أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها














المزيد.....

الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


البرامج الوثائقية التي تنتجها تليفزيونات أو شركات أجنبية وتشتريها الفضائيات العربية.. هي برامج بنت بيئتها، بعضها بالتأكيد يصلح للعرض في كل مكان.. خاصة ما يتعلق منها بالصحة والتقدم الرهيب في اكتشاف وعلاج الأمراض أو الاكتشافات العلمية (التي هي بالضرورة ليست موضوعات تتعلق بالبيئة العربية.. التي تستهلك نواتج العلم ولا تنتجه أو حتى تغامر باستكشافه!) كذلك تلك البرامج الجغرافية التي تستكشف مناطق العالم بما تتضمنه من معلومات ليست فقط عن المكان.. وإنما ما يرتبط بالمكان من ثقافة وعادات متنوعة، وأشتات من الناس هنا وهناك.
لكن هناك برامج تشتريها الفضائيات وتعرضها على المشاهد العربي ربما حتى دون مراقبة محتواها، تلك البرامج المتعلقة بكشف علاقات الدول ببعضها البعض والأحداث الكبرى في تاريخ البشرية، والمواقف الفكرية الإنسانية والشخصيات العظمى التي أثرت في الحياة الإنسانية بصفة عامة، من تلك البرامج مثلا كان برنامج (المصير) وهو إنتاج غربي ضخم يعرض- برؤية غربية- كيفية تكوين ما يعرف منذ عقود باسم (الشرق الأوسط)، وكذلك برنامج (سلطان الخوف) وغير ذلك من برامج كبرى لها شهرة عالمية.
مؤخرا انتبهت بعض الفضائيات العربية لمثل هذا النوع من التأثير في (الوعي الجمعي) عن طريق إنتاج برامج وثائقية برؤية تعكس موقف منتجيها، منها مثلا برنامجا (سري للغاية) و(الجريمة السياسية) اللذان تنتجهما قناة الجزيرة، وعديد من البرامج التي تنتجها قنوات عربية أخرى.
عرضت قناة الجزيرة الجزء الأول من تحقيقها الصحفي في برنامج الجريمة السياسية عن (اغتيال السادات)، وهو حدث كبير أنتجت عنه برامج عديدة من قبل، لكن الفارق هذه المرة هو أن الرؤية وراء ذلك التحقيق كانت بعين عربية.. إذ أن الأحداث السياسية ليست محايدة كالعلم والطب، فورائها تفاعلات ثقافية واجتماعية تصنعها، وصراعات مادية وسياسية وحتى اقتصادية تؤججها، وتحليل تلك التفاعلات يعتمد على من يكون المحلل!
تضمن البرنامج لقاءات عديدة.. مع أطراف صراع حدث (وما زال يحدث) في مصر.. على رأسها بالطبع عناصر من الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد والإخوان المسلمين وحتى من يسمون الآن (الإسلاميون الجدد)! وكذلك أطراف أمنية وأكاديمية وإعلامية تحلل الحدث وخلفيات الحقائق التي أدت إلى وقوعه.
منتجو البرنامج يعرفون البيئة العربية التي وقع فيها حدث (اغتيال السادات) لذلك جاء التحقيق أكثر مساسا بملابسات الحدث المحلية، إنما الجميل حقا في ذلك البرنامج هو (توقيت عرضه)! فاغتيال السادات ظهر منذ اللحظة الأولى في ذلك التحقيق أنه كان (نتيجة طبيعية) لما فعله السادات في المصريين! كان اغتياله نتيجة مباشرة لديكتاتوريته التي جعلته يجن في آخر أيامه! حتى باعتراف زوجته جيهان السادات التي قالت في البرنامج(كنت عارفة إن اللي بيعمله ده مش حيعدي على خير)، فماذا (عمل) السادات؟ تخاصم مع كل الاتجاهات السياسية والثقافية والدينية في مصر.. رمى رموزها في اعتقالات سبتمبر الشهيرة.. رفض الإنصات لمطالب المصريين.. تسبب بسياساته الاقتصادية في إفقار المصريين إفقارا على إفقار بين ليلة وضحاها.. وغير ذلك مما جعل اغتياله الجزء الثاني من جريمة سياسية ارتكب هو جزءها الأول! المصريون يعيشون الآن (وقائع جريمة مماثلة)! بل هي أشد.. إفقار أشد.. ديكتاتورية أشد.. خصام أشد.. حتى أنه لا مناص من تلقي سؤال يقفز قفزا من البرنامج إلى عقل المتلقي!.. لكل مقدمة نتيجة، كانت تلك مقدمة السادات وكانت هذه نتيجته.. هل يكرر التاريخ نفسه؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب
- متى يكون القتيل الفلسطيني شهيدا؟
- للمرة الرابعة جائزة نوبل لمصري وليست لمصر
- حكم مجحف بحق تيسير علوني: الصحافة كساحة صراع بين الشمال والج ...
- زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد
- قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضي ...
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد
- فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها