أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لا تبيعوا قناة السويس مرة أخرى














المزيد.....

لا تبيعوا قناة السويس مرة أخرى


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


استقبل المشاهدون العرب قناة الحرة عند انطلاقها بموقف (نفسي- سياسي) بسبب فجاجة تصريحات الأمريكيين بأن الهدف منها (التودد إلى الشعوب العربية)، بينما وفي ذات الوقت كانت وما زالت القنابل الأمريكية تمطر على العرب في العراق، والدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل ما زال يسلب الفلسطينيين القدرة على المناورة لنيل الحد الأدنى من حقوقهم، وغير ذلك من المظالم الأمريكية الموزعة على أرجاء العالم، لذلك كان الموقف النفسي العربي تجاه تلك القناة يتسم بالحذر حتى عند أكثر المراقبين العرب موضوعية، الآن.. صحيح أن القناة ليست مبهرة على كل حال.. لكن بشيء من المراقبة فإن بعض البرامج التي تمر فيها تتسم بقدر من الموضوعية لا بأس به، عرضت الحرة برنامجا وثائقيا عن تاريخ قناة السويس، فنيا ً.. كان البرنامج جيدا ومحترفا، سياسيا ً.. تناول البرنامج تاريخ القناة حتى لحظة تأميمها عام 1956، أي قبل حلول الهيمنة الأمريكية على مصر محل الهيمنة البريطانية.. التي دق تأميم القناة آخر مسمار في نعش إمبراطوريتها الاستعمارية، لذلك لم تواجه فضائية الحرة (مأزق) الاضطرار لإصدار حكم على السياسة الأمريكية، ما يلفت النظر في هذا البرنامج- إضافة إلى لمسة التعاطف مع ديليسبس المصمم الفرنسي لمشروع قناة السويس من حيث كونه عالما مهندسا فذا- أنه قام بتعرية السياسة الأزلية لنظم الحكم المصرية المتعاقبة.. التي يجمعها قاسم تاريخي مشترك هو (احتقار) المواطن المصري واستعباده وسرقة حقوقه، عرض البرنامج كيف أن المصريين حفروا القناة بالسخرة.. ثم لم يطالهم منها طائل.. تقاسم أرباح القناة في البداية الفرنسيون والخديوي إسماعيل.. الذي أسرف في مظاهر البذخ على نفسه وهو يحكم شعبا جوعانا حتى اضطر لعرض أسهم مصر في شركة القناة للبيع.. وكانت بريطانيا متربصة بالقناة وبفرنسا منافستها الاستعمارية التقليدية حينذاك، فاشترت أسهم مصر في قناة السويس واشترت معها مصر ومصرييها، باع الحاكم المصري قناة السويس فأدى بيعها إلى احتلال بريطاني لمصر تطلب جلاءه عنها أكثر من سبعين عاما، قرار التأميم كان نقطة فاصلة في تاريخ (رؤية الحاكم المصري) لكرامة هذا البلد وحقوق مواطنيه، فظلت (عودة) ملكية القناة لمن حفروها في أرضهم تمثل رمزا للكرامة، ولم يتصور أحد أبدا أن يعود الزمن إلى الوراء فيحل على مصر يوم تتردد فيه الأنباء عن محاولة الحكومة المصرية الحالية بيع قناة السويس مرة أخرى.. تحت اسم مراوغ يدعى (الخصخصة)، تستدعي كل تاريخ مصر وتاريخ قناتها من أعماق وعيك وأنت تتابع البرنامج.. تلمس مرتعشا مدى كارثية وخطورة أن يمتلك الأجنبي مرة ثانية ولو سهما واحدا في تلك القناة.. أيا وكيفما كان.. دولة أو شركة أو أفرادا، تستدعي حتى تراثا شعبيا يستهجن هذا النوع من بيع الأوطان.. في صورة حكاية شعبية تسخر من عّواد.. الفلاح الذي باع أرضه (عواد باع أرضه يا ولاد.. شوفوا طوله وعرضه.. يا ولاد)، المخيف في تلك الحكاية الشعبية أن الإدانة جاءت.. بعد إتمام البيع! والسؤال المقلق هو ماذا لو باعت حكومة مصر الحالية قناة السويس فعلا.. باسم الخصخصة أو الانفتاح أوعولمة الأوطان كما عولمة الأسواق؟! كيف سيحمي المصريون قناة السويس من البيع وهم العاجزون.. ليس فقط عن حماية أنفسهم من بطش تلك الحكومة.. بل حتى عن حماية مجرد.. صندوق اقتراع؟!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تنحرف حركة كفاية عن طريق الأمل
- عدوان ثلاثي على سوريا
- جمال مبارك: العبرة في الصلابة
- الدين مذبح الفقراء في دولة البوليس والفساد
- الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها
- الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب
- متى يكون القتيل الفلسطيني شهيدا؟
- للمرة الرابعة جائزة نوبل لمصري وليست لمصر
- حكم مجحف بحق تيسير علوني: الصحافة كساحة صراع بين الشمال والج ...
- زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد
- قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضي ...
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد
- فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - لا تبيعوا قناة السويس مرة أخرى