أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هويدا طه - محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي














المزيد.....

محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


البرامج التي تتعرض للكتب.. عرضا أو مناقشة وتحليلا ونقدا.. ضمن البرامج الثقافية في محطات الإذاعة أو شاشات التليفزيونات العربية.. هي بطبيعتها برامج نخبوية.. وتحتاج إلى هامش من الحرية ربما لا تحتاجه برامج أخرى، فالكتب تعبر عن أفكار ونظريات وفلسفات متباينة في مختلف الأنشطة الإنسانية.. والتعرض لهذه الأفكار والنظريات يحتاج هواءً طلقا.. لا يتوفر لكل محطة إذاعة أو قناة تليفزيون عربية، بل وتحتاج تلك البرامج أيضا إلى نوعية خاصة من العاملين فيها.. ليس لجمال مظهرهم أو أناقتهم الأولوية هنا.. كما لبرامج أخرى.. وإنما الأولوية بالضرورة هي لمدى عمق ثقافتهم.. ومتابعتهم لحركة العالم سياسيا وثقافيا وفكريا وفنيا وحضاريا.. ووعيهم بما يقدمونه للمشاهد أو المستمع.. فذلك المشاهد هو أيضا من نوعية خاصة، وإن كانت لهذه البرامج لذة خاصة عندما تكون إذاعية.. فالأولوية الفنية هنا هي للكلمة وليست للصورة.. ولكن حتى وجودها على شاشة التليفزيون يمكن أن يضيف للمشاهد حميمية مع الكاتب أو الناقد ومشاهدة للكتاب ذاته غلافا وحجما وطابعا ومحتوى.. على كل حال.. من ضمن هذه البرامج برنامج (الكتاب خير جليس) الذي تقدمه الجزيرة منذ فترة طويلة.. ولأنها الجزيرة.. فإن هامشا معقولا جدا من حرية اختيار الكتب المعروضة للنقاش والتحليل والنقد يتوفر لفريق البرنامج، صحيح أن البرنامج استمر لفترة طويلة جامدا تقليديا.. لكنه في الأسابيع الأخيرة تطور نسبيا وأصبح يعرض سريعا عدة عناوين لكتب أخرى.. غير ذلك الذي تناقشه الحلقة بالتحليل .. ومقدم البرنامج خالد الحروب يتميز بالهدوء وتسلسل الأفكار.. وميزة البرنامج أنه يطرح عناوين كتب ربما لا يلتفت إليها الكثيرون لكنها ذات تأثير وعمق كبير.. يمكن لها إذا ما ساعد البرنامج- وغيره من البرامج المشابهة- في نشرها.. أن تساهم بدور ما في إنشاء أو دعم (حركة تنوير) في العالم العربي هو بأشد الحاجة إليها.. خاصة القضية الخلافية التي تمثل مأزق الثقافة العربية الحديثة.. قضية (الدين والمجتمع).. وليس مهما أن يكون المتلقي هو المواطن العادي.. رغم أن هذا أفضل.. لكن حتى لو كان المتلقي من الشرائح الأكثر اهتماما بفوقيات الثقافة.. وأمكن إضاءة نقاط بعينها في فكره.. فسوف ينعكس هذا على سلوكه مع الآخرين.. وتتسع بالنتيجة حركة التنوير.. فالتنوير عملية معقدة بطيئة.. وفي هذا الإطار وُفق البرنامج في إحدى حلقاته.. في استضافة البروفيسور محمد أركون لمناقشة كتابه (الإسلام ونزعة الأنسنة).. كما استضاف هاشم صالح وهو مترجم الكتاب إلى العربية.. حيث كتبه أركون بالفرنسية، وأركون معروف من خلال كل مؤلفاته باهتمامه بالنزعة الإنسانية فيما خلف التراث العربي/الديني.. وهو صاحب الدعوة إلى تدريس (تاريخ الأديان) في مدارس البلدان العربية.. عوضا عن تدريس المواد الدينية الصرف سواء مسيحيا أو إسلاميا، حتى نصنع جيلا ثم أجيال.. قادرة على كسر شرنقة التعصب الديني الذي هو واحد من أهم أسباب الأزمات التي نعيشها في بلداننا العربية.. وقد قال أركون في هذه الحلقة:"لكي نخرج من أزمتنا ومأزقنا التاريخي.. لابد من مرحلة تنوير تضيء تراثنا الديني بمناهج حديثة من أجل التصالح مع الحداثة الكونية"، لكن مشكلة النزعة الإنسانية في الفكر العربي.. قديمه وحديثه.. هي هذا الهجوم الشديد الذي يلاقيه من يحاول مس المسألة بعمق أو حتى سطحيا.. فقد تعرض طه حسين حديثا لهجوم أخذ به الرجل ولم يترك حتى تراجع.. أو ادعى التراجع.. تفاديا لعواقب تنتظر كل من يحاول خلخلة هذا الثقل الفوق إنساني في الثقافة العربية.. وربما يكون الأمل هو في تلك القوانين التي تحكم اتجاه حركة التاريخ.. تتوقع بها النتائج طبقا لمقدمات مشابهة حدثت من قبل.. وفي هذا أشار أركون وكذلك مترجم كتابه.. إلى أن المسيحية الأوروبية هي وحدها التي اجتهدت للتصالح مع الحداثة علما بأن ذلك حدث مؤخرا.. لأنها في البداية عارضت الحداثة والأنسنة.. وكانت توجد في أوروبا أصولية مخيفة أعاقت النهضة كثيرا قبل أن تنهزم أمامها.. وقد استمر النقاش في الحلقة حول تلك المسألة المهمة.. وتعرض لمسألة (القطيعة) مع التراث الديني الثقيل.. فأشار أركون إلى أن في كلتا الحالتين.. الفكر الأوروبي والفكر العربي.. لم تحدث قطيعة مع التراث الديني طوال وجود النزعة الإنسانية فيه.. لكنها حدثت في أوروبا.. فقط في (عصر التنوير).. حيث لم تعد الفلسفة خادمة للاهوت.. فاستقل العقل الإنساني تماما، وعند الحديث عن (موقف المثقف في الفكر الإسلامي) وضع أركون يده على مشكلتنا الكبرى عندما قال:"هناك نزعة إصلاح سلفي عند البعض.. لكن لا يمكن الإصلاح الآن باستعمال الوسائل الفكرية القديمة".. السؤال الذي ينتظر حركة التنوير المأمولة إذن كي تجيب عليه.. هل ما نحن في حاجة إليه.. هو إصلاح المفاهيم القديمة.. أم القطيعة معها؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء الإرهاب الفردي وإرهاب الجيوش فتش عن غياب العدالة
- أنس الفقي يدعو إلى إعلام الأعمال: بحبك يا ستاموني!
- العرب بين وثائقيات استكشافية وأخرى غارقة في الماضي
- وقت تحرك إعلاميي التليفزيون ومصريي الخارج
- مشاريع تنتهي وأخرى تبدأ:مطلب التغيير بين هيكل والظواهري وأم ...
- كفاية تتعولم
- بين عدو خبيث وعدو شرس: أم مكلومة في ابنها القاتل وأخرى في اب ...
- دعوة لتأسيس فضائية مصرية بعيدا عن فضائيات البترول
- ختان البنات في مصر: دعونا ننقذ غدير
- لا الفرنسية فضحت قبح نعم المصرية
- عبد العزيز مخيون مرة أخرى: ليس أول مناضل يدفع ثمن انحيازه لل ...
- السياسة المصرية: بلطجة من جهات سيادية عليا
- رحيل المطرب محمد رشدي: خايف؟.. لا واللاه ما انا خايف.. ما ان ...
- الرد الأمريكي على نظيف: إشكي مش حاسأل عليك.. إبكي مش حارحم ع ...
- شعب يصبر خمسين سنة ويقول دول فكة: مظاهرات عزل الوالي في التا ...
- بعد انتفاضة القضاة: هل تنضم الشرطة المصرية إلى معركة التغيير ...
- تحفظ الفضائيات تجاه الملف المصري: رهان على حصان الحكومات الخ ...
- حركة كفاية تدشن مرحلة انتقالية في حياة الشعب المصري
- لحظة التغيير تفرز فنان الشعب وفنان السلطة: في الفرق بين عبد ...
- حرب المظاهرات المصورة: مظاهرات الحكومة: مش كفاية مش كفاية اح ...


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هويدا طه - محمد أركون ونزعة الأنسنة في الفكر العربي