أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا طه - !الإعلام يكشف تناقضات المجتمع المصري: هي دي مصر















المزيد.....

!الإعلام يكشف تناقضات المجتمع المصري: هي دي مصر


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 11:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


بالنسبة إلى كل ما مضى من عصور.. نحن في العصر الذهبي إعلاميا، ففي فضاء الإعلام الآن تتكشف- تناقضات- المجتمعات الإنسانية، لهذا (الانكشاف) دور في تطور المجتمعات.. الذي يتم بهدم البشر لما تجاوزته حاجاتهم وقدراتهم وخبراتهم من (أنماط) للحياة نشأت ورسخت على أيدي الأسلاف.. لبناء شيء مغاير.. في تحدٍ يقفز بالناس إلى (نمط) جديد، هذا ما تؤكده علوم الاجتماع والنفس والسلوك بل وتجاربنا الذاتية، حتى لو خططت لهذا الانكشاف جهات بعينها تملك القدرة والأدوات.. وحتى لو جاء موجها مدروسا متعمدا في اتجاه أو آخر أو في لحظة زمنية مقصودة بعينها، فكشف التناقضات يدق الجرس.. ثم يأتي الانتباه الجماعي كيفما يأتي، في جميع الأحوال يحدث تغييرٌ ما.. يصب في اتجاه تطور المجتمعات..
حال كهذا يحدث في مصر الآن.. يتولى الإعلام مهمة (كشف التناقضات) في المجتمع المصري، مهمة ليست اختيارية، بل جاءت كاستجابة إعلامية لشرارة أطلقها حراك سياسي بدأ في مصر منذ نحو عام، التليفزيون واحد من أهم وسائل الإعلام التي تشارك في عملية كشف التناقضات، لذا سنهتم هنا بأربعة مشاهد نقلها خلال الأسابيع الماضية.. سواء كانت صورا تتحدث بنفسها.. أو تحليلا واستطلاعا للآراء..
المشهد الأول: حدثان متناقضان أشد التناقض: أولهما عبرت عنه دعايات ترويجية حكومية على قنوات التليفزيون المصري المختلفة، تبث بانتظام على مدار الساعة بعنوان (شارك بصوتك) تحث المصريين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، إلى جانب كم هائل من برامج تستضيف كل من قدره الله على وصف محاسن أداء الواجب الوطني.. (واجب التصويت)! وثانيهما: صور للحدث المناقض تماما تبثها الفضائيات المعادية! تمثل في ذلك (العراك) المباشر أمام اللجان الانتخابية.. بين الشرطي والمواطن! في أغرب (موقف انتخابي) تتبناه حكومة في العالم.. مواطن يريد أداء (واجب التصويت الوطني) حسب ما تقوله له الحكومة ليلاً.. وشرطي يريد منع المواطن من التصويت حسب ما تأمره به الحكومة نهاراً! ليحدث بين الطرفين اشتباك يأتي دمويا في بعض الأحيان، يستخدم فيه الشرطي الرصاص الحي والمطاطي ويموت فيه المواطن فداء لما أسمته الحكومة نفسها (واجب التصويت الوطني)! وهو ما عبر عنه مواطن مصري عادي- لا هو مثقف ولا صحفي ولا حزبي- حين قال لمراسل قناة خليجية- أبو ظبي على ما أذكر-:" إيه يعني ده.. هو كلام الليل زبده؟ يطلع عليها النهار تسيح؟"!
تناقض آخر ضمن نفس ذلك المشهد نقل بالصور: (حصار) تفرضه قوات الشرطة على مراكز الاقتراع مقابل (إيجابية) ظهر عليها قطاع من الشعب المصري.. بعكس ما تتهمه به نخبه المثقفة من (سلبية).. وبغض النظر عن النسبة المتدنية لمن أدلوا فعلا بأصواتهم، وهو ما يوجب علينا حقا تقديم اعتذار علني عن ذلك (اليأس) الذي ينتاب بعضنا أحيانا تجاه تحرك المصريين، هذا التناقض تجلى في مشهد نقلته معظم الفضائيات في نشرات الأخبار- مشهد له دلالته من حيث رسالته لكلا الطرفين المشتبكين في مصر: الحكومة والمواطنين!- تمثل فيما التقطته الكاميرات لمواطنين (تغلبوا) على (حصار) قوات الأمن لمركز الاقتراع.. فالتفوا حول مبناه وصنعوا سلالم من حبال- لا لشيء إلا ليدخلوا من النوافذ الخلفية- ومرة أخرى.. لا لشيء إلا لأداء.. واجب التصويت الوطني!
المشهد الثاني: تجلى في انفجار نقاش أدارته الفضائيات مع مختلف الأطراف حول ظاهرة (تسونامي الإخوان) في الساحة المصرية، وهذا لم تتناوله فقط الفضائيات غير المصرية كقنوات الجزيرة والعربية والحرة وغيرهم.. بل حتى قنوات مصرية مثل قناة دريم الخاصة.. التي خصصت له حلقة من برنامج العاشرة مساء، بل وحتى قنوات الحكومة.. لكن مع الإصرار على تسميتهم (التيار الديني)، حيث من غير اللائق طبعا الحديث عن جماعة (محظورة) باسمها ومسماها في قنوات تمثل الدولة التي حظرتها! لكن تسونامي الإخوان وصل إلى قناة لم تكن لتتصور يوما أن تمتد أمواجه العاتية إليها.. قناة روتانا! وأي برنامج على قناة روتانا؟ برنامج هالة سرحان.. السينما والناس! فقد جمعت حلقة من هذا البرنامج بين قطب إخواني هو د.عصام العريان ود. رفعت السعيد أمين عام حزب التجمع (المفترض أنه حزب يسارجي!) ورموز حكومية ورموز من نوعية.. بين بين! كان العريان الأكثر ثقة بالنفس وقدرة على الحديث.. بثقة المنتصر بالغلبة لا بالحجة.. مجمل الحلقة أظهر كم ذا بمصر ٍ من تناقضات.. مضحكات مبكيات!
مشهد ثالث: ضغطت به الفضائيات على وعي متابعيها- خاصة من المصريين بالطبع- فقد كانت فئة (القضاة) بالنسبة إلى الشعب (كيانا خفيا غامضا) يمثل له ضمنيا الحائط النهائي غير المرئي في معركة أبدية ضد الظلم، لم يكن مألوفا أن ترى قاضيا على التليفزيون كل دقيقة! لكن دورا ملحميا لنادي القضاة في المعركة الشعبية المتنامية ضد الحكومة أصبح معروضا على شاشة التليفزيون.. بصوت القاضي وصورته ولحمه ودمه.. ربما كان ظهورهم الإعلامي هذا سببا كامنا في تشجع المواطنين- دون أن يدروا- على التقدم للمشاركة في الجولة الثانية والثالثة من الانتخابات.. رغم تزايد القتلى والجرحى بعد الجولة الأولى من تلك المعركة، لكن الحكومة أدرى! تنبهت فقررت منعهم من التصريح للفضائيات بأي رأي حول الانتخابات، وبررته بأن الدور السياسي لا يليق بالقاضي، في محاولة لمنعهم من بث شهادتهم على تزويرها نتائج الانتخابات، لكنها لا فلحت في منعهم.. ولا هم سكتوا! ونقلت قناة الحرة اجتماع نادي القضاة الذي نطق فيه عشرات منهم بشهادة على ما طالهم- وبالتالي طال القضاء الذي يمثلونه- من إهانات على يد ضباط الشرطة، حتى أن أحد القضاة قال في شهادته إن قاضيا زميلا حاول منع الشرطي من التعدي على الناخبين.. ضربه الضابط ونهره قائلا:(أدخل جوه.. متعمليش فيها فيلم)! وهذا أغرب تناقض يمكن أن يصيب مجتمعا.. إذ أي مصير مظلم هذا الذي ينتظر مجتمعا ينهر فيه ضابط الشرطة قاضيا؟! لهذا جاء الظهور الإعلامي للقضاة خدمة للشعب المصري في لحظة حالكة، وربما يكون جميلا لو تجمع الواعون بهذا الدور للقضاة على جانبي الطريق.. الذي سيتظاهر فيه القضاة- حسب ما أعلنوا- وهم حاملين لأوسمتهم احتجاجا على التزوير... لتحيتهم وإلقاء الورود!
المشهد الرابع الذي يكشف ما بمصر من تناقضات تميزت بنقله قناة الحرة.. إذ بثت تقريرا عن نساء مصريات تجمعن حول مركز اقتراع حيث حاولت الشرطة منعهن من التصويت، الصور تتحدث بنفسها.. نساء يصفقن ويهتفن (عايزين نصّوت.. عايزين نصّوت)! وبغض النظر عن الركن الخفي في تلك الصورة الذي تبدى في أنهن كلهن كن يرتدين (الخمار والنقاب) فإن إحداهن قالت لمراسل الحرة النشط:(مش حنمشي من هنا إلا لما نصّوت.. حتى لو نموت هنا.. نِدي صوتنا الأول)! وصرخت أخرى لم يظهر منها إلا عينان في وجه مغطى بكامله بالنقاب (عايزين ندي صوتنا.. نصّوت.. نصّوت)! إلى جانب هذه الناخبة- التي نحييها على حماسها وإن رآه البعض حماسا على وشك أن يدفعها كي (تصّوت على مأتمها) الإنساني كامرأة!- كانت هناك المستشارة نهى الزيني التي فضحت تزوير نتيجة انتخابات دائرة دمنهور لصالح مصطفى الفقي الحكومي على الرغم من الفوز الساحق للمرشح الإخواني جمال حشمت (وقد ثبت فعلا بشهادة هذه المستشارة الرائعة ودعم القضاة لها أنه الأحق بالفوز- ورغم الاختلاف الجذري معه فكريا وسياسيا فمن المؤكد أنه الأحق) وكانت هناك أيضا الصحفية بجريدة الكرامة أسماء محمد علي.. التي ضربها الأمن وأهانها، وركلها الضابط حسب ما أدلت به من شهادة صوتية قائلا:(لما تخرجي من هنا إبقي قولي هي دي مصر)! وفي مقابل هذه وتلك هناك البلطجيات.. اللاتي يتقاضين أجرا من الحكومة لضرب الناخبات والصحفيات والقاضيات! منهن كيداهم وسكسكة وشر الطريق.. هذه أسمائهن!
تناقضات في المجتمع المصري يعرضها الإعلام بصوت وصورة يحملان في نهاية المطاف.. رسالة، مفادها أن لحظة انكشاف التناقضات جاءت إذن، ليعيشها ويشتبك فيها الجميع رفضوا أو رغبوا! القاضي والشرطي والمواطن والصحفي والبلطجي.. النساء والرجال.. الحكومة والناس، ربما اندلعت في اللحظة المصرية الراهنة شرارة التغيير أو- بتعبير الشاعر أحمد فؤاد نجم-... اندلعت الجماهير!
** الفتاوى على روتانا مع هالة:
أفلا تعقلون؟!
أوبرا.. مذيعة أمريكية لامعة تقدم برنامجا باسمها منذ عقود، (تترجمه إلى العربية وتعرضه قناة mbc4) تقدم فيه تنويعة من كل القضايا والشخصيات التي تهم مجتمعها، برنامج أوبرا ليس برنامجا فنيا أو سياسيا أو طبيا أو اجتماعيا.. أو دعائيا مثلا لأشهر ماركات ومنتجي الملابس والشيكولاتة والأحذية.. إنه كل ذلك! وفي عالمنا العربي فإن هالة سرحان تطرح نفسها باعتبارها (أوبرا العرب)، في برنامجها السينما والناس على قناة روتانا تقدم هالة تنويعة مماثلة لتنويعة أوبرا ولكن بمزاج عربي! تناقش الفن والأدب والسياسة والدين والريجيم وخلافه! أفكار يعض ضيوفها غريبة (ربما لا تكون غريبة تماما.. فتنويعتها بنهاية المطاف.. عربية!)، مثلا قالت الفنانة (التائبة) سهير البابلي في إحدى الحلقات:(احنا محتاجين داعية في كل بيت)! وفي حلقة هذا الأسبوع استضافت هالة مفتيا وكاتبا يساريا وآخرين لمناقشة (فوضى الفتاوى)، أثيرت في النقاش فتوى تقول بجواز رضاعة الرجل الكبير من ثدي امرأة! مما قاله المفتي إنه لا يعجبه كثيرا أن الفتاوى أصبحت مصدرا للارتزاق عند البعض! أما تعليق الكاتب صلاح عيسى فكان ظريفا عندما قال: يعني القرآن الكريم يمتلئ بآيات شريفة تقول.. أفلا تعقلون.. أفلا تتدبرون.. وبعدين تيجي تقولي إن فيه (إجماع) على جواز رضاعة رجل كبير من ثدي امرأة.. أنهو إجماع وأنهو سند.. يا أخي عيب!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور أقباط المهجر في التغيير
- الانتخابات المصرية: أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير.. حاجة تقرف
- ثمن ظهور مثقف في التليفزيون المصري
- إن شفت قاضي بينضرب وصندوق اقتراع في الترعة بينقلب: يبقى انت ...
- يا فرعون إيه فرعنك.. ملقيتش حد يلمني
- بعد المشهد الدموي في الأردن: هل تتغير عبارة(ما يسمى)بالإرهاب ...
- التنوير بدلا من التحريض أو التخدير: BBC فضائية جديدة من
- لا تبيعوا قناة السويس مرة أخرى
- حتى لا تنحرف حركة كفاية عن طريق الأمل
- عدوان ثلاثي على سوريا
- جمال مبارك: العبرة في الصلابة
- الدين مذبح الفقراء في دولة البوليس والفساد
- الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها
- الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب
- متى يكون القتيل الفلسطيني شهيدا؟
- للمرة الرابعة جائزة نوبل لمصري وليست لمصر
- حكم مجحف بحق تيسير علوني: الصحافة كساحة صراع بين الشمال والج ...
- زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا طه - !الإعلام يكشف تناقضات المجتمع المصري: هي دي مصر