أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب














المزيد.....

كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6434 - 2019 / 12 / 10 - 22:50
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


بالأمس، وكما قبله، كنت أستمع إلى أحد المعممين في مناسبة اجتماعية، والذي استهلَّ كلامه معترفاً بمطالب المنتفضين والثناء على حركتهم. فاستبشرت خيراً، وحسبت أن الفرج آتِ لا محالة. فهذا المعمم سيحث الحاضرين على النزول إلى الشارع ليرفعوا الصوت في وجه ظالميهم الفاسدين الذي ملأوا جيوبهم حتى التخمة، وأفرغوا جيوب الفقراء إلى حدود الإفلاس والعجز عن توفير ثمن (منقوشة) لأطفالهم. وحسبت أنه ممن يؤمنون بـ(أن أفضل الجهاد كلمة حق تُقال بوجه ظالم).
ولكنني صُعقت بالمعمم وهو يتابع خطبته قائلاً: (ولكن...)،
ساعتئذٍ تعوَّذت بالله من الشيطان الرجيم. وأصاب حدسي لأنه بعد كلمة (ولكن..) استطرد بتحذير الجياع والمرضى والمحتاجين من الوقوع في فخ المؤامرة التي تنصبها سفارات الغرب وأجهزة المخابرات الصهيونية. وختم (اللاكن) داعياً أصحاب الحقوق للعودة إلى منازلهم لإحباط المؤامرة الأميركية - الصهيونية. ومن بعدها نزل عن المنبر مبتسماً وكأنه أدى وظيفة كُلِّف بها من السلطان الذي يقبع تحت خيمته.
ونتيجة لهذه الحادثة، ومثلها المئات التي تحصل على المنابر الطائفية، وعلى شاشات التلفزيون، أتوجه إلى فقهاء السلاطين ومثقفيهم مرة أخرى، طالباً أن لا يخونوا صوت الجائعين والمرضى والفقراء والمحتاجين، و... وعليهم أن يخرجوا من تحت عباءة الفاسدين، لأن الدفاع عنهم وبمنطقهم خروج عن حدود التعاليم الدينية والإنسانية والأخلاقية. وعليهم أن لا يتنكروا لكلمة حق تقال في وجه ظالم، وأن لا يتجاهلوا الدعوة الثورية التي أطلقها الإمام علي بن أبي طالب التي تقول: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، وهو أعلنها صريحة واضحة خالية من مصطلح التضليل الشيطاني الذي تتضمنه كلمة (ولكن...).
يا فقهاء السلطان ومثقفيه
لعلَّ في تكرار، ما نقوله بشكل دائم، فائدة. لذلك نعيد ما يلي:
بعد أن عجزت أحزاب الحكومة اللبنانية، ومثقفيها وبعض فقهائها، عن إطفاء الشعلة الثورية في الشارع اللبناني، وإسكات صوت الجياع والمرضى.
وبعد أن فشلت أكاذيبهم بترهيبهم بالتخوين والوقوف على أبواب السفارات. والشعب يعرف أنهم وحدهم من ملأت السفارات جيوبهم حتى حدود التخمة.
وبعد أن انكشفت خدعهم بالتهويل بانتشار الفتنة وحصول الانهيار الاقتصادي. والشعب يعرف أنهم وحدهم يمتلكون أدوات الفتنة ووسائلها وإمكانياتها. وأنهم وحدهم كانوا السبب في الانهيار الاقتصادي لكثرة ما سرقوا من جيوب الناس ونهنبوا.
وبعد تخويفهم باندلاع حرب أهلية، متجاهلين أنه ليس بمقدور جائع أو مريض أن يمتلك ثمن مفرقعة واحدة. بينما هم وحدهم يكدسون الأسلحة بكل أصنافها وأحجامها وقوة تدميرها.
وبعد أن فرغت جعبهم وجعبكم من كل أدوات الترهيب النفسي والجسدي.
أخذتم يا فقهاء أحزاب الحكومة ومثقفيها تلتفون على أكاذيب أحزابكم وتبتلعونها. فكان أكثر ما لفت الانتباه، انتقالكم إلى ضفة الاعتراف بالمطالب ومشروعيتها بعد أن اشبعتموها تخويناً وتخويفاً وتهويلا. يا ليتكم لم تردفوا الاعتراف بـ(ولكن..)، لأنكم باستخدامها ألغيتم اعترافكم، الذي كان يمكن أن يكون نبيلاً من دونها.
لقد تحولَّت كلمة (ولكن..) إلى منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب. وحقوق الشعب ليست رمادية، فهي حقوق كاملة وتحقيقها غير مشروط بأي سبب كان. المطالبة بها ليست تآمراً أو مشوبة بالتآمر، وإنما العكس هو الصحيح، فكل من لا يعترف بها بشكل واضح ويعمل أو يساعد من أجل تنفيذها هو التآمر بحد ذاته. فلا تسوية بين ظالم ومظلوم على الإطلاق. فالظالم يجب أن يُعاقب لظلمه، والمظلوم يجب أن يُجزى باستعادة حقوقه. والساكت عن الحق شيطان أخرس. والمانع عن الحق هو من تلبسته عفاريت المؤامرة، وليس المتآمر من يطالب بحقوقه.
وأخيراً، يا فقهاء السلطة ومثقفيها عودوا إلى ضمائركم، لأنه عندما تنتصر صولة الحق، سيدفع الظالمون والفاسدون الثمن، فاتركوهم منذ الآن وخلصوا أنفسكم من حكم دينونة الشعب، فتلفظكم كما لفظت أسيادكم. وتذكروا أن فقهاء السلاطين قد دانهم التاريخ، وأصبحوا أمثولة سيئة يُضرب المثل بهم ولكل من يقلدهم ولكل من لم يتَّعظ من تجربتهم السيئة والمدانة.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تحَّدت طاحونة الموت هي ثورة تعيد الحياة للعراق
- دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة
- لقد طفح كيل غضبنا، إرحلوا واتركونا نعيش
- البنى المعرفية الشعبية تنهار أمام ثورة الشباب
- وصايا السكوت الذهبية كي تكون مواطناً غير متآمر
- ربيع العراق ولبنان يزهر من بذور عربية
- إظهر يا مارد الثورة، إن العراق قد امتلأ ظلماً وجوراً
- كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب
- الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم
- أنياب خامنئي هشَّة ودموع ترامب كاذبة
- الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة
- ماذا لو جفَّ... في العراق ولبنان؟
- ليس العراق أرضاً فارسية إخرج منها قاسم سليماني
- نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام
- ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات
- إسقاط مافيات الكهرباء هدف معجَّل
- إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - كلمة (ولكن..) منهج شيطاني بالالتفاف على حقوق الشعب