أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول














المزيد.....

دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1224 - 2005 / 6 / 10 - 13:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ بدأت ظاهرة الفضائيات العربية.. قبل أكثر من عقدين.. وأثارت ما أثارت من فتح ملفات.. تتفاوت في درجة حظرها.. وما تحتاجه من جرعات الجرأة اللازمة لمناقشتها.. سياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا، كان الملمح الأهم فيها أنها قنوات.. خليجية التمويل والمشروع والهوى، ورغم أن الفضائية المصرية كانت الأسبق زمنيا.. لكنها كانت مولودا حكوميا شائها.. لا تختلف عن القنوات المحلية المصرية.. لا استقلال لها ولا حياد ولا لون إعلامي مغاير.. تأتمر بأمر نفس الآمر الناهي في النظام المصري الفاسد.. سياسيا وإعلاميا، لهذا رسبت بجدارة في امتحان (الشعبية الفضائية) مع أول قناة.. منافسة فضائيا، إذ جاءت الفضائيات العربية الأخرى.. خليجية التمويل.. مغايرة في الشكل والمضمون.. يقترب الشكل فيها من المعايير العالمية حرفيا وتقنيا.. حيث أنفق ممولو تلك الفضائيات بلا حساب.. للحصول على هذا الشكل.. أما من حيث المضمون.. فقد هرب أصحاب تلك الفضائيات من القبضة الحديدية المخيفة لسلطات بلدانهم.. بالابتعاد عن ملفات مجتمعاتهم الأم.. والاندفاع بالكامل في فتح ملفات البلدان العربية الأخرى.. وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي.. الذي جعل الشعوب العربية تتابعها.. ومنح تلك الظاهرة الفضائية ما تتمتع به اليوم من أهمية.. فالمصريون والليبيون والسودانيون والعراقيون والفلسطينيون.. مثلا.. رأوا (بعض) قضاياهم تناقش في قنوات مثل إيه آر تي وأوربت والجزيرة والعربية وأبوظبي وغيرهم.. دون أن يكون الصوت الحكومي لبلدانهم له الكلمة العليا فيها، كان هذا شيئا جديدا عليهم حينها.. وهو ما كان له بالطبع إيجابياته الكبيرة بالنسبة إلى تلك الشعوب.. فقد بدأ (المحظور) يفقد هيبته شيئا فشيئا، سواء على المستوى السياسي أو الديني أو الاجتماعي، وهو شيء نحتاجه عربيا.. في مرحلة إرهاصات ما قبل بدء التغيير الفعلي.. لكل البنى الثقافية والسياسية المتخلفة القائمة حاليا، رغم أن كل تلك القنوات.. هي قنوات ممولة خليجيا.. ولا يؤثر في تلك الهوية كون معظم الممولين.. (أفرادا) من أثرياء الخليج..
لكن.. ورغم مناقشة قضايا متنوعة في تلك الفضائيات.. إلا أن الصفة الغالبة هي (تنوع) القضايا، أو قل.. (عروبة) القضايا، بحيث أن كل شعب.. الشعب المصري على سبيل المثال لا الحصر، ظل يشعر بأنه (يلهث) وراء خبر هنا أو هناك على تلك الفضائيات يخصه هو دون غيره.. مساحة أكبر له تهتم بمصيبته السياسية والاجتماعية الخاصة.. لكن تلك (المشاعية العربية) أشعرت الشعب المصري.. مثالنا هنا.. بأن قضيته تائهة.. وأن دمه موزع بين القبائل.. فعلاوة على تحفظ تلك الفضائيات تجاه الملف المصري.. بسبب ضغط الحكومة المصرية، ووصول الرأي الآخر المصري إلى الفضائيات بالقطارة.. فإنه أيضا يجد نفسه مطالبا بزيادة همومه.. بالاستماع إلى قضايا الموالاة والمعارضة في لبنان، شقاق الفصائل الفلسطينية، ضبابية الحالة العراقية بين المقاومة والإرهاب، مأساة دارفور.. إلى آخره من قضايا.. قد يكون له بينها مساحة.. مثله مثل غيره.. لا خصوصية له ولا تميز.
بالطبع من المهم جدا ألا يغرق شعب من الشعوب العربية في مشاكله.. ويحبس نفسه في ذاته.. ففي نهاية المطاف.. القضية في شكلها النهائي هي عربية.. لكن اللحظات الفارقة في حياة شعب ما.. لابد لها من خصوصية ما.. شكل ما من أشكال الذاتية.. شكل ما من أشكال التواصل والتلقي والأخذ والرد بين أقطاب نفس الشعب.. لابد من شيء ما من (محورية) قضيته.. وهذا شيء لا تقدمه- إعلاميا- بالطبع، إلا قناة فضائية مستقلة بحق عن النظام الحاكم، مستقلة تماما، لا تخضع لتهديده أو ابتزازه أو توجيهه.
وبالنسبة لمثالنا هنا.. الشعب المصري.. فقد حانت اللحظة، ببشائر التغيير التي يعيشها الآن.. والتي لم يعد بعدها كما كان.. ساكنا مستسلما يائسا خاضعا.. لقمع نظامه الفاسد وجبروته وابتزازه واحتقاره للمواطنين.. ذلك (الفوران) الذي يحدث الآن في مصر.. والذي كشف هشاشة (جرأة) الفضائيات.. وفضح حساباتها الخاصة مع النظم الديكتاتورية، يثير من جديد.. الحلم.. بقناة فضائية مصرية الهوى والتمويل.. غير حكومية وغير خاضعة لابتزاز النظام الحاكم.. ينشئها ويمولها ويشغلها مصريون.. طامحون لتحويل مصر إلى بلد ديمقراطي حقيقة.. ومنفتح حقيقة.. ومتطور حقيقة.. منبر للمصريين يحقق لهم (محورية) قضيتهم.. دون أن يهمل بالطبع.. ونؤكد على هذا.. الانفتاح- ليس فقط على القضايا العربية الأخرى- وإنما حتى الانفتاح على العالم بأسره، لكن بالطبع العائق الأكبر هنا هو.. التمويل، كيف يمكن في هذه اللحظة المهمة في حياة المصريين.. تجميع الأموال.. المصرية.. لإنشاء مثل هذه الفضائية.. دون أن يكون للممول دور في توجيهها لمصالح ضيقة.. قد لا تتناسب وحجم حلمنا.. بوسيلة إعلامية (مصرية).. التغيير في مصر هو قضيتها (المحورية)؟.. تساؤل صعب حقا، لا يمكنه تحديد التفاصيل الممكنة لعملية (اكتتاب) شعبي أو ما شابه، أو عملية جمع تبرعات أو شيء من هذا القبيل.. ربما علينا الآن أن ننشر أجنحة الحلم.. ليجد صدى عند من يقدرون، ويبقى السؤال.. كيف يتحقق الحلم.. دون أن يقول أحدهم في لحظة ما... مالي وأنا حر فيه؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...
- شهادة مبارك للتاريخ.. تعليقات الناس أجمل نتائجها
- التصوف: هيجانات نفسية واجتماعية باسم الدين
- تأملات حول البابا الجديد: العلمانية تمنح الدين وجها متسامحا ...
- !الريس يلجأ إلى شعبولا: الشعب اختار مبارك.. من غير نعم ولأ.. ...
- لقطة قصيرة تعبر عن مأساة كبرى
- في مقابل ثلاث رؤى مختلفة للحالة العربية، حشدْ: حركة شعبية دي ...
- أخبار الشارع المصري تفاجأ وكالات الأنباء: القضاة في الشارع و ...
- أحمد ذكي جسّد اغتراب المصري بين الفقر والاستغناء


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول