أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هويدا طه - قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضيه















المزيد.....

قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضيه


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 12:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ستون عاما مضت على تأسيس منظمة الأمم المتحدة بعضوية إحدى وخمسين دولة.. الآن يبلغ عدد أعضائها 191 دولة، حضر منهم ممثلو أكثر من170 دولة قمة العالم التي انتهت هذا الأسبوع، ربما غالبية سكان العالم قد تختلط عليهم مسميات المنظمة وفروعها ودورها.. فكثير من الناس ربما لا يعرف أن الأمم المتحدة هي منظمة دولية (وليست حكومة عالمية ولا تصدر تشريعات، وإنما تقدم وسائل المساعدة لتسوية النزاعات الدولية وتضع سياسات خاصة بالمسائل التي تهم البشرية) حسب وثائق المنظمة، وهي تضم ست هيئات رئيسية.. مقرات خمس منها في نيويورك هي: الجمعية العامة، ومجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس الوصاية، والأمانة العامة, أما محكمة العدل الدولية فمقرها في لاهاي. يتألف مجلس الأمن من 15 عضوا بينهم خمس دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض الفيتو الشهير.. هي الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا، أما الدول الأعضاء العشر الأخرى فتنتخبها الجمعية العامة لمدة سنتين. وينتمي إلى نظام الأمم المتحدة أكثر من ثلاثين منظمة تعمل في مجالات حقوق الإنسان وحماية البيئة ومكافحة الأمراض ودعم التنمية وخفض الفقر، تبلغ الميزانية السنوية لمنظمة الأمم المتحدة حوالي ثلاثة مليارات دولار أمريكي، نصفها يمول عمليات حفظ السلام وبرنامج التنمية وبرامج أخرى، وتتوزع مساهمات الدول الأعضاء على أساس حصتها من الاقتصاد العالمي بحسب الناتج الإجمالي للدولة، لذلك فالدول الأكثر ثراء تدفع أكثر، وكانت الجمعية العامة قد حددت 25% من الميزانية كحد أقصى للمساهم الواحد.. ثم خفض هذا الحد الأقصى ابتداء من عام 2001 إلى 22%، واستفادت الولايات المتحدة من ذلك القرار كأكبر المساهمين، وتدفع اليابان نحو 20%، أما دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة فتتكفل بنحو 38% من ميزانية الأمم المتحدة، (لاحظ أن هذه النسب تعكس أيضا نصيب تلك الدول من إنتاج العالم)، وتتم مراجعة مساهمات الدول كل ثلاث سنوات، وبموجب ميثاق الأمم المتحدة (المادة 19) يجوز حرمان دولة عضو من حق التصويت في الجمعية العامة.. إذا كان المتأخر عليها مساويا لقيمة الاشتراكات المستحقة عليها في سنتين سابقتين أو زائدا عنها، وقد طبق هذا الشرط الجزائي مرات عدة، فالولايات المتحدة مثلا فقدت حق النقض الفيتو في الجمعية العمومية عام 1998 لرفضها تسديد متأخراتها المالية المستحقة للمنظمة! هذه مجرد لمحة سريعة عن نظام الأمم المتحدة الذي عقدت من أجل إصلاحه قمة العالم هذا الأسبوع، وقد تبرز عدة تساؤلات بمناسبة انعقاد هذه القمة العالمية.. هل استفاد العالم من الأمم المتحدة في الستين سنة الماضية؟ وما هي عيوبها واجبة الإصلاح؟ وهل يمكن إصلاحها في ظل ميزان القوى العالمي الحالي؟ وهل قدمت (وثيقة الإصلاح) التي نوقشت في هذه القمة ما يرضي أغلبية دول العالم؟ ونحن العرب.. أين نحن.. من هذه الحركة الصاخبة داخل المنظمة وحولها؟! كثيرة هي الأسئلة - متشائمة كانت أو متفائلة- التي يثيرها الاستقطاب الشديد في النقاش الأممي لإصلاح المنظمة الدولية.. بين مطالب الفقراء ومطالب الأغنياء.. بين الضعف والقوة.. بين تركة ماض ٍ ثقيل لدى البعض وقوة حاضر تفاخر بنفسها وتريد أن تحتكر المستقبل لها وحدها لدى البعض الآخر.. بين الجنوب والشمال، انعكست هذه الثنائية على (مفهوم) الإصلاح.. حتى أنه على كثرة تداول مصطلح (إصلاح الأمم المتحدة) فإنه من العجب حقا.. أن العالم علق حائرا بين (مفهومين متباينين) للإصلاح!
** مفهوم الأقوياء لإصلاح الأمم المتحدة
هناك إصلاح تطالب به الولايات المتحدة أساسا ويتبعها في ذلك حلفاؤها من الدول الكبرى.. مع اختلاف على بعض تفاصيل في مجرد شجار بين الكبار، وهناك إصلاح آخر يطالب به باقي العالم! وكلاهما يلح منذ زمن بعيد وليس وليد اللحظة..
( 1 ) المفهوم الأمريكي للإصلاح يمكن ترصده ببعض شواهد.. على سبيل المثال وليس الحصر:
** عام 1964 قدم ممثل الولايات المتحدة لدى منظمة الأمم المتحدة أدلاي إي ستيفنسون مذكرة جاء فيها (تواجه الأمم المتحدة أزمة مالية ودستورية يجب حلها، هذا لو أريد للمنظمة أن تواصل عملها كجهاز فعال، لا يمكن تجاهل الميثاق ولا يمكن للإيمان أن يهتز، ولابد من الوفاء بالالتزامات، ولابد من دفع الفواتير)!
** وقبل بدء قمة العالم الأخيرة بيومين أي يوم 12 سبتمبر/أيلول الحالي نشرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا عن (حجم المساهمات الأمريكية في الأمم المتحدة)، ويختتم البيان بالقول :(الدور القيادي للولايات المتحدة في المنظمة حاسم الأهمية لجعل العالم أكثر أمناً وديمقراطية ورخاء. والولايات المتحدة ملتزمة بضمان الوصاية الرشيدة على موارد الأمم المتحدة كي يتم تحقيق هذه الأهداف العالمية بفعالية وكفاية)!
** جون بولتون الذي أصرت إدارة بوش مؤخرا على تعيينه سفيرا جديدا للولايات المتحدة في المنظمة.. رغم معارضة شديدة لتعيينه.. ليس فقط من قبل مسئولين في الأمم المتحدة.. وإنما حتى من قِبل- بعض- أعضاء الكونغرس الأمريكي نفسه، نظرا لتوجهاته المعادية بحدة للأمم المتحدة.. والذي قال في تصريح له:(لا يوجد أصلا شيء اسمه الأمم المتحدة)! أدخل تعديلات على 750 نقطة في بنود وثيقة الإصلاح.. التي استغرقت شهورا من المناقشة داخل أروقة الأمم المتحدة قبل انعقاد القمة، وجون بولتون من المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الذين (يكرهون) المنظمة الدولية ويحتقرونها.. ويطالبون بإلغائها من أساسه! لأنها عائقٌ برأيهم في طريق (حرية أميركا) في العالم!
** في مايو/آيار الماضي ناقش مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع (قانون إصلاح الأمم المتحدة لعام 2005) الذي يرى ضرورة الربط بين إصلاحات المنظمة ومستحقاتها المالية لدى الولايات المتحدة، فالكونغرس الأمريكي يرى أن تحجم الولايات المتحدة عن دفع نصف ما عليها من متأخرات للمنظمة باعتبار ذلك (مضيعة للأموال).. وهو الأمر الذي استفز الأمين العام للمنظمة كوفي أنان، فوصف مقترح الكونغرس بأنه (خطوة غير مجدية)
هذه الأمثلة القليلة من كثير تظهر كيف ترى أميركا منظمة الأمم المتحدة وماذا تريد منها، فهي المساهم الأكبر ماليا.. لذلك على الجميع أن يسدد (الفواتير).. نقدا أو عينا! وعلى الجميع أن يقبل (وصاية أميركا الرشيدة) على موارد الأمم المتحدة.. وعلى الجميع ألا يعرقل (حرية أميركا) في العالم هنا وهناك! وأي حديث عن الإصلاح بمفهومه الآخر الذي تراه بقية دول أو شعوب العالم.. في أوج حكم اليمين الأمريكي.. لن تقبله أمريكا، وهي التي وصف أحد صقور يمينها الحاكم ريتشارد بيرل المنظمة الدولية بأنها إذا لم تخضع للرؤية الأمريكية فهي (منظمة لا نفع منها وربما ينبغي تحطيمها)!
