أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد العزيز مخيون وعادل إمام














المزيد.....

لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد العزيز مخيون وعادل إمام


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما يتعاطى الفنان السياسة في أعماله.. خصوصا إذا كان هذا الفنان هو ممثل، بحكم أنه الواجهة لعمل فني متكامل، فإنه يتركها في أذهان المشاهد المتلقي بنفس طريقة(حواديت السينما).. التي يتعامل معها عادة بإحدى طريقتين.. فهو إما ممثل(طيب)أو ممثل(شرير)، وكلمتا طيب وشرير تحملان في مضمونهما مدىً واسع من الصفات والأفعال.. والمواقف، اجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا، وعادة ما يشتهر الممثل بتلك الأدوار التي يقدمها، فيستقر في المخيال الشعبي على تلك الصورة.. خاصة إذا تشابهت الأدوار التي يؤديها.. وتذوب حينئذٍ في أذهان الناس.. المسافة بين الشخصية المؤداة في الفيلم أو المسلسل.. والشخصية الحقيقية للممثل، على سبيل المثال.. فإن ممثلين مثل توفيق الدقن واستيفان روستي ومحمود المليجي.. استقرت صورتهم في مخيال الجماهير باعتبارهم الأشرار.. الذين يخدعون ويغدرون ويتآمرون على آخرين طيبين.. مثل شكري سرحان ونور الشريف ومحمود ياسين.. كما استقرت صورة فاتن حمامة في أذهان جمهور السينما والتليفزيون كامرأة مثالية(باعتبار أن المرأة المثالية في قيمنا الاجتماعية هي تلك التي تضحي دائما.. وتتعرض للظلم دائما.. دون أن تثور أو تتمرد، بل وعندما تثور وتتمرد فإنها تموت في نهاية الحدوتة.. لأن استهجان تمرد المرأة هو قيمة اجتماعية ثابتة.. لا يزحزها حتى تغير الزمان والمكان)، في حين لا يعرف الناس صورة أخرى للممثلة ميمي شكيب أو نعيمة وصفي إلا صورة.. القوادة، التي تثرى من المتاجرة بالجنس، كما تخصصت ممثلات في(الإغراء)مثل هند رستم وأخريات تخصصن في(الشقاوة)مثل سعاد حسني.. وغير ذلك الكثير.. مما يرسم للممثل صورة يتعايش معها الجمهور.. طيب أو شرير، ثم يحدث الالتباس في الأذهان وتتشوه الصورة المستقرة.. سلبا أو إيجابا.. عندما يستمع المشاهدون إلى الممثل.. في اللقاءات التي تجرى معه خارج إطار الحواديت التي يمثلها، فيفاجأ الناس مثلا بأن توفيق الدقن أو على الشريف كانا ممثلين مثقفين يساريين.. يعيشان قضايا مجتمعهما بعمق، بينما ممثل كان دائما(شجيع السيما)ويحض الناس في أفلامه على التصدي للظلم.. يظهر في كلامه تافها انتهازيا.. لا يعرف حتى معنى الكلمات الثورية.. التي(أتقن)أدائها في أفلام ٍ.. كثيرا ما اعتبرت أعمالا فنية رائعة.
وفي الأعمال الفنية التي تعالج موضوعات سياسية.. فإن ممثلا مثل عادل إمام.. الذي يتمتع على المستوى العربي بنجومية جماهيرية لا مثيل لها.. قدم أعمالا ربما حازت إجماعا..على جماهيريتها وعمق معالجتها لقضايا المجتمع.. منها على سبيل المثال فيلم الإرهاب والكباب، وفيلم المنسي، وفيلم الغول وغيرهم.. كانت كلها أفلاما تحاول أن تهز- بل وترج رجاً- ما نعانيه في مجتمعنا من ركود واستسلام بغيض لما يفعل بنا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. في هذه الأفلام ظهر فيها عادل إمام ثوريا لا يرضى بالظلم.. ويناصر الفقراء والمقهورين دائما ويضحي من أجلهم.. ويعمل على جمعهم للتكتل ضد رموز السلطة والقهر.. ولأن عادل إمام من الفنانين القلائل الذين لا يطلون على الجماهير في لقاءات تليفزيونية إلا نادرا.. فقد ظنه الناس على الحقيقة.. ثوريا.. كما في أفلامه، حتى جاء يوم خانه فيه ذكاؤه.. وراهن على حصان يكاد تُعَلن على الملأ خسارته المجلجلة.. فمنذ أيام صرح أمام الصحفيين وكاميرات التليفزيون ووكالات الأنباء.. بعبارة(حامضة)قضت في لحظة على صورته الشعبية التي بناها في عقود، فبينما الدنيا مقلوبة في مصر.. وتحققت نبوءات أفلامه ذاتها.. حيث مّل الناس من الظلم فخرجوا يتظاهرون.. في أجمل مشهد شعبي تشهده مصر منذ عشرات السنين.. قال الفنان صادما جمهوره(المظاهرات اللي بنعملها في السينما لصالح الوطن.. لكن المظاهرات اللي بتطلع دلوقتي في مصر ضد الوطن)! ولا تعرف بالضبط وطن مَن.. ذلك الوطن الذي قصده إمام في تلك الجملة الحامضة! هل هو وطنه هو الذي يعيش فيه محميا بالسلطة.. إلى حد أنه يتحرك في(موكب)كما المسئولين الكبار مثلا؟ أم وطن(الغلابة)الذين كان يضحي من أجلهم في أفلامه.. والتي كسب بسبب تعاطفهم معه المليارات؟!
وحسنا فعلت قناة الجزيرة حينما عرضت تصريحه النشاز هذا.. ثم جاءت برأي ٍ آخر من فنان آخر.. قد يقل في النجومية عن عادل إمام.. ولا يقارن ما يملكه بثروة عادل إمام الطائلة، فقد طل الفنان عبد العزيز مخيون على شاشة الجزيرة.. فإذا به- ذلك الذي يقوم بالدور الثاني في الأفلام- مثقف واع يفيض إخلاصا لشعبٍ مقهور.. فدافع عن الحق في التظاهر وعرض بأدبٍ جم لا ينقصه اندفاع الثوري.. مطالب الناس من التظاهر.. ودافع عن مشروعية مظاهرات حركة كفاية وعدالة مطالبها.. كما عرض مظاهر الظلم الذي يتعرض له المصريون على يد تلك السلطة الفاسدة.. وخدمها من الفنانين المزورين، الذين ضحكوا على الناس عقودا وغشوهم وأثروا من ورائهم..
لحظة التغيير التي تمر بها مصر الآن.. ميزت بين عادل إمام وعبد العزيز مخيون.. ففرزت ممثلا شريرا.. وممثلا طيبا في.. الواقع الحقيقي، وليس في السينما والحواديت، واللحظة الراهنة في مصر تدلل أن المصريين.. لا يمكن أن يتعرضوا(للغش).. إلى مالا نهاية! على حد تعبير إحدى(الجمل الثورية)التي قالها فنان الجماهير في فيلم الغول! عندما يأس من استغلال أباطرة الفساد للقانون وثغراته.. فتدخل(بدراعه)في- حدوتة ذلك الفيلم- لإنصاف المقهورين.... قائلا:" لا يمكن نعيش للأبد في ظل.. قانون سكسونيا"!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...
- !الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. ...
- لقطة قصيرة تعبر عن مأساة كبرى
- في مقابل ثلاث رؤى مختلفة للحالة العربية، حشدْ: حركة شعبية دي ...
- أخبار الشارع المصري تفاجأ وكالات الأنباء: القضاة في الشارع و ...
- أحمد ذكي جسّد اغتراب المصري بين الفقر والاستغناء
- دور المصريين في الخارج في الحركة المصرية للتغيير
- نحو حصار القصر الجمهوري في مصر
- هل أنهى الظهور على التليفزيون مكانة هيكل
- حل آخر يقدمه النموذج القرغيزي: هروب الريس وعياله
- البرلمان المصري: نواب لكن ظرفاء
- امرأة أمريكية تؤم المصلين، ليه يزعل ذكور العرب!
- هل تلقى حركة كفاية التأييد من الشارع والمؤسسات المصرية؟
- تفتيش في أوراق القمم العربية.. من المواجهة والتصدي إلى استجد ...
- إدوارد سعيد والرسالة الأخيرة
- عمرو موسى : شاهد مقالش حاجة!
- الثاني من مايو يوم العصيان المدني في مصر


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد العزيز مخيون وعادل إمام