أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - عندما تجد شيئا في مصر تفخر به














المزيد.....

عندما تجد شيئا في مصر تفخر به


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان سبقا بلا شك لقناة دريم أن تستضيف هذه الشخصية الجميلة.. المستشارة نهى الزيني، التي حُفر اسمها حفرا في ذاكرة الحركة الوطنية المصرية عندما كتبت علنا (شهادة حق).. شهدت فيها من خلال مقال منشور أن تزويرا مبينا مروعا حدث في دائرة انتخابية بدمنهور.. كانت تشرف عليها كقاضية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. لصالح مرشح الحزب الوطني الدكتور مصطفى الفقي ظلما للمرشح المنافس د. جمال حشمت مرشح الإخوان، وأحدثت تلك الشهادة فورانا في مصر امتدت آثاره حتى اللحظة، لأسباب عديدة.. بعضها كان تفويرا لتساؤلات أخرى ظلت كامنة قبل أن تبدأ مصر حراكها السياسي الأخير، وطوال تلك الفترة ورغم صدمة شهادتها العلنية وما أثارته.. لم نر طوال الشهور الماضية حضورا للمستشارة نهى الزيني في أي وسيلة إعلام، فارتبط موقفها الشجاع البطولي بصورة قديمة نشرت لها في الصحف.. سيدة محجبة حجابا صارما يتوفر عنها بعض معلومات.. أنها من أسرة لها باع في سلك القضاء وإلى حد ما تنتمي لشريحة عليا في الطبقة الوسطى بحكم منصبها ومناصب أفراد أسرتها، وظل الأمر بالنسبة لصورتها في الأذهان في تلك الحدود.. قاضية شجاعة لم يخف على المواطن المصري أيضا تاء التأنيث في شجاعتها، لكن قناة دريم.. لا نعرف كيف.. أقنعتها لتظهر في برنامجها الأشهر والأروع العاشرة مساء.. لنجد أنفسنا أمام شخصية تفوق الانطباع بأنها (مجرد قاضية شجاعة).. فرغم حجابها الصارم (الذي هو خيارها الخاص وحقها الخالص على كل حال) بدت شخصية عميقة رفيعة المستوى وطنيا وأخلاقيا.. فاهمة بعمق مكامن المأزق المصري.. عندما قالت:"مصر بلد عريق والتغيير في البلاد العريقة يكون أصعب كثيرا وأبطأ منه في بلدان أخرى ليس لها تلك العراقة"، قد يضيق البعض بملاحظة عنصر (الحجاب الصارم) في تلك الشخصية.. لكن هذا راجع إلى خبرتنا الطويلة بالكثير من الشخصيات النسائية العامة المحجبة.. اللاتي لم نلحظ منهن سوى انغلاقا مروعا على فهم سطحي (عبودي النزعة) للدين والحياة والموت والثقافة والوطنية ومفاهيم الإنسانية الأخرى.. ليس لديهن هذه النزعة (التحررية الأصيلة) التي لمسناها في المستشارة نهى الزيني التي وصفت المجتمع المصري بصدق وشجاعة رغم حجابها بأنه (مجتمع ذكوري) لا يقدر للمرأة حقها الإنساني وتساويها (الأصيل) مع الرجل في كل شيء- كإنسان-، كما اعترضت على الإخوان المسلمين من منطلق أننا جميعا كما قالت:"كلنا إخوان مع بعضنا البعض- من الأخوّة- وكلنا مسلمون" وقالت عنهم أنهم:" قانونيا جماعة محظورة وأدبياتهم ليست كلها ظاهرة على السطح"، كما عابت على حزب التجمع- اليساري- عدم تواجده في الساحة في تلك اللحظة من لحظات تقرير مصير مصر (وإن كان ذلك النداء منها هو بالطبع نداء لمن لا حياة فيه!)، هذا الخطاب الذي تبنته تلك السيدة المتميزة (متميزة فكرا.. ومتميزة أيضا بهذا البريق الأخاذ في عينيها.. الذي يعكس ثقة بالذات والوطن.. تلك الثقة..يا إلهي كم افتقدناها!) خطاب لم نعتده من المحجبات.. لذلك فقط لاحظنا هذا (الحجاب الصارم) على رأس المستشارة الرائعة.. التي بدت صادقة وهي تؤكد أن انحيازها لقول الحق لصالح المرشح المظلوم في ذلك التزوير المبين لم يكن لكونه إخوانيا وقالت لو كان يساريا أو أيا كان.. لم يكن ليتغير الأمر، وكانت محاورتها منى الشاذلي كعادتها تحاورها بأدبها الجم مثيرة كل الأسئلة التي يمكن أن ترد في ذهن المتابع للحوار.. لتعطينا إجابات المستشارة الثرية.. التي أشعرتنا أن أحد أهم نتائج الحراك السياسي في مصر على مدى العامين الأخيرين أن دليلا وراء آخر يخرج إلى السطح بأن الشعب المصري ليس شعبا ميتا.. أبدا.. ففيه كل هؤلاء الذين يعيدون لنا يوما بعد يوم (لذة الشموخ) وإيلاء الكرامة المنزلة الأولى.. بمثل مكي وبسطاويسي ونهى الزيني وغيرهم.. فإن الشعب المصري ليس شعبا ميتا.. وإنما ربما هو رغما عنه.. شعب مدفون بالحيا..



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك
- مكي وبسطاويسي رمزا معركة العدل في بر مصر
- الخطابة وما تفعله بالناس
- جولة بالريموت كنترول 2
- أنتجته مافيا الدين في مصر: مجتمع مختلٌ ثقافياً
- بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد
- رحيل الماغوط: الحزن مثل الله موجود في كل مكان
- جولة بالريموت كنترول
- الحرية الإعلامية في العالم العربي.. حملٌ كاذب
- حملة تليفزيونية للحث على القراءة
- المرأة في الإعلام العربي: أمومة القطط وأنوثة صماء وروح غبية ...
- وسامة صدام حسين
- برنامج جيد في وسط إعلامي رديء
- !الإعلام يكشف تناقضات المجتمع المصري: هي دي مصر
- دور أقباط المهجر في التغيير
- الانتخابات المصرية: أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير.. حاجة تقرف
- ثمن ظهور مثقف في التليفزيون المصري
- إن شفت قاضي بينضرب وصندوق اقتراع في الترعة بينقلب: يبقى انت ...
- يا فرعون إيه فرعنك.. ملقيتش حد يلمني


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - عندما تجد شيئا في مصر تفخر به