( 2 ) مفهوم الدول الكبرى الأخرى للإصلاح سواء كانت حليفة مضمونة للولايات المتحدة كاليابان أو تحاول عبثا أن تنافسها كألمانيا مثلا.. يبدو هو الآخر دائرا في فلك المفهوم الأمريكي للإصلاح مع الاختلاف على نصيب هذه الدولة أو تلك من الكعكة.. فضمن التطلعات إلى إعادة هيكلة الأمم المتحدة يأتي توسيع عضوية مجلس الأمن مطلبا ملحا للبعض.. شعوب العالم الآن ليست مضطرة لتحمل عواقب الحرب العالمية الثانية.. التي خرج منها الحلفاء منتصرين وأملوّا شروطهم.. سواء على من حاربهم أو على البؤساء الذين علقوا في ميدان النار رغما عنهم! وكان من شروط المنتصرين قصر حق النقض- الذي يذل شعوب الأرض الآن- على الخمس دول القوية حينذاك، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، بعد ستين عاما لا تريد ألمانيا أن تظل أسيرة فعلة هتلر.. وتستشعر اليابان قوتها الاقتصادية وحجم مساهمتها المالية في الأمم المتحدة الذي يأتي مقاربا لمساهمة الولايات المتحدة.. وتعرف الهند أن حجم قوتها الاقتصادية والبشرية والتنموية يزداد.. وتبحث البرازيل عن مكان ٍ لها يناسب حجم نموها الاقتصادي.. وتتطلع أفريقيا إلى تمثيلٍ دائم في ذلك المجلس (العسكري) الذي ولدته حربٌ اختفت أصلا الأجيال التي عاشتها.. وسط هذا الطموح لتوسيع عضوية مجلس الأمن برزت عدة (مناكفات دولية):
** لجنة الأربعة هي لجنة مكونة من اليابان وألمانيا والهند والبرازيل.. وتشكل تحالفا يطرح مشروعا برفع عدد أعضاء مجلس الأمن من 15 إلى 25 دولة، ستة مقاعد من العشرة المقترح إضافتها تكون دائمة بدون حق النقض وتخصص لأعضاء لجنة الأربعة وبلدين أفريقيين، وأربعة مقاعد غير دائمة، لكن الولايات المتحدة تعارض ذلك المشروع رغبة منها في إطالة أمد انفرادها بالقرار الدولي.. وتعارض الصين كرها لليابان.. وتعارض فرنسا وبريطانيا حفاظا على ميزتهما النسبية أمام ألمانيا في الاتحاد الأوروبي.. ويعارض جميع الأعضاء الخمسة الدائمين المشروع احتقارا وازدراءً لطموحات الهند والبرازيل!
** المطالبة الأفريقية بممثل لها في ذلك المجلس من خلال عضوية دائمة لدولتين أفريقيتين.. طالها الخلاف.. مَن مِن الأفارقة يمثل أفريقيا؟! انحصر التنافس بين مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا.. فرصة جنوب أفريقيا تبدو محسومة نظرا لعلاقاتها الراسخة مع دول الغرب القوية، أما مصر فترى أنها تمثل العرب وشمال أفريقيا معا، ونيجيريا ترى أنها أكبر الدول الأفريقية سكانا.. بينما تشارك الجزائر مصر في المطالبة بزيادة طموح المشروع لضمان حق النقض لبلدين من القارة الأفريقية.. ويستمر الخلاف.. بينما الكبار يسخرون من هؤلاء وأولئك.. في حلمهم بامتلاك حق ٍ.. لا ينبغي أن ينزل إلى هذا المستوى!
مفهومٌ للإصلاح إذن تتبناه الولايات المتحدة وحلفاؤها.. مع بعض خلاف.. لا يريد للإصلاح أن يمس المسافة الكبيرة العازلة القائمة حاليا.. بين عدة دول لا يزيد عددها عن أصابع اليدين.. وعشرات الدول الأخرى في العالم التي تنحشر فيها معظم شعوب الأرض، مفهومٌ للإصلاح يركز على تعديلاتٍ جزئية لا تغيّر الاختلال الجوهري القائم في المنظمة منذ تأسيسها.. بين دول الشمال القوية الغنية المنتصرة دائما.. ودول الجنوب الفقيرة المتأخرة، مفهومٌ للإصلاح يفرض نفسه بقوة الدول التي تتبناه.. ضد مفهوم ٍ آخر للإصلاح.. مختلف تماما.. تتبناه دولٌ تعرف أنها أضعف.. لكنها لا تيأس من المحاولة تحت وطأة أنين شعوبها..
** مفهوم الضعفاء لإصلاح الأمم المتحدة
المفهوم الآخر للإصلاح تظهر فيه مفردات أخرى.. تثير ضجر الأقوياء وتأففهم! إقرار حق الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي.. مكافحة الفقر.. إسقاط الديون التي تئن تحت وطأتها شعوب الجنوب.. تفعيل دور الأمم المتحدة في تنمية البلدان الفقيرة.. عدالة التجارة الدولية.. إلى آخره من هذه المطالب المضجرة للأغنياء! مفهومٌ للإصلاح.. يؤذن في مالطا! يعلم أصحابه علم اليقين أن القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة بطموحها الإمبراطوري.. هي العائق الأكبر في طريق إصلاح العالم كله.. وليس فقط في طريق إصلاح مجرد منظمة دولية! لكنهم لا يملكون سوى الاحتجاج.. في ظل هذا الاختلال المخيف للقوى العالمية، صحيح أن الأغلبية في الجمعية العامة هي بالتأكيد للفقراء.. لكن الأقوياء ينفردون بمجلس الأمن ولن يفرطوا فيه أبدا! وحتى هؤلاء الفقراء في الجمعية العامة يمكن للأقوياء الأغنياء شراء أصواتهم.. بالابتزاز أو بالرشوة أو بالتهديد! وهو ما يعني أن إصلاح الأمم المتحدة أمامه أمران: إما تحقيق كل مطالب الدول الكبرى.. أو تجميد الأمر الحالي على ما هو عليه واستمرار (مناقشة) إصلاح الأمم المتحدة شهورا أو سنينا أخرى! فتضعف المنظمة أكثر وأكثر! وفي جميع الأحوال ليست هناك فائدة يمكن أن تعود على الدول الفقيرة المديونة.. الغارقة في الفقر والجوع والتخلف الحضاري بكل صوره، كان تعليق ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلا روسيا معبرا.. حين قال في رواق الأمم المتحدة إبان انعقاد قمة العالم متحسرا على زمن (التوازن الدولي) أيام وجود الاتحاد السوفيتي:(الولايات المتحدة هي التي تشيع الفوضى في العالم.. فأسلحة الدمار الشامل ليست في العراق وإنما تكمن في البؤس الذي يحيق بمليارات البشر) وحكى كوفي أنان لمراسل إذاعة BBC متحسرا:(سألني المندوب الروسي لماذا لم تطبق إصلاحاتك حتى الآن وكان لديك وقت أكثر مما لدى الرب؟! ورددت عليه: الرب يا سعادة السفير لديه ميزة لن أحصل عليها أبدا، إنه يعمل وحيدا! أما أنا فأعمل مع 190 دولة كل منها لها صوت)! أمام هذين المفهومين المتباينين للإصلاح.. يتساءل المرء هل من فائدة للأمم المتحدة أصلا؟!
ضرورة بقاء الأمم المتحدة
الأمم المتحدة في النظرة المثالية لها.. هي بالتأكيد نصير ضعفاء العالم! تطعيم ملايين الأطفال.. محاربة الأوبئة.. ميثاق حقوق الإنسان.. برنامج الأغذية العالمي.. إعانة اللاجئين والمشردين.. البرنامج الإنمائي.. وغير ذلك من مساهماتها العديدة لنجدة من لا حول لهم ولا قوة ولا فيتو! المنظمة تستحق البقاء لأجل خير البشرية.. ولأجل صد جشع الكبار، لكنها تحتاج إلى دعم هؤلاء الذين تعمل من أجلهم.. لذلك فإن دعوة أحرار العالم إلى (تكتل دول الجنوب) هي دعوة لا تأتي من فراغ، فلن يصلح المهيمنون على المنظمة أمورها على حساب قوتهم.. وإنما يصلحها (تكتل) من يحتاجون إليها، الدعوات إلى تكتل دول الجنوب وإن كانت حلما شاردا الآن.. إلا إنها ربما تتجمع في الأفق لتفرض أغلبيتها ذات يوم.. فيعتدل الميزان ولو نسبيا، على الأقل.. هذا هو حلم الأحرار والثائرين في العالم.. لا ينبغي أن نسخر من (أحلام الثائرين)! فقد غيرت مسار البشرية أكثر من مرة في تاريخها! وفي تلك المرات التي نجحت فيها في تعديل الميزان.. كانت هناك جهود مضنية وتضحيات رهيبة لتحقيق الحلم، والقصور الآن يكمن في ضعف مثل هكذا جهود.. الجهود موجودة.. لكنها ما زالت ضعيفة.. بقايا دول عدم الانحياز.. مجموعة السبع وسبعين.. محاولات أمريكا اللاتينية لجذب دول العالم الثالث الأخرى إلى تكتل معها.. لوقف تغوّل الشركات الأمريكية المتحدة ضد شعوب العالم.. الاتحاد الأفريقي.. التكتلات الآسيوية.. وغيرها من محاولات تقوم وتتعثر.. لكنها موجودة، والسؤال الحقيقي أمامنا: أين العرب.. من هذا الصخب؟!
العرب والأمم المتحدة
رغم أن العرب يشتركون مع دول العالم الثالث الأخرى في ضعفها أمام طموحات الإمبراطوريات.. الشائخة منها والفتية، إلا إن القدر خصهم بقضية إضافية يتفردون بها.. وكانت مثار خلاف كبير في قمة العالم منذ أيام! قضية (حق الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي) فليس للعرب في أرجاء المعمورة منافس في نكبة الاحتلال! إضافة إلى خبث ومراوغة تعريفات مصطلح الإرهاب التي تطرحها القوى الكبرى.. التي تكاد تكون مفصلة تفصيلا على قدر أهل العرب! ظل تعريف الإرهاب محل جدل طوال أيام مناقشة (وثيقة الإصلاح) قبل وأثناء.. ثم بعد.. انتهاء قمة العالم! تبنت القمة بند (وقف التحريض على الإرهاب).. ولأن العرب مشتتون..(في الحقيقة لم يكن هناك أصلا في القمة وجود لعرب.. كانت هناك دولة عربية هنا ودولة هناك).. فإن الإرهاب ظل يفرض نفسه مفصلا على قياسهم وحسب الهاجس الغربي: (قتل المدنيين بسيارات أو أجساد مفخخة)! وليس من ضمن هؤلاء المدنيين من يقتلون بقنابل وقذائف صواريخ ورصاص جنود ينزلون بالباراشوت على الشعوب! عجز العرب المشتتون عن إثبات أن قتلى بغداد والبصرة وتلعفر والفالوجة وجنين وغزة كانوا مدنيين! وعجزوا عن إثبات أن عدم وجود الديمقراطية في بلدانهم إنما هو بسبب الدعم الأمريكي للنظم الديكتاتورية.. وليس بسبب حبٍ غريزي للاستبداد يتملك فؤاد الشعوب العربية! وعموما.. حتى لو نجحوا! لا سبيل إلى إصلاح العالم إلا بتحقيق الحلم الشارد.. تكتل دول الجنوب المقهور أمام دول الشمال المغرور! وقد يأتي جيلٌ عربي يوما ما.. فيلتفت إلى زملائه في الجنوب.. ولا يضيع فرصة التكتل معهم كما فعل رؤساء وملوك الدول العربية منذ أشهر.. عندما تبلدوا إلى درجة مستفزة.. فلم يحضر منهم إلا قليلا (القمة العربية/ الأمريكية اللاتينية)، حتى تعجب هوغو تشافيز رئيس فنزويلا من نكران العرب لمصلحتهم إلى هذا الحد!
ربما يكون من المثير لليأس حقا أن نظل في سجننا الجنوبي نحاول تفسير العالم دون القدرة على تغييره.. لكن العالم يوما ما سيتغير.. بحسب قوانين التاريخ أو بحسب أحلام الثائرين! ويوم يتغير العالم.. ربما يقول أحفادنا: من المهم حقا تفسير العالم.. لكن الأهم كان.. تغييره!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد
- فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن
- القضاة المصريون: هل يصبحون آباء مؤسسين لعهد جديد
- النقد في مكان آخر: وداعا فضائيات
- أفلام الرعب: مصاصو الدماء في كل مكان
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية(2/2): الفلاحون والجيش.. ...
- أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي
- سيد القمني ووضع المفكر العربي بين رصاص الإسلاميين وسكين اللي ...
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية: الفلاحون والجيش أرقام ...
- عندما يكون المذبوح واحد منا


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هويدا طه - قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضيه