أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الانتخابات المصرية: أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير.. حاجة تقرف














المزيد.....

الانتخابات المصرية: أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير.. حاجة تقرف


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 12:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا تعرف بالضبط ماذا كانت تتوقع القنوات الفضائية عندما غطت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية بكثافة غير عادية.. قبل أن يفتر حماسها تماما عندما حل موعد الجولة الثانية؟! فعدا قناة الحرة.. فتر حماس الجزيرة والعربية وغيرهما من قنوات أعطت مساحة كبيرة لتغطية الجولة الأولى.. ثم في الجولة الثانية تعرضت لتلك الانتخابات كخبر من الدرجة الثانية، على كل حال.. الانتخابات المصرية الحالية لا تستحق فعلا أكثر من ذلك من حيث كونها (انتخابات)، وإن استحقت تركيزا إعلاميا من حيث كونها (حادثة) مثيرة للفضول، أو مادة للفرجة.. كتلك التي تقدمها الأفلام المختصة برصد صراعات الغاب!
تغطية قناة الحرة لتلك الجولة الانتخابية- على عكس بقية القنوات- جاءت مكثفة.. وكان معها على مدار اليوم مراسلها الدءوب طارق الشامي.. ينقل لحظة بلحظة أحداث يوم انتخابي كامل صوتا وصورة.. أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير وقتلى وجرحى.. وأرقام فلكية لما ينفق من أموال على الدعاية الانتخابية ومشاهد الصراع الشرس على مقاعد البرلمان.. وكأن تحت قبته تختبئ مغارة علي بابا!
لكن.. وقد عبنا على كل القنوات في تغطيتها للجولة الأولى من الانتخابات إغفالها (المواطن العادي).. فإنه من الإنصاف لقناة الحرة الإقرار بأن آراء المواطنين العاديين- العاديين جدا- أخذت مساحة معقولة عن طريق لقاءات طارق الشامي معهم في الشارع، تعليقات هؤلاء المواطنين على الانتخابات كانت بالغة العمق.. وإن جاءت بمفردات الشارع المصري العفوية وليس بمصطلحات المثقفين المتورمة، مواطن قال وقد عاد لتوه من المستشفى.. وأربطة الشاش حول رقبته جراء (ضربة سيف) من بلطجي:(ليه كل ده.. لما مرشح يصرف عشرين مليون جنيه عشان كرسي في البرلمان.. يبقى حيرجع منه كام)؟! وقال آخر:(رحت انتخب شفت المنظر رجعت.. شفت في إيدين البلطجية مطاوي وسكاكين وسيوف بتنزل على راس الناس رجالة ونسوان.. والأمن كان بيحميهم، يا راجل.. دوول ضربوا القاضي نفسه إللي في اللجنة وطلعوه بره)!
أما تقدم الإخوان المسلمين في هذه الانتخابات- والذي أثار جدلا إعلاميا بسبب شعارهم الغائم (الإسلام هو الحل)- فهو أمر لا يخرج عن السياق الكلي لتردي الأحوال في مصر! فهؤلاء الذين يقولون للناس ليلا ونهارا إن (الآخرة خيرٌ وأبقى) استخدموا في انتخابات (الدنيا الفانية) نفس أساليب الحزب الحاكم! من رشوة الناخبين إلى شراء الأصوات إلى تأجير البلطجية! والمدهش أنه في الوقت الذي ينفي فيه الحزب الحاكم استخدامه للبلطجية (ببجاحة إللي تكلمه يتهيك وإللي فيه يجيبه فيك!) لم ينف الإخوان استخدامهم لتلك الأساليب! السيد عصام العريان قال لإذاعة بي بي سي البريطانية إن لجوءهم لبلطجية تابعين لهم كان من باب (درء أذى) بلطجية الحزب الحاكم! بل ويبرر الإخوان استخدام المال بما يصفونه بأنه (فتوى) تجيز ذلك لأنهم مستضعفون! ظهور الإخوان والحزب الحاكم كوجهين لعملة واحدة في تلك الانتخابات.. عبر عنه ببلاغة حزينة الباحث أنور الهواري في لقاء أجرته معه قناة الحرة حينما قال:(أتقدم بعزائي للشعب المصري! لأن برلمان يتقاسمه الحزب الوطني والإخوان هو مُصاب.. يستوجب تعزية المصريين)!
مُصاب المصريين لا تعبر عنه فقط هذه الانتخابات التي تثير شعورا (بالقرف)! إنه أعمق من ذلك بكثير.. مُصاب مصر يكمن في (استشراء العفن).. في السياسة والثقافة والاقتصاد وفي فهم المجتمع لنفسه وللعالم، هذا النوع من (عفن المجتمعات) له تقيحات دالة عليه، ظهر منها في الانتخابات الجارية الآن.. الأسلمة والبلطجة والتزوير.. وسقوط الناس رهائن للفساد السياسي رغما عنهم.. وأسرىً للتخدير الديني برضاهم، وغير ذلك مما ينتجه تحوّل رجال الدين والسياسة إلى (سماسرة) يوجهون المجتمع إلى الحضيض، وللأسف.. يزدحم التاريخ بتجارب عديدة.. تدلل على أن المجتمعات عندما تتعفن لا يطهرها إلا.. حريق، يصل إلى الجذور ويشيع فوضى عارمة.. قبل أن تهدأ ناره بعد إزالة قلب ذلك العفن، وربما يكون ارتهان مصير الشعب المصري بيد برلمان يتشكل الآن من (سماسرة الدين والسياسة) هو الإنذار الأخير.. بأن شيئا ما تتجمع أطرافه في أفق مصر.. لعله شرارة.. لمثل هكذا حريق..



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن ظهور مثقف في التليفزيون المصري
- إن شفت قاضي بينضرب وصندوق اقتراع في الترعة بينقلب: يبقى انت ...
- يا فرعون إيه فرعنك.. ملقيتش حد يلمني
- بعد المشهد الدموي في الأردن: هل تتغير عبارة(ما يسمى)بالإرهاب ...
- التنوير بدلا من التحريض أو التخدير: BBC فضائية جديدة من
- لا تبيعوا قناة السويس مرة أخرى
- حتى لا تنحرف حركة كفاية عن طريق الأمل
- عدوان ثلاثي على سوريا
- جمال مبارك: العبرة في الصلابة
- الدين مذبح الفقراء في دولة البوليس والفساد
- الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها
- الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب
- متى يكون القتيل الفلسطيني شهيدا؟
- للمرة الرابعة جائزة نوبل لمصري وليست لمصر
- حكم مجحف بحق تيسير علوني: الصحافة كساحة صراع بين الشمال والج ...
- زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد
- قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضي ...
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - الانتخابات المصرية: أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير.. حاجة تقرف