أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي














المزيد.....

أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1264 - 2005 / 7 / 23 - 13:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ربما لا توجد وظيفة رسمية تثير الغموض حول طبيعتها.. كوظيفة (المستشار)! لا تفهم بالضبط ماذا يفعل المستشارون! في العائلات الكبيرة وفي المؤسسات الضخمة وفي الدول الكبرى والصغرى! أول ما يتبادر إلى ذهنك عن المستشار أنه.. داهية! يقف خلف الستار.. ينصح رب العائلة أو مدير المؤسسة أو رئيس الدولة.. من موقعه في الظل الذي يرتضيه لنفسه، وغالبا ما تتحول تلك النصائح إلى قرارات، لذا يعطي المستشار انطباعا بأنه ذو هيبة وكلمة مسموعة.. وأن من يستشيره.. يثق فيه ثقة مفرطة! وأنه على علم ودراية وخبرة لا تضاهي فيما يستشار بشأنه، يقدر على اللعب في رأس من يطلب مشورته.. ويقدر على توجيهه وتحذيره.. وحتى إن أراد.. يقدر على تنويمه مغناطيسيا! لكنه يظل مخلصا وفيا له، عاملا دائما وأبدا على الدفاع عنه والإيقاع بخصومه، وفي حالة رؤساء الدول.. فإن مستشاريهم.. مهندسي أنظمتهم الحاكمة.. وواضعي أسسها وتوجهاتها.. تصيبهم بعض النجومية جراء وقوفهم الدائم خلف رؤسائهم.. لكنهم أبدا لا يتقدمون الصفوف، هكذا يبدو الداهية د. أسامة الباز.. المستشار السياسي للرئيس مبارك.
وفي الأشهر الأخيرة حيث فاجأت حركة كفاية الرئيس.. بجرأة لم يعهدها طوال فترة حكمه.. حتى صار شباب كفاية الأعزل خصوما لدودين للرئيس.. يثيرون إعجاب المراقب لحركتهم الشعبية العفوية في الداخل والخارج.. بدأت تحركات (المستشار) للزود عن رئيسه، فكانت قصة مباحثاته مع القيادات القطرية والسعودية.. لحثهما على (تخفيف) قناتي الجزيرة والعربية تغطيتهما الإعلامية لنشاط حركة كفاية، فالتغطية الإعلامية لنشاطات الحركة واحتجاجاتها ومظاهراتها تزيد شعبيتها وتعري رئيسه أكثر فأكثر، ورغم أن مساعي المستشار نجحت بنسبة كبيرة في هذا الاتجاه.. فإن (فورة) كفاية لم تتوقف أو تهدأ، ومع قرب موعد الترشح للانتخابات الرئاسية.. من الطبيعي أن يبدأ المستشار حملة ترويج لرئيسه.. من المفترض بحكم كونه مستشارا وفيا أن يفعل ذلك.. لكنه لم يفعل.. بل كتب مقالا بعنوان (الوصايا العشر.. حتى لا يندم بعد هذا أحد) ونشرته جريدة أخبار اليوم، وصايا المستشار العشر هي ما يراه من (شروط).. يجب أن تتوفر فيمن يريد أن يترشح للانتخابات الرئاسية لقيادة مصر، عندما تتأمل تلك الشروط .. تشعر بالدهشة مرتين.. تدهش أولا لهذا الانطباع (المتجني) من قبل البعض.. ممن تسرعوا فاتهموا مستشارنا الحكيم بأنه (يفصل) شروطا على قياس مبارك بالضبط، وتدهش ثانيا لأن المستشار الوفي لرئيسه لم يعد بالمرة وفيا! فالشروط العشر لا ينطبق واحد منها على الرئيس مبارك! بل بدا المقال وكأنه (بيان إفلاس سياسي) يعلنه مستشار الرئيس! فلماذا تظلمون الرجل وتظنون أنه (يروج) لمبارك؟!
بدءً من الشرط الأول:" أن يكون المرشح ملما إلماما كافيا بتاريخ بلده وتراثه"! يتعرى مبارك على يد مستشاره الذي كان وفيا حتى إعلان ذلك البيان! فمستشارنا الداهية- على الأقل بحكم الِعشرة- هو أول من يعرف حجم معرفة مبارك بتاريخ بلده وتراثه! وفي الشرط الثاني:" خبرة كافية باتخاذ القرارات الحاسمة.. ووعي كاف بأثر هذه القرارات علي المصالح العليا للوطن" يبدو الباز وكأنه ينبه الناس في بيانه لما آلت إليه المصالح العليا للوطن نتيجة (أثر) قرارات رئيسه! وبالشرط الثالث يطعن الباز مباشرة وبشكل صريح في رئيسه:" القدرة على تشخيص الأوضاع القائمة في الوطن تشخيصا سليما وتحليلها بأسلوب علمي"! وفي الشرط الرابع:" أن يكون المرشح قد اشتهر بالقدرة علي الإدارة بأسلوب علمي رشيد" يعرف الباز جيدا ما اشتهر به رئيسه! أما الشرط الخامس فهو فضح علني للرئيس من مستشاره:" أن تتوافر للمرشح القدرة علي مخاطبة الجماهير والحصول علي ثقتها، بالصدق والمكاشفة، بعيدا عن الوعود الزائفة والخداع"! لننتقل إلى الشرط السادس:" أن يكون المرشح معروفا بالصدق والأمانة والنزاهة، والبعد عن الكذب والتضليل والمبالغة المحجوبة" وكأن مستشارنا بوضعه هذه الصفات للمرشح.. يبرأ ذمته كلية من رئيسه! وفي الشرط السابع:" أن تكون له خبرة معروفة في مجال إدارة الأزمات" يدعو الجميع لاستعراض كيفية إدارة مبارك لعشرات الأزمات.. التي مرت على مصر في عهده! ثم في شرطه الثامن:" أن يكون للمرشح اهتمام بالسياسة الخارجية" يذكرنا بمقتل السفير المصري جراء اهتمام مبارك بالسياسة الخارجية! حتى أنه في شرطه التاسع:" ألا يكون المرشح معروفا أو مستعدا للانصياع لقوي خارجية" يصل إلى ذروة تعرية رئيسه، فلا يبقى له إلا قطعة أخيرة.. عراها الباز في وصيته العاشرة وخلص:" ألا يكون المرشح قد اشتهر عنه التردد والتذبذب في المواقف"! ثم اختتم مقاله/بيانه بالقول:"ألا هل بينت؟ اللهم فاشهد!
عنوان مقال د. الباز (حتى لا يندم بعد هذا أحد) كان ذا دلالة، لكن تفيد بإيه يا ندم! ففي بيان الإفلاس السياسي هذا، وبعد خبرة ربع قرن قضاها الباز مستشارا للرئيس .. أدرك منها أن (مفيش فايدة معاه)، أراد الرجل أن يقفز من سفينة تغرق، فأرسل لنا رسالته الأخيرة.. واللهِ عندكم حق.. نريد رئيسا غير هذا!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين اللي ...
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية: الفلاحون والجيش أرقام ...
- عندما يكون المذبوح واحد منا
- محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي
- وراء الإرهاب الفردي وإرهاب الجيوش فتش عن غياب العدالة
- أنس الفقي يدعو إلى إعلام الأعمال: بحبك يا ستاموني!
- العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي
- وقت تحرك إعلاميي التليفزيون ومصريي الخارج
- مشاريع تنتهي وأخرى تبدأ:مطلب التغيير بين هيكل والظواهري وأم ...
- كفاية تتعولم
- بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في اب ...
- دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول
- ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي