أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - كفاية تتعولم














المزيد.....

كفاية تتعولم


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يا شعوب العالم.. اتحدوا! هكذا كانت (الإشارة) التي طارت من القاهرة إلى العاصمة الكورية سيول! ففي الأسبوع الماضي نظمت مظاهرة كورية (أي والله كورية!) أمام السفارة المصرية في سيول.. تندد بهتك بلطجية الحكومة المصرية لأعراض المتظاهرات المصريات.. يوم أربعاء الاستفتاء الأسود! المظاهرة نظمتها (حركة العمال ضد الحرب والرأسمالية)، فجاءت التعبير الأجمل عن (عولمة الشعوب).. في مقابل عولمة رأس المال.. والشركات العابرة للقارات.. الناهبة لثروات الأمم. المفاجأة حملتها صور المتظاهرين الكوريين.. وهم يحملون اللافتات المكتوبة باللغتين الكورية والعربية، هذه هي العولمة إذن.. وإلا فلا! اللافتات كتب عليها (لا لقمع الحركة الديمقراطية.. لا لمبارك.. النصر لنضال الشعب المصري)! بل وحمل الشباب الكوري لافتات (كفاية) الصفراء باللغات الثلاث.. العربية والكورية والإنجليزية، شاب كوري ارتدى قميصا عليه عبارة (لا لمبارك)! وآخر رفع لافتة كتب عليها بالإنجليزية والكورية عبارة (24 عاما؟.. كفاية)! أعمار هؤلاء الشباب تبدو كلها حول العشرين ربيعا! طالبوا بمحاكمة دولية لمجرمي الحكومة المصرية لما ارتكبوه ضد الشعب المصري! وتضامنوا مع نظرائهم من شباب كفاية، الذين تظاهروا بالشموع قبل تظاهرة الكوريين بيوم واحد.. احتجاجا على جرائم حكومتهم ضد مظاهراتهم السلمية! وفي ألمانيا.. صحفي شاب.. كان يغطي لجريدته تظاهرات كفاية، أعلن أنه سيتفرغ بالكامل لتغطية نشاط الحركة ولن يهتم بشيء آخر.. تضامنا معها! وفي لندن.. كتب الصحفي فيل مارشال بحماس شديد لمجلته الشهرية (سوشياليست ريفيو) عن (إبداع) حركة كفاية! وعربيا.. ظهرت (كفى) في فلسطين.. وهناك بوادر (كفاية) يمنية.. والبقية تأتي! وكلما قلبت بين عشرات المحطات التي تمر عليها دائما مرور الكرام.. ودون أن تفهم لغاتها.. تشاهد صورا.. للافتة كفاية في شوارع القاهرة!
تتساءل.. كيف ولماذا يحدث هذا؟! ربما الإجابة تحملها روح القرن الحادي والعشرين! هذه الروح الشابة المتمردة.. التي تعبر عن نفسها من خلال شباب يتنفس المعلوماتية! عبر الإنترنت والقنوات الفضائية وسماوات الديجيتال المفتوحة! عولمة شباب! شباب لا يقف أمام عوائقنا البالية المسمومة.. التي رضعناها في قرننا العشرين المهزوم.. عوائق الدين واللغة والأيديولوجيات الفاشلة والجوار الجغرافي والبؤس التاريخي! فالفرق كبير كبير.. بين خروج شباب كوريا متظاهرا لمناصرة الشعب المصري في سعيه للحرية، وخروج المصريين في العقد الماضي احتجاجا على تقسيم تيمور الشرقية.. لأنها مسلمة! هذا هو الفرق بين روح القرن المنسحب.. وروح القرن المتمرد! ما علينا إذن سوى إفساح المجال لهؤلاء.. المبدعين.. المبشرين بروح جديدة.. لم يسعها أن تتلبسنا.. نحن بقايا ركام القرن المهزوم!
لكن.. وقبل أن ننسحب لنترك هؤلاء الشباب.. من سيول إلى القاهرة.. يرسمون خريطة جديدة للإنسانية.. يسطرون عليها شعارا جديدا (الدين لله.. والكوكب للجميع).. نتساءل بتعجب.. إذا كنا نفضل أن ننسحب اعترافا لهذا الشباب المبدع بتفوقه وديناميكيته.. ونحن على ما نحن عليه رغم ذلك من أواسط العمر.. كيف نفسر موقف (عجائز) أحزاب المعارضة المصرية .. الكهول.. الذين تخطى جميعهم السبعين بل والثمانين من العمر.. ومع ذلك يتشبثون بزمن ليس بزمنهم.. لا يخجلون من افتضاح (غيرتهم) من حركة كفاية.. ويتهمونها بحسد ٍ بالغ بأنها.. (لعب عيال)؟! كانوا نائمين.. في العسل.. أو في حضن الحكومة! أسسوا أحزابا منذ عقود.. ثم لاذوا بمقراتها المعزولة في العاصمة، ومازالوا حتى الآن على قمة هرمها.. وهو- بالمناسبة- هرم بلا قاعدة من أساسه! وبحياء العذارى.. كانوا طوال تلك السنوات يعبرون عن أملهم في الريس.. المعلم الكبير! في أن.. سيادته.. ينتظر منه- بحبه المشهود له لمصر ومصرييها- أن يفسح المجال للأجيال الشابة! على مدى السنوات السابقة.. كانوا يظهرون على شاشات الفضائيات، أو يجلجل صوتهم على أثير بعض محطات الإذاعة.. باعتبارهم (مناضلين) من أجل الديمقراطية! ثم وبعد تلك التصريحات المفرقعة.. وبينما التقارير الصحفية والتليفزيونية .. تحاول تقصي أسباب ظاهرة احتضار المعارضة المصرية.. على أيديهم بحول الله.. يعود كهولنا الأشاوس في أمان إلى مخابئهم.. في مقرات أحزابهم (المعارضة)!
أحدهم.. الأمين العام لحزب التجمع.. أو (التأمع) كما كنا نسميه أيام الجامعة من باب السخرية.. رأيته ذات يوم محبوسا في مقره.. على باب مكتبه أمين شرطة بائس وضعته.. الحكومة.. لحراسة السيد (المعارض) من خطر وهمي! ومع ذلك رأيت مسدسا على مكتبه.. انكمشت.. فقد كانت المرة الأولى - والأخيرة- التي أرى فيها سلاحا! انتبه شيخنا لما أبديته من ذعر.. وكنت لا زلت بعد.. طالبة جامعية غضة.. ترى أن الأستاذ الدكتور.. (مناضل.. أراري)! وبالمناسبة (أراري) كلمة عامية مصرية معناها.. مخضرم، فقال لي (نعمل إيه.. أصل الأصوليين مش عايزين يطلعوني من دماغهم)! هذا الكهل (المعارض) الذي كان يغط في نوم عميق مطمئنا لحراسة الحكومة له! استيقظ على دوي حركة كفاية في ربوع مصر، فنسى أن القرن التاسع عشر مضى منذ زمن بعيد! أبى إلا أن (يغار) منها! فصرح في مؤتمر صحفي نقلته الفضائيات العربية.. بصوت يشبه الزئير.. أنه يعارض الشروط التعجيزية في التعديل الدستوري لأنه.. أي والله العظيم كما قال.. يعمل من أجل (مستقبله السياسي)! صحيح.. على رأي المثل الشعبي.. دلع العجايز.. يقلع العيون!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في اب ...
- دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول
- ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...
- !الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. ...
- لقطة قصيرة تعبر عن مأساة كبرى
- في مقابل ثلاث رؤى مختلفة للحالة العربية، حشدْ: حركة شعبية دي ...


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - كفاية تتعولم