أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هويدا طه - عدوان ثلاثي على سوريا














المزيد.....

عدوان ثلاثي على سوريا


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هناك عدة ملاحظات عن قرار مجلس الأمن رقم1636الذي طالب سوريا بالتعاون التام غير المشروط مع لجنة ميليس التي تحقق في قضية اغتيال الحريري، الملاحظة الأولى أنه لا يوجد مواطن عربي تابع تلك الجلسة إلا وتذكر جلسات وقرارات المجلس نفسه التي نحرت العراق سياسيا واقتصاديا وأخيرا عسكريا، على يد حرب أمريكية عليه ارتبطت في الوعي الجمعي للشعوب العربية.. بالتليفزيون! فقد كانت حربا تعرض على التليفزيون بجميع مراحلها الدبلوماسية والعسكرية في حلقات مسلسلة، وكما يستطيع المشاهد التنبؤ بنهاية مسلسل تليفزيوني طبقا لخبرته في متابعة الأعمال الدرامية.. فالمشاهد العربي الذي تحول أمام حروب الدول العظمى في العصر الحديث إلى كائن تليفزيوني يمكن أن يتذكر بسهولة المسلسل العراقي السابق ويتنبأ بنهاية المسلسل السوري.. طالما أن المخرج هو نفسه! رغم أن القرار لم يشر صراحة إلى عقوبات اقتصادية وإن كان ذلك بضغط من روسيا والصين على الدول الثلاث التي صاغت مشروع القرار، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة (وهو ما يذكرنا بالعدوان الثلاثي على مصر في خمسينيات القرن الماضي.. وللصدفة كان أيضا على يد بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.. التي لا تغيب عن ذلك القرار وإنما تنوب عنها هذه المرة الولايات المتحدة)، تلك النبرة (المخففة) في القرار لم تطمئن من جربوا كيف أن القرارات الأولى تمهد لقرار أساسي حتى لو جاء الأخير!
الملاحظة الثانية هي في نبرة كلمات أعضاء مجلس الأمن التي استمعنا إليها من خلال البث المباشر للجلسة، فقد كان هناك نوعان من الخطاب: أحدهما خطاب (شمالي) عدواني تبنته دول العدوان الثلاثي ودول شمالية أوروبية مثل الدنمارك، وثانيهما خطاب يمكن وصفه بأنه (جنوبي) بدعم روسي صيني، فكلمتا البرازيل والجزائر كانتا تؤكدان على ضرورة عدم استغلال القضية لمعاقبة سوريا اقتصاديا أو عسكريا، وإن كان القرار صدر في النهاية بالإجماع! وهو ما يؤكد رؤية البعض للصراع العالمي بأنه يدور بين شمال غني متقدم يحوز بيده قوة المعرفة.. وجنوب يتطلع إلى النهضة وهو مثقل بقيود فقر وتخلف لا يغيب دور الشمال في صنعه تاريخيا، وهو صراع ليس للجنوبيين فيه من وسيلة للتصدي إلا (تكتل) جنوبي، حتى لو استغرق تشكيله بفعالية عقودا قادمة من الزمن.
الملاحظة الثالثة هي هذا الخلط الدولي المتعمد تجاه البلدان العربية بين الأشخاص والأوطان.. بين الدول والأنظمة، فلو أن الولايات المتحدة تصيدت صدام حسين واغتالته أو حاكمته بعيدا أو دمرته شخصيا لما بكى عليه أحد، ولو أنها أخذت الأسد وكل عائلته الآن لتفعل فيهم ما تريد بعيدا عن سوريا لما بكى عليه أحد، بل ربما قال المواطن العربي لنفسه (أحسن.. فخار يكسر بعضه)! لكن ما يحدث هو أن الشعوب هي من تنحر بجريرة أنظمتها المستبدة، وهو ما يعني أن هذه الشعوب وتلك الأوطان هي المستهدفة، فالدول القوية الغنية المتقدمة لا تغامر بأموالها ودماء أبناءها من أجل إحلال نعيم الديمقراطية علينا! وإنما تغامر بهم لما هو في نظرها غنائم أغلى.. أوطاننا وثرواتها ومستقبلها هي تلك الغنائم، لذلك لا يأتي الدفاع عن سوريا أو العراق دفاعا عن هذه الأنظمة الكريهة التي نحلم كل يوم بغرقها- وحدها- في البحر، وإنما هو دفاع عن وجودنا وبقاءنا كشعوب وأوطان، حتى لو داخلنا للحظة شعور بالتشفي ونحن نرى هؤلاء المستبدين يتصببون عرقا ويرتجفون خوفا من عقاب على ما اقترفته أيديهم، لكن وبينما الشعور بالتشفي يداخلنا.. لابد أن نتذكر أن ثمن رؤية صدام حسين في القفص كان هذا العراق الذي نراه الآن ممزقا منهوبا مستباحا لكل الأطراف، من منا يتمنى هذا المصير لبلده؟ أنا كمصرية لا أريد إزاحة نظام مبارك- وهو حلم الأمس واليوم وغدا- برؤية المدن المصرية تقصف والشعب المصري تحصد أرواحه كاصطياد العصافير وكرامة وطني تستباح بهذه العنجهية الغربية.. فالأفضل والأكرم أن يكون قفص الاتهام للحاكم المستبد صناعة محلية، وربما ينبغي على السوريين بدء تصميم ذلك القفص قبل استباحة بلادهم.. الأفضل أن يقولوا: بيدي.. لا بيد بوش وشيراك وبلير!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال مبارك: العبرة في الصلابة
- الدين مذبح الفقراء في دولة البوليس والفساد
- الجريمة السياسية: استبداد الحاكم مقدمتها واغتياله نتيجتها
- الجامعة المصرية: بيت ذل وغضب
- متى يكون القتيل الفلسطيني شهيدا؟
- للمرة الرابعة جائزة نوبل لمصري وليست لمصر
- حكم مجحف بحق تيسير علوني: الصحافة كساحة صراع بين الشمال والج ...
- زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد
- قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضي ...
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد
- فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هويدا طه - عدوان ثلاثي على سوريا