أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات














المزيد.....

ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 16:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا مثقفي أحزاب السلطة:
في الأيام الأخيرة من تسابق مثقفو أحزاب السلطة، على إلقاء الدروس والمواعظ والإرشادات للشعب الثائر. وفي الوقت الذي أبدوا فيه حرصاً على مصلحة الشعب، أعربوا عن مقاصدهم الحقيقية بدعوة الجائعين والمرضى والعاطلين عن العمل إلى كظم أوجاعهم، والعودة إلى بيوتهم، فأثبتوا أن حرصهم كان كاذباً.
لقد ابتكر هؤلاء وأولئك، وصفات سحرية لم يسبقهم إليها أحد. ومن أغربها وأكثرها سوءاً، نوجز بعضها بما يلي:
1-أن يعطوا فرصة لحكومة (الخصم – الحكم) لكي تضع حلولاً لمشكلات ترقى إلى حدود الجرائم الموصوفة، التي ارتكبتها أحزابها. وكأن فرصة أكثر من ثلاثين عاماً من السلب والنهب، لا تكفيهم.
2-التخويف من الفراغ، وكأن لبنان تملأه حكومة تمثله، وتسهر على مصالح أبنائه من الفقراء والمساكين والمعوزين والعاطلين عن العمل، ولا تترك له مرفقاً عاماً إلاَّ وتصونها برموش عينيها. أليس لبنان يعيش فراغاً في الماء والكهرباء وكل تفاصيل حياته لأن ضمير الحاكمين يعيش فراغاً كبيراً من كثرة السمسرات والمقايضات والمحاصصات.
3-التخويف من الفتنة والإخلال بالعيش المشترك، وكأنَّه كلما دقَّ (كوز) أمير من أمراء السلطة)، بـ(جرة) أمير آخر، لا تقوم قيامة (المدقوق فيه) وتتقطع الطرقات وتنصب المتاريس، وترتفع الأصوات استنكاراً من (الدق بالمقامات)، و(المس بالمقدسات).
3-التخويف من أموال السفارات وأجهزة المخابرات التي استغلت عرق المتظاهرين وراحت توزِّع عليهم السندويشات وقناني المياه، وتشتري لهم الأجهزة الألكترونية ومكبرات الصوت، وتدفع لمحطات التلفزة أجوراً لكي تغطي الوقائع اليومية للثورة.
إنها لمهزلة، وأي مهزلة تلك التي راح يضحك فيها (مثقفو أحزاب السلطة)، من محللين سياسيين، ورؤوساء مراكز أبحاث، على ذقون الناس. وقبل أي شيء آخر، نقول لهم: عندما تنقطع عنكم الأجور التي تتقاضونها من أحزاب السلطة، ستجدون أنفسكم عاطلين عن العمل، وستُرغمون على النزول إلى خيم المعتصمين.
ما تحذرون منه المعتصمين والمتظاهرين والثوار، من شر (وسواس السفارات) وخناسهم، أما خطر ببالكم أن أجوركم المدفوعة لكم من أحزاب السلطة، هي مما قبضوه من السفارات التابعين لها؟ فإذا كنتم تدرون فهذه مصيبة وإن كنتم تجهلون فالمصيبة أفظع وأعظم. وعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ فمن يرتكب إثماً بالقبض بشكل غير مباشر من السفارات، لا يجوز له إلصاق تهمة بحق شعب نظيف، وحكماً هو فوق الشبهات.
إن الشعب الثائر يمتلك الحصانة الكافية ضد تدخل السفارات، وهو لا يرفض التدخل الخارجي بشؤون لبنان الداخلية فحسب، بل يرفض وصايات السفارات على أحزاب السلطة أيضاً. ولعلَّ الذل الذي تعاني منه تلك الأحزاب بارتباطها بالسفارات، لأنه إذلال للشعب اللبناني، كان من بين أهم أسباب ثورة الشعب ضد النظام القائم بأحزابه كافة. وعن ذلك، تتساوى جميع أحزاب السلطة بالوقوف خدماً أمام سعادات السفراء، ويقدمون لهم كشفوفاً بما يقدمونه لهم من خدمات.
نناشد المدافعين عن أحزاب السلطة (مثقفو السلطة) الشبيهون بـ(فقهاء السلطان)، أن يكفوا الشعب مؤونة مهاتراتهم، خاصة أنهم قادرون بإتقانهم فن بيع المواقف أن يقبضوا من السفراء بشكل مباشر لأنهم سيزيدون الكيل لهم بأكثر بكثير مما لو قبضوه بالواسطة.
لقد اقتصرت وقفتنا بالكلام عن الأبواق الإعلامية لأحزاب السلطة ممن ينسبون أنفسهم مثقفين، فلأنهم يعملون على تجميل صورتها أمام ملايين البشر، ونناشدهم أن يكفُّوا عن تشويه الحقائق، رأفة بضمائرهم ورأفة بالضمير الإعلامي.
إن وقفاتنا الأخرى ستكون في مواجهة منطق السلطة ومؤيديها من المستفيدين من لبنها وعسلها.
وللحديث تتمة.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسقاط مافيات الكهرباء هدف معجَّل
- إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الأخيرة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثالثة
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام الحلقة الثانية
- الظاهرة الدينية بين نار الحرب وجنة السلام (الحلقة الأولى)
- بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد
- الظاهرة الدينية بين العمق الروحي والسطحية البدائية
- الحراك الشعبي وحركة التحرر العربي جناحان تتكامل بهما عملية ا ...
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق ...
- دراسة تاريخية ومعرفية في عناصر تكوين القومية العربية
- الفصل الرابع من كتاب الماركسية بين الأمة والأممية
- الفصل الثالث من كتاب (الماركسية بين الأمة والأممية).
- الفصل الثاني من كتاب - الماركسية بين الأمة والأممية
- كتاب الماركسيـة بين الأمـة والأمميـة - الفصل الأول: مقدمات م ...


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل غريب - ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات