أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا طه - بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد














المزيد.....

بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسبوعٌ ازدحم فيه الإعلام باحتفاليات وأنباء (السقوط) العربي، حتى أنك لا تستطيع- مهما حاولت- أن تخرج من أسر ذلك الشعور بما يمكن وصفه أنه (استمرارية التداعي).. كلما تابعت أخبار وبرامج شتى الوسائل الإعلامية، فإلى جانب ذلك الاحتفاء الإعلامي العجيب بذكرى سقوط بغداد- خاصة في القنوات الإخبارية- راحت تتوالى عروض أخرى للسقوط.. تتغلغل عبر التليفزيون في عقل المشاهد العربي البائس.. سواء من خلال نشرات أخبار متتابعة تنقل كل دقيقة خبرا عن سقوط- أو قرب سقوط عربي جديد- في مجال أو آخر.. أو من خلال برامج وثائقية أو حوارية لا تجد نصرا تحكي عنه ولا تلمس نجاحا تعرضه ولا ترى ملامح مستقبل تستشرفه فتلجأ إلى مادة عربية الهوية.. متاحة دوما وبغزارة.. "السقوط"، صديقة عراقية قالت غاضبة بعد أن أثقل عليها تكرار كلمة (سقوط بغداد) في تغطية خاصة قدمتها قناة الجزيرة طوال نهار الأحد لذكرى ذلك السقوط:"إيش فيكم.. سقوط بغداد سقوط بغداد.. حرام عليكم بغداد ما سقطت.. النظام سقط ربما.. لكن بغداد ما سقطت"، ألا تلفت ملاحظة تلك الشابة العراقية الانتباه إلى أن العرب.. خير أمة تحتفي بالسقوط؟!
نشرات الأخبار بدورها لم تنقل في الأيام الماضية خبرا موجعا كما حملت إلينا خبر قرب سقوط لقمة الخبز من يد الفلسطيني المحاصر.. تحت ضغط ديمقراطية غربية بلا أخلاق.. وأنانية عربية بلا كرامة.. وأوهام حكومة تعيش واقعا افتراضيا.. يُعجن فيه خبز الأحياء بدماء الشهداء على أبواب جناتٍ من أعنابٍ وزيتون، فالأخبار المتتالية عن قرار أوروبي وأمريكي بوقف المساعدات للشعب الفلسطيني.. لا لشيء إلا عقابا لذلك الشعب على اختياره الديمقراطي لحكومة من حماس..(ورغم أن البعض لا يتمنى أبدا أن تحكم في مكان عربي- أيا كان- حكومة تطرح نفسها من منظور ديني باعتبارها وكيلة الله على الأرض والعباد.. ورغم أن التنافر مع طرحهم الذي يخلط حياتنا اليومية بحياة هلامية بعد الموت هو تنافر غير قابل للحل).. فإن موقف تلك الحكومات الأوروبية (الديمقراطية) غير الأخلاقي تجاه تلك الحكومة لتركيعها وتجاه الشعب الفلسطيني لتجويعه عمدا.. هو موقف يثير في النفس شيئا أشبه (بالقرف) من هذه الديمقراطية الغربية التي تتسم بالنذالة.. لكنك تدهش وعلى مدى ذلك الأسبوع الماضي لطريقة الإعلام العربي في معالجة هذا السقوط القريب للقمة الخبز- النادرة أصلا- في يد الفلسطيني المحاصر، إذ يتم تناول الأمر من حيث كونه (خبرا) ليس إلا.. كخبر انقلاب قطار في بلد ما.. ربما ينتظرها الإعلام العربي حتى تسقط فعلا قبل أن يوليها اهتمامه، فأمام فوقية هؤلاء الديمقراطيين الغربيين في تعاملهم مع الفلسطيني أو العربي وكأنهم يقولون لنا.. "الديمقراطية أن تطيعونا لا أن تختاروا ما يحلو لكم"! لم تتبنى قناة تليفزيونية واحدة (حملة) لمواجهة هذا الحصار المشين اللا أخلاقي، نحن إذن خير أمة تنتظر حتى تسقط.. ثم تحتفي بالسقوط نفسه!
على قناة الصفوة وفي برنامج على الهواء كان هناك لقاء مع اثنين من الملتحين المصريين من هؤلاء الذين يعّطشون الجيم على غير عادة المصريين ولهجتهم.. ويتحدثون نيابة عن الله باعتبارهم الوكيل الشرعي الوحيد.. ويدخلون في معارك إعلامية تكفيرية تمنحك شعورا بأنك ومجتمعك مشرف لا محالة على السقوط إلى هاوية سحيقة.. فأحدهما تحدث عن (القتل) باعتباره يكون جائزا في سياق معين! بالطبع هو من يحدد هذا السياق لا غيره! فقد راح يمن على الناس بأنه لا يكفرهم عمّال على بّطال! شكرا على هذا الكرم! ما السقوط إذن إن لم يكن إرساء مبدأ (القتل على الفكرة) كما (القتل على الهوية).. بل هذا هو السقوط ذاته الذي نعيشه منذ زمن طويل.. ويوشك الآن أن يصل بنا إلى القاع، في مصر يتهيأ قانون الطوارئ للسقوط ، لكن بعد أن ضمن أن قانونا آخر مستنسخا منه اسمه قانون مكافحة الإرهاب سيرثه شرعيا، على قناة اليوم وفي برنامج القاهرة اليوم تعجبت صحفية من قول أحدهم إن مصر تواجه (مشكلة) أن جيلا بكامله من الضباط تربوا وهم لا يعرفون إلا التعامل بقانون الطوارئ وسوف يصعب عليهم التعامل بغيره! هذه هي (المشكلة) إذن! أليس سقوطا أن (يخشى) الناس الحرية؟!
ربما لا تجوز القسوة على وسائل الإعلام فهي على كل حال (لا تبتكر السقوط) وإنما فقط تعريه.. على قناة العربية كان هناك لقاء تليفزيوني مع حاكم (جاهل بالفطرة) أطلق تصريحات غير مسئولة.. ليدفع ببلده المنهك إلى السقوط في دوامة أزمة دبلوماسية مع شعب.. يتهيأ بدوره هو الآخر للسقوط في شرك الحرب الأهلية! فمن الغبن حقا لشيعة العراق أن يتهموا اتهاما صريحا في لقاء تليفزيوني مع رئيس- شاء القدر أن يكون حجمه أقل كثيرا من حجم البلد الذي يحكمه- بأن ولاءهم ليس لبلدهم وإنما لطائفتهم، بلدهم هذا هو العراق.. العراق الذي يملأ أرجاء التاريخ بإنجاز حضاري لم يكن ليتم إلا لأن أبناءه يقطرون ولاء لأرضهم.. لكن هؤلاء الأبناء هم أيضا ورغم غضبهم المستحق من هذه التصريحات.. يندفعون اندفاعا أخرق نحو السقوط في شرك الاحتراب الداخلي الذي أعده لهم أعداؤهم.. لتجد نفسك حائرا أمام تلك الدائرة المريعة من أشكال وأنماط السقوط العربي.. من بغداد إلى رام الله إلى القاهرة.. تتعدد الأسباب لكن السقوط واحدُ! تحار كيف يمكن الإفلات منه؟ إذ أن لكل داءٍ دواءٌ يستطبُّ له.. إلا الحماقة.. أعيت من يداويها!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الماغوط: الحزن مثل الله موجود في كل مكان
- جولة بالريموت كنترول
- الحرية الإعلامية في العالم العربي.. حملٌ كاذب
- حملة تليفزيونية للحث على القراءة
- المرأة في الإعلام العربي: أمومة القطط وأنوثة صماء وروح غبية ...
- وسامة صدام حسين
- برنامج جيد في وسط إعلامي رديء
- !الإعلام يكشف تناقضات المجتمع المصري: هي دي مصر
- دور أقباط المهجر في التغيير
- الانتخابات المصرية: أسلمة وبلطجة ورشاوى وتزوير.. حاجة تقرف
- ثمن ظهور مثقف في التليفزيون المصري
- إن شفت قاضي بينضرب وصندوق اقتراع في الترعة بينقلب: يبقى انت ...
- يا فرعون إيه فرعنك.. ملقيتش حد يلمني
- بعد المشهد الدموي في الأردن: هل تتغير عبارة(ما يسمى)بالإرهاب ...
- التنوير بدلا من التحريض أو التخدير: BBC فضائية جديدة من
- لا تبيعوا قناة السويس مرة أخرى
- حتى لا تنحرف حركة كفاية عن طريق الأمل
- عدوان ثلاثي على سوريا
- جمال مبارك: العبرة في الصلابة
- الدين مذبح الفقراء في دولة البوليس والفساد


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا طه - بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد