهدم تماثيل هؤلاء و إزالتها من شوارع أصفهان و طهران ؟

و هل يجرؤ مغولي على المطالبة بهدم تمثال تيمور لنك المشيد في العاصمة المنغولية إلى اليوم !!!؟

أما المسيحي فيقدس يسوع و بطرس و بولس و ريتشارد و شارلمان و قسطنطين و كل من قاتل و قتل في سبيل رفع الصليب و نشر المسيحية ...

و قس على ذلك جميع العسكر و أتباعهم.

فأين البطولة في ذلك ؟ و أين النصر البشري ... ؟ و لم الرمزية و التخليد ؟

أنخلد هؤلاء العسكر و نترك الفاتحين الحقيقيين ممن حاربوا باسم الجنس البشري ككل ضد الجهل و الظلام ( أعني إيدسون و فريقه ) ؟

هامش انتهازي يرسل بسرعة إلى بلدية (دمشق) :

أكاليل من الجوري و الياسمين ، أَولَى بالرفع و النصب و تزيين الساحات و مداخل القلاع من حجارة ترمز إلى كبار العسكر عبر التاريخ .... فكفانا تبجيلاً لتماثيل هؤلاء الذين احترفوا قص الرقاب و انتهاك الأعراض تحت مسمى السبايا و ملكات اليمين و الفتح و التحرير .... و أنا لا أقصد هنا صلاح الدين فقط ، بل أوزع سُمِّي الإنساني على تماثيل جميع العسكر من شتى الطوائف و التيارات السياسية عبر التاريخ إلى اليوم ... و التي تشمخ في الساحات الكبرى لمختلف مدن العالم ... فالسيف يبقى سيفاً سواء حمله سني أو بوذي أو شيعي أو ملحد .... و لا أستطيع تبرير الفتك بالسيف السني و تسمية حامله فاتحاً في حين أجرم سيف ريتشارد ... فقط لأنه مسيحي !

الحق الحق أقول لكم ، فلنهدم تماثيلهم جميعاً و لنزرع مكانها رموزاً للعلم و الياسمين في مدينة الياسمين ...

فابن النفيس الدمشقي أولى بال( تَمثَلَةِ ) و النحت و النصب و الرفع و التدشين من صلاح الدين و ريتشارد قلب الأسد و هولاكو و طارق و بن لادن و جورج بوش و جنكيز خان و هتلر و تشرشل و ديغول و البغدادي و جميع من مروا من هنا ...

و الزنبقة السورية ( أوربه ) أولى بالتربُّع مكان السيف الأموي الذي لا يمت بصلة لا للإنسانية و لا لدمشق الياسمين ...

فكفاكم هجوماً على كل من عبر عن رأيه بجرأة و صراحة .... لكنه أخطأ إذ لم يدرك أنه يخاطب القطيع الذي تربى على عبادة العسكر من أصحاب التماثيل ...

و هنا يحق لي التساؤل ....

يا ترى متى ستتعلم أمتنا احترام الرأي الآخر و تقبله ؟؟

متى ستتعلم الفصل بين الحكم و العاطفة ....؟

فقد أَختَلِفُ معك في حكمك على فكرة ما ، لكن أبداً لن يستتبع هذا عاطفة كراهية لصاحب الفكرة ...

أما أنتم جماعة التعصب لصلاح الدين ... فترونه بطلاً و نحترم ذلك ... لكن فلتحترموا وجهة نظر من لا يراه بطلاً و دماء الآلاف تقطر من تاريخه مثله مثل أي قائد عسكري خاض حروباً طائفية ....

و أنتم جماعة عباس الصفوي و ابن العلقمي ، يا من ترونهم أبطالاً .... نحترم ذلك ... لكن فلتحترموا وجهة نظر من لا يرونهم كذلك ...

الحق الحق أقول لكم ، لازلنا نعيش في خِضَمّ أزمة معايير و أزمات انتماء ... فلن نرتقي في سلّم الحضارة طالما أن وعيَنَا عبدٌ لمن شَكَّلُوه بالسيف ....

علينا أن نحاكم التاريخ من الخارج ... و بموضوعية و تجرد ...

الحق الحق أقول لكم ، المعارك الحقيقية الجديرة بالخلود هي تلك المعارك و الملاحم التي حدثت في رؤوس العباقرة و مخابر العلم في الغرب و محابر الأدباء العظام في الشرق و الغرب ... و التي أسفرت عن اكتشاف القوانين و ميلاد الأعمال الأدبية العظيمة و اختراع الأجهزة و الآلات التي غيرت حياتنا إلى الأبد.

و أخيراً و كمواطن سوري أقول .... الأزمة ليست أزمة تمثال لصلاح الدين ... بل إنه لمن المعيب و المخجل أن يكون هناك ساحة باسم المحتلين الأمويين و أخرى باسم المحتلين العباسيين في دمشق سوريا ... و لا يكون هناك و لا حارة أو زاروبة باسم (كاراكالا) أو (فيليب الدمشقي) أو غيرهم من عظماء سوريا الحقيقيين.



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راوند دلعو - ملاحم غيرت التاريخ