أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة















المزيد.....

الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1312 - 2005 / 9 / 9 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انتهت أيام الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية في مصر.. بعد أن كانت في الأيام الماضية المادة الأبرز في القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية المصرية، والمادة المشوقة في محطات عربية وعالمية أخرى، ما بين مرشح بطربوش.. ومرشح بلحية.. ومرشح بكِرش.. ومرشح يفتح المندل ويقرأ الكف.. ومرشح بباروكة ومرشح صابغ شعره.. ومرشح تسّلم النصف مليون جنيه في كيس بلاستيك.. قضينا أياما مسلية! نقفز بالريموت كنترول بين المحطات التليفزيونية والإذاعية متابعة ً لحدثٍ لذيذ، يا خسارة مشي! ولأن اليوم الأربعاء.. هو يوم التصويت.. وبعد أسبوعين من الرصد لتغطية وسائل الإعلام لأحداث تلك الدعاية.. يبقى للقارئ أسبوع أخير.. يعني.. من باب الالتزام بقرار لجنة الانتخابات الرئاسية.. الذي حدد ثلاثة أسابيع للدعاية الانتخابية!
في الفضائيات كان الأسبوع الماضي هو الأكثر ازدحاما بفصول المسرحية الانتخابية المصرية، حتى أنك تضطر للانتقاء بما تسمح به المساحة هنا، ربما كانت الأحداث الأهم في ذلك الأسبوع هي اجتماع الجمعية العمومية للقضاة.. حيث بثته قناة الجزيرة مباشر كاملا، واستضافة برنامج العاشرة مساء في قناة دريم للدكتور أيمن نور.. أحد المرشحين الثلاثة الأبرز.. كآخر مرشح تلتقيه القناة ضمن المرشحين التسعة أمام المنافس الأشرس.. الشاب حسنى! إلى جانب زوايا أخرى تطرقت لها بعض الفضائيات.. كاستضافة قناة الحرة لشيخ الأزهر لاستطلاع رأي المؤسسة الدينية الأزهرية في مسألة الانتخابات الرئاسية، وبدء الفقرة اليومية لتغطية الانتخابات المصرية التي وعدت بها قناة الجزيرة، إضافة إلى استمرار التقارير الإخبارية.. عن المرشحين ودعاياتهم وبرامجهم وطرائفهم، أما التليفزيون المصري وعبر معظم قنواته.. فقد كثف بثه لدعايات تحث المواطنين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
في هذا السباق الإعلامي.. تفوقت إذاعة بي بي سي العربية في زاوية لم تنجح فيها القنوات التليفزيونية.. رغم ما تملكه من ميزة الصورة، وهي استطلاع رأي المواطنين المصريين في قاع المجتمع.. فبينما يطارد مراسلو مختلف القنوات التليفزيونية الشخصيات العامة لاستطلاع آرائهم.. من معارضين وحكوميين وباحثين ومحللين.. بثت إذاعة بي بي سي تقريرا معبرا.. إذ سجل مراسل هذه الإذاعة حوارا دار بينه وبين عاملة التليفونات في الدليل.. الذي تسأل فيه عادة عبر التليفون عن رقم تليفون مؤسسة أو شركة أو شخص ما، ثم ضَمّن ذلك الحوار في تقريره.. وبقدر ما يبقى في الذاكرة من الحوار.. فإن المراسل طلب من الموظفة رقم تليفون حزب التكافل.. لم تعرف الموظفة معنى كلمة.. حزب! سألته:"ودي شركة بتاعة إيه بالظبط؟"! فقال لها:"لأ.. ده حزب.. حزب سياسي.. يعني.. زي حزب التجمع كده والوفد والحاجات دي"! فقالت له:"أنا معنديش هنا إلا رقم شركة تانية اسمها حزب التجمع.. لكن الشركة إللي بتقول عليها دي مش مسجلة عندي"! وفي نفس التقرير سأل المراسل أحد العمال الزراعيين في قرية نائية حول مدينة الإسماعيلية، عن استعداده للتصويت في الانتخابات القادمة، فقال له بأسى غريب:"أنا مش رايح أصّوت.. بصراحة المسافة بعيدة ومعنديش مصاريف المشوار وكمان عطلة.. على إيه يعني كل ده؟"!
كل من قناة العربية وقناة الجزيرة استضافت نائبا لرئيس محكمة النقض للتعليق على قرار القضاة القبول بالإشراف على الانتخابات.. ولكن بشروط تتعلق بنزاهة وشفافية العملية الانتخابية، منها ضرورة السماح للمجتمع المدني بمراقبة الانتخابات، قال المستشار هشام البسطاويسي للجزيرة إن سبب قرار القضاة الإشراف على الانتخابات أنهم لن يسكتون عن التزوير.. وإن التزوير في الاستفتاء الماضي على الدستور لم يكن ليتم كشفه لو لم يشاركوا.. وقال:"سنعلن للشعب المصري وللعالم تقريرا بما سيتم في هذه الانتخابات"، أما على قناة العربية فقد بدا المستشار محمود مكي غاضبا- وإن بوجه وصوت هادئ- من إصرار الحكومة على سرية الفرز.. واستبعادها 1700 قاض ٍ من المعروفين بمطالبهم الإصلاحية من كشوف القضاة المطلوبين للإشراف على الانتخابات، وفي اليوم التالي كان نفس المستشار بسطاويسي ضيفا على قناة الحرة وعلق بنفس الهدوء قائلا:"مفيش في الدنيا انتخابات سرية، اللجنة المشرفة على الانتخابات عايزة سرية للإجراءات التي يجب أن تكون علنية! مثل فرز الأصوات وإعلان النتائج والإجراءات، أما الشيء الوحيد الذي يجب أن يكون سريا وهو الاقتراع.. لم تقدم له أي ضمانات"! وكان الحدث الذي أثار جدلا كبيرا بعد ذلك هو تعنت لجنة الانتخابات الرئاسية ورفضها الاعتداد بحكم القضاء الإداري.. الذي يلزمها بقبول مراقبة منظمات المجتمع المدني لسير العملية لانتخابية، المستشار بسطاويسي في برنامج (مصر تنتخب) على قناة الحرة أعرب عن مخاوف أخرى قائلا:"إغلاق باب الطعن في نتائج الانتخابات أمام المحاكم المصرية سيفتح الباب لأي مواطن مصري أن يتقدم لمحاكم أجنبية لأن مفهوم الوطنية تغير.. والرقابة الدولية واقعة واقعة قبلوا أو رفضوا.. فهي واقعة بمقتضى التطور في تكنولوجيا الاتصال".
اجتماع الجمعية العمومية للقضاة أسال لعاب كل وسائل الإعلام.. بسبب لهجة التحدي التي ظهرت في كلمات كثير من القضاة المتحدثين فيه، ربما كان أكثرهم تحديا.. ذلك القاضي الذي قدم في كلمته (اعتذارا لبنات مصر) اللاتي تم سحلهن وهتك أعراضهن يوم الاستفتاء على الدستور في أربعاء أسود من مايو الماضي، وقال:"اعتذر لهؤلاء البنات اللاتي اغتصبن في بلد أعيش فيها وأنا راجل"، ثم اعتذر نفس القاضي عن مشاركته في هذه المهزلة حسبما قال.. معلنا مقاطعته الكاملة مهما كان قرار الجمعية العمومية، وقال لزملائه القضاة:"أنتم قضاة.. حاكموا أنفسكم"، وقال قاض ثان ٍ إن ثبوت التزوير معناه أن رأس الدولة هو مغتصب للسلطة، وقال آخر بصوت ٍ جهوري حول رفض النظام لكل أشكال الرقابة قضائية أو أجنبية:"يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة".
قناة العربية تستحق هذا الأسبوع تراجعا عن اعتبارها من منظمي الحملة الانتخابية للشاب حسني! فقد عرضت يوم الاثنين الماضي برنامجا وثائقيا جيدا عن الحالة المصرية المثيرة لدهشة القريب والبعيد.. كان اسم البرنامج (لعبة الانتخابات) استعرض أوجه التجاذب المختلفة بين مختلف الأطراف.. الحكومة.. حركة كفاية.. المرشحون.. الأحزاب مشاركة ومقاطعة.. الشعب التائه، موسيقى مؤثرة صاحَبت البرنامج الوثائقي.. حتى أنك تشعر بالأسى.. وتجد نفسك فجأة وقد انتبهت لما كنت تفعله طوال الأسابيع الماضية.. من ضحك وسخرية وتلصص على طرائف الانتخابات المصرية.. كم بك يا مصر من مضحكات مبكيات! كم نشعر بالإنهاك والألم مما يعانيه بلدنا، أحد المعلقين في البرنامج قال بيأس وأسى:"كما بدأت اللعبة من الخارج.. ستنتهي من الخارج، لأن إللي بيلعب.. غيّب أحرف لاعب عنده... الشعب".
التليفزيون المصري كثف الدعايات التي تحث المواطنين على التصويت يوم السابع من سبتمبر (أيلول.. عشان محرر جريدة القدس ميزعلش.. في كل مقال يضيف من عنده آذار وآيار وأيلول! المقال الماضي ذكرت تهديد نظام مبارك للصحفيين بالقول: بعد 7 سبتمبر حتاخدوا بالجزمة، فجعلها محرر جريدة القدس: بعد 7 سبتمبر أيلول حتاخدوا بالجزمة! يا لطرافة حسني ورجاله وهم يقولون بعد 7 سبتمبر- أيلول- حتاخدوا بالجزمة!، مفيش مصري يعرف هذه الشهور.. حتى حسني! سمعنا عن أيلول الأسود فقط في الأردن.. إلا إذا كانت انتخابات حسني ستفتح الباب لأول أيلول أسود مصري!) ما علينا، التليفزيون المصري كالعادة يلتقي مواطنين من ماركة حسني، يقولون عن مبارك أمام الكاميرا ما قيل في أبي ذر الغفاري.. رضي الله عنه! وفي الأسبوع الماضي ومع قرب انتهاء الحملات الانتخابية للمرشحين.. التقى التليفزيون مواطنين يسألهم عن استعدادهم للتصويت، سأل المذيع أحدهم:"تقول إيه لجارك لو كسّل عن التصويت؟" فقال لها المواطن:" أقوله.. يا عديم الصوت يا سلبي"!
أما الدكتور أيمن نور فأمره غريب، تشعر تجاهه بالارتياب.. وفي نفس الوقت تنتبه إلى أنه يمتلك أفضل صفة على الإطلاق مقارنة بجمعة وحسني.. إنه شاب! شاب يا ناس! فكل من جمعة وحسني يشعرانك أن جدارا عازلا يحبس مصر خلف الربع الأول من القرن العشرين! لو عَصَرت المصريين عصرا.. لسالت منهم مرارة بسبب هذا القرن.. تكفي لتحنيط هؤلاء.. ومنحهم الخلود الذي يتشبثون به! تكلم أيمن نور بلغة هادئة واثقة في برنامج العاشرة مساء على قناة دريم.. لا تصدقه أحيانا.. لكنك تصدقه أحيانا أخرى.. وهو الوحيد الذي قدم وعدا انتخابيا لم يقدمه الآخرون.. حين وعد بإصلاحات دستورية تتم في عامين فقط.. تجري في نهايتهما انتخابات رئاسية أخرى تنهي كل هذا اللغط الدائر.. لكن الغموض الذي يحيط بهذا الرجل ربما يجعلك تنتبه لما قاله أبو العلا ماضي- أحد مؤسسي حركة كفاية- في برنامج (لعبة الانتخابات) عندما قال:"كل الاحتمالات مفتوحة قدامنا"، أهم ما لفت النظر في حديث د. أيمن نور في حواره مع المذيعة الحبابة منى الشاذلي على قناة دريم.. أنه راح يكرر أكثر من مرة حث المواطنين على التصويت يوم الاقتراع أو... يوم الإعادة، حتى أنها سألته لماذا يبدو كما لو كان متأكدا من وجود (إعادة) فقال لها ضاحكا:"أنا حاسس إنه حيكون فيه إعادة.. وبقولها تاني.. صوتوا يوم الاقتراع.. أو يوم الإعادة"!
بعد هذا اللقاء سأل أحد المواطنين جاره:"تفتكر لو فيه إعادة.. حتبقى بين مين ومين؟" فقال له... ودي عايزة كلام..... طبعا بين الأقصري والعجرودي!





#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن
- القضاة المصريون: هل يصبحون آباء مؤسسين لعهد جديد
- النقد في مكان آخر: وداعا فضائيات
- أفلام الرعب: مصاصو الدماء في كل مكان
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية(2/2): الفلاحون والجيش.. ...
- أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي
- سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين اللي ...
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية: الفلاحون والجيش أرقام ...
- عندما يكون المذبوح واحد منا
- محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي
- وراء الإرهاب الفردي وإرهاب الجيوش فتش عن غياب العدالة
- أنس الفقي يدعو إلى إعلام الأعمال: بحبك يا ستاموني!


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة