أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - حسّوني الوصخ عزّل مدارسنه














المزيد.....

حسّوني الوصخ عزّل مدارسنه


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 6467 - 2020 / 1 / 17 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسوني الوصخ عزّل مدارسنهْ
دخل رجل الى مكتبة عامرة، ورأى فيها اطنانا من الكتب، الرجل ذو مظهر ينبىء انه غير متعلم، ولكنه فاجأ الجالسين وقال: لقد قرأت جميع هذه الكتب، فتعجب الموجودون وتساءلوا وكيف ذلك ومتى؟ فقال: جميع هذه الكتب تقول: يا ابنادم صير خوش آدمي، ضحك البعض مما يقول ولم يعتبر ان هذا هو دليل على وعي وثقافة هذا الرجل، وانما دعاه الى هذا القول هو التبجح والحسد والندم الذي يعتري الجاهل في وقت يقول احدهم: انني تخرجت من الجامعة الفلانية والكلية الفلانية، هذه المشاعر العدوانية لدى الجاهل يخلقها المجتمع عندما يحرمه من التعليم، اما لسوء في ادارة الدولة وعدم اعطاء الفرص المتكافئة لجميع افراد المجتمع، او لسبب بايلوجي يتعلق بنسبة الذكاء او انعدامه، او لسبب آخر وهو عدم اهتمام الاهل وانعدام المتابعة من قبلهم، والا كيف نبرر وجود ثمانية ملايين امي في العراق، ومن وراء حرق المدارس والجامعات في بلد علم الناس الكتابة ، قبل فترة قرأت خبرا تحت عنوان، من البصرة الى كمبوديا العراق اولاً، بالعلم تبنى الاوطان، تناول الخبر الطفلة زهراء رونق محمد امين المظفر تلميذة في مدرسة ( ايشق) في البصرة وهي طفلة بعمر احد عشر عاماً في الصف الخامس الابتدائي، تمكنت من حصد المرتبة الاولى عالميا من بين اثني عشر الف مشارك حضروا الى كمبوديا من ثمانين دولة، للمشاركة في مسابقة الحساب الذهني للاطفال، حيث استطاعت زهراء من الاجابة على مئتي سؤال بثماني دقائق فقط، وكانت جميع الاسئلة تتعلق بالعمليات الحسابية.
بالمناسبة هناك من يقول ان (ثلث) او اقل او اكثر من اساتذة الجامعات والاطباء في بريطانيا عراقيون، لا اعلم مدى دقة هذه المعلومة ، لكنني وكوني مدرساً ربما اعرف او ادعي انني اعرف الفرق بين حسوني الوصخ وزهراء المظفر، فحسوني من اسمه ولقبه، طفل مشرد ضائع لم يجد من يهتم به، حسوني منذ زمان وهو يراقب المدرسة وينتظر الفرصة للانقضاض على هؤلاء المدللين الذين يخرجون صباحا بحقائبهم وثيابهم الانيقة، وربما تداولوا الكتب في الطريق تحت عيني حسوني، لم يكن حسوني مجرما، ولكن الحكومة ومؤسسات الدولة هي التي اجرمت بحق حسوني حين حرمته التعليم، ولم تحاول ان تقضي على التسيب وتمنع على الاقل مقاهي الاركيلة التي صارت تفتتح مقابل ابواب المدارس، لم تحاول ان تفعل دور المكتبة المدرسية، وتركت الحبل على الغارب بلا نشاطات ولا فعاليات، فصار الطالب يمل من المدرسة ليجد الشارع بانتظاره ومن ثم يتسرب اذا وجد يداً ضالة تأخذ به الى سوح الجريمة والعنف والمخدرات، بعدها تنتبه الدولة والحكومة الى مستوى الجريمة في البلد وتقوم باستنفار قواتها الامنية، حسوني الوصخ يريد الجميع على شاكلته، وهو ينتظر الفرصة لحرق المدارس والجامعات، لان حياة المدارس والجامعات لاتعنيه بشيء، الفرصة التي توفرت لحسوني فرصة ذهبية، فهو الآن مشهور ومعروف اكثر من الطفلة زهراء المظفر، في حين ان حسوني لا يستطيع ان يحل مسألة رياضية واحدة في مئتي ساعة، بينما زهراء المظفر اجابت في ثماني دقائق فقط على مئتي مسألة، حسوني سيجتهد وبكل قوة سيحاول منع زهراء من اكمال تعليمها، وسيحرق المدرسة والجامعة فهل ستتركونه يفعل ذلك بدعوى المندس؟.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقّى الى السبعين
- على أبواب التقاعد
- يدسُّ السمَّ بالعسلِ
- يدٌ على عهرها تقضي فنسمعها
- إذا الشعبُ يوماً تنادى وقامْ
- ( يا صحبةَ الراحِ )
- سلمان المنكوب في المدى
- انتِ مثلُ العراق
- ( فقلتُ هذا وطني)
- اذا كان الغراب
- إنها وردتي
- العامل الحاسم
- أنا لستُ كهؤلاء
- قهوة الماوردي ونقابة المعلمين العراقيين
- المطي ايموت ابكروته
- بلقيسُ والهدهدُ وسليمانْ
- الحمار الذي ضحك من المعلم
- مرارةُ زمنٍ جميل
- ( لو يدري العبد شك ثوبه)
- يتيم


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - حسّوني الوصخ عزّل مدارسنه