أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر














المزيد.....

لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 12:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن مجرد سبق تليفزيوني لبرنامج القاهرة اليوم استضافة الأبوين الرائعين لهند الحناوي.. بعد أن حصلت الابنة هند على حكم قضائي نهائي.. بثبوت نسب طفلتها لينا للأب المتهرب من مسؤوليته الممثل أحمد الفيشاوي، بل كان أكثر من مجرد سبق تليفزيوني.. كان تعرية لجرح عميق عفن في جسد المجتمع المصري.. جرح اسمه (العادات والتقاليد البالية) آن له أن يكوى كي يتطهر منه مستقبل مصر! لينا.. ذات العامين فقط من العمر.. قضت سنتي عمرها نضالا في المحاكم على كتف أمها! لتبصق على ذاك الجرح العفن بعد حصولها على هذا الحكم القضائي في طريقها النضالي.. بمساعدة أمها وجديها الرائعين!
كل يوم يتفجر في مصر ينبوع جديد نحو التغيير الشامل والعادل! لا يمكن أن تعود مصر كما كانت قبل عامين، قبل ولادة لينا.. ساكنة مستسلمة مسّلمة أمرها.. مصدقة أنها لم تعد إلا كما من البشر يتزايد بلا قيمة مضافة، في مسيرة التغيير الشامل لا تنفض مصر الغبار عن نفسها سياسيا فقط.. بل اجتماعيا وقيميا ودينيا أيضا، نفض الغبار السياسي يجري الآن على يد (ورد الجناين) المتفتح في شوارع مصر.. احتجاجا ورفضا لاحتلال عائلة فاسدة لحكم مصر.. وكرها للإذلال والقمع والخنوع، أما نفض الغبار الاجتماعي والقيمي والديني فهو معركة أطول وأصعب.. إلا أنه يعبر عن نفسه في شكل تمرد يتنامى يوما بعد يوم.. على الأفكار والقيم المتكلسة.. التي عطلت المجتمع المصري عن التحرر من أغلال التخلف لقرون طويلة، تمرد يكسر عبارة (العادات والتقاليد).. تلك العبارة البغيضة التي تحرم الفرد (ذكرا وأنثى) من إنسانيته باسم المحافظة عليها، لماذا أصلا نحافظ عليها؟! وهي على ما هي عليه من تكلس وتخلف وتناقض يحتاج إلى تكسيره وتهشيمه.. وليس فقط الاحتجاج عليه؟! العادات والتقاليد المتناقضة والمتعفنة التي تجعل المرأة دائما (مخلوقا آثما إن لم يثبت العكس)! وتجعل (العيب) ستارا يخفي عور التناقض القيمي الذكوري الذي تعيش مصر في نعشه المتهالك، تناقض يجعل المتعة من حق الرجل وحده وتبعاتها من نصيب عاتق المرأة وحدها!.. هند الحناوي كانت شجاعة عندما تصدت- بمساندة أبوين يتمتعان بالوعي الكافي- لمقاومة إدانة (مجتمع العيب) هذا لها ولأبويها.. ولم تكسب هذه القضية وحدها.. بل كسبتها معها (مصر التي تريد أن تولد) في حين يريد أن يجهضها هرم التقاليد المتهالك، لكن مصر التي تريد أن تولد تنتظر أن نواجه كلنا أحجارا أخرى في ذلك الهرم لنهدمها.. هناك ثقافة (السيدة الفاضلة) التي تبني نموذجا مسخا مشوها للمرأة التي يريد هذا المجتمع أن يصنفها فاضلة (حسنا.. لا تصنفوني فاضلة! فضيلتكم لا تعجبني!)، وهناك ثقافة (الستر) التي تهين المرأة وتعتبرها شيئا يجب أن يدارى ويستر.. وليست كائنا من حقه أن يعيش ويخطئ ويجرب ويتمتع ويتنفس ويختار.. هناك ثقافة (تأنيث الخنوع) ومطالبة الأنثى دائما بحمل لواءه.. هناك الكثير من الأحجار التي يجب أن نتصدى لها.. ذكورا وإناثا.. فليس تحرير المرأة معناه أن تفك المرأة أسرها وحدها.. بل أن يفك الرجل أيضا أسره من قيمه الأنانية المتخلفة. ربما ساهم القاضي الرائع الذي أصدر هذا الحكم في مهمة التكسير لتلك الثقافة الذكورية الجاهلة.. عندما ضّمن شعر نزار قباني في حيثيات حكمه :" ليراتك الخمسون تضحكني.. لمن النقود.. لمن.. لتجهضني؟ لتخيط لي كفني؟ هذا إذن ثمني؟ ثمن الوفا يا بؤرة العفن؟ أنا لم أجئك لمالك النتن.. شكرا ..إني سأسقط ذلك الحملا.. أنا لا أريد له أباً نذلا"! المعركة إذن ليست (نساء ضد رجال) وإنما معركة (ثقافة الحرية المسئولة ضد ثقافة التأثيم المتخلف للأنثى لكونها أنثى).. جهر هند الحناوي بحقها ومسؤوليتها كان خروجا على الخوف يستحق التقدير.. واعترافها بسذاجتها عندما ارتكبت من الأساس (خطأ اختيار) والد ابنتها كان اعترافا شجاعا تمرد على نظم ثقافية خرفاء.. وبعد تمرد نزار قباني على ثقافة تنصل الأنذال والذي ضمنه في حكمه القاضي الجميل.. فإن للشاعر أحمد مطر هو الآخر مساهمته:".. خنت خوفي وارتجافي.. تعريت من الزيف.. وارتكبت الصدق كي أكتب شعرا.. واقترفت الشعر كي أكتب فجراً.. تمردت على أنظمة خرفا.. وعلى ذلك.. أوقع اعترافي"!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3
- عندما تجد شيئا في مصر تفخر به
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك
- مكي وبسطاويسي رمزا معركة العدل في بر مصر
- الخطابة وما تفعله بالناس
- جولة بالريموت كنترول 2
- أنتجته مافيا الدين في مصر: مجتمع مختلٌ ثقافياً
- بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد
- رحيل الماغوط: الحزن مثل الله موجود في كل مكان
- جولة بالريموت كنترول
- الحرية الإعلامية في العالم العربي.. حملٌ كاذب
- حملة تليفزيونية للحث على القراءة
- المرأة في الإعلام العربي: أمومة القطط وأنوثة صماء وروح غبية ...
- وسامة صدام حسين
- برنامج جيد في وسط إعلامي رديء


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